أعترف سيدي أني أفرغت كؤوس هواي في دنان من سراب .. أعترف أن الليل بكى بين يدي إذ سامه جمر ولظى وكثير من أساي .. أعترف أن تلك الوثيقة مزقت نفسها من أول حرف غرد خارج راحتي ودناي .. لشمس سكنت روح البنفسج .. أعترف أن الصبر هشم رأسه على صدر الانتظار فتصدعت جدر صمت وأنين .. وأنت تدوس تلال وجعي فقأت عيون الجرح فبكى عيده الألف إذ جاء لآلئ من حنين مرت قربي ولم تلتفت إلي .. وأنت تبسم هناك لبريق الشمس وأنت تهديها صك الخلد فيك كنت قربك أمشي .. مطأطأة الرأس عارية الدمع تحرقني نار تأججت بعيني .. وسياط كبرياء عليل كانت الحروف زلالا باعدت أرض مولدي فلم تنبت زرعا قبل ألف عام .. كانت جمار بؤس أشعلت حرائق حزني أكدت أن البنفسج الفواح ليس شذاه الغامر من عطري .. جزمت للعيد الذي لم يصادفني أن الوهم في نفسي شيد قصورا وحضارات .. وأن الدمع الذي روى جفني جعل الحلم ضريرا .. أيها العيد الذي رفض الانبعاث على وجنتي وقدم هداياه خارج أرضي .. أيها العيد كيف أطوي المسافات .. كيف أغادر وهمي .. ؟ وكيف يغفر الكبرياء ..؟ لتهدأ الروح في بيداء حمقي كيف أجمع شتات حزني أنا ..العليلة العليلة .. كيف أواري رفات الذكرى.. ؟ كيف أقف بين يدي أمي بدم ما غفر ذنبي .. ؟ أيها العيد الذي باعد أرضي إني كفرت بالمواسم والأعياد بدم ساح بين يدي جمارا ما أنصفني .. إني كفرت بخصلة مقدسة في محرابك حسبتها الأخيرة .. فرت هاربة مني إليك دعت علي بحزن سكن عيني فكان الشحوب تمثالا علق بحروف اسمي الحمرة في دمي غادرتني علت بهاء من بالنبض أوارا تسري من أتاها العيد يحمل هداياه شموع حنين .. وديباجا من خيوط لهفة وياسمين .. صدحت به نوارس شرق وغرب .. وتلك جديلة ثائرة أنكرتني رمت لعنتها بأرضي فغدت عيون رمل أنهر ظمأ وسراب ..