أكد الداعية الأستاذ الدكتور أنس عطية الفقي، ضرورة التقرب من الله واستثمار شهر رمضان المبارك في ذلك، فهو الشهر الذي تصفد فيه الشياطين. وقال في الترويحة التي ألقاها على المصلين في ثالث ليلة من ليالي رمضان بمسجد طارق بن زياد بمدينة السادس من أكتوبر، "تدبر القرآن يورثنا الخشية". ولفت إلى أن آيات الجزء الثالث تحثنا على الصدقة والبذل في سبيل الله، ومن ذلك قوله تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" البقرة: 261. وقوله: "يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد" البقرة: 267. وقوله: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير" البقرة: 271. وكما قال العلماء: هناك سيئات لا تُكفّرها إلا صدقة الخفاء. قال تعالى: "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرّا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون" البقرة: 274. وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: (ما نقص مال من صدقة)، وقال عن دلالة التصدق والبذل في سبيل الله: (.. والصدقة برهان). أي دليل على الإيمان. وشهر رمضان هو الشهر الذي جمع الخيرات كلها، ففيه الصلاة والتهجد والقيام والصوم والزكاة والصدقة والإخلاص والذكر والدعاء وصلة الرحم والتسامح والكرم والجود والبعد عن الشهوات والاقتراب من الله. والمال ليس مالنا ولكنه مال الله، قال تعالى: "وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" الحديد: 7. وقال كذلك: "وآتوهم من مال الله الذي آتاكم" النور: من الآية: 33. وأنشد الداعية الدكتور أنس عطية الفقي في ختام كلمته قول من قال: نسمات هواك لها أرجُ *** تحيا وتعيش بها المُهج ما الناس سوى قومٍ عرفوك *** وغيرهم همجٌ همجُ دخلو فقراء إلى الدنيا *** وكما دخلوا منها خرجوا قوم فعلوا خيراً فعَلو *** وعلى درْج العلْيا درجوا يا بدرُعلام الهجر دُجى *** فالقلب لفقدك ينزعج لا أعتِبُ قلب الغافل عنك *** فليس على الأعمى حرج يا مدعياً لطريقهمُ ** بادر فطريقك منعرج تهوى المولى وتنام الليل *** لعمرك ذا فِعلٌ سمج يابدرُ بِذُلّ لّن نبرح *** عن باب الِحب فهل نَلِج فمتى بوصالك يا أملي *** ألحانُ الحُب لها هَزَجُ شربوا بكؤوس تفكرهمْ *** من صِرْف هواك وما مزَجوا فهِموا المعنى فهُمو معْنا *** وبذكر الله لهُمْ لَهَج وعلى أنغام محبتِنا *** سار العُشَّاقُ وقد نهجوا