إن الولاياتالمتحدة الأميريكية في سعيها إلى إقناع العالم والشعوب الغربية بصحة توجهها نحو إتخاذ الإسلام كعدو بديل ولتبرير حملتها الصليبية على العالم الإسلامي بدعوى محاربة الإرهاب والدفاع عن الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان0 قد كانت طبعا تدرك جيدا طبيعة وأهمية غسل الدماغ ودورها في تغيير إتجاهات الرأي العام وكسب التعاطف مع أهدافها 0 لهذا طبعا فقد إستخدمت هذا الأسلوب بكل دقة وحرفية 0 هذا طبعا ويبقى القول بأنه في عصرنا الحاضر هذا الذي تتصارع فيه فلسفات وأيديولوجيات وعقائد متعددة تسعى كلا منها إلى كسب مزيد من الإنصار إلى صفوفها لعبت الدعاية وغسل الذماغ دورا مهما في الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي 0 وأصبحت وسيلة مهمة من وسائل الدعاية السياسية والأيديولوجية 0 وحتى في مجال التبشير الديني والترويج التجاري 0 كما خلال حرب الخليج قامت الولاياتالمتحدة الأميريكية بالترويج للحرب وتلمها في عيون مختلف قطاعات المجتمع الأميريكي وغيره من شعوب العالم الأخرى لتسيوق هذه الحرب لأنصار البيئة فقامت إحدى شبكاتها التلفزيونية بعض صور لطائر يموت بسبب بقعة النفط الذي سبكه العراق في الخليج مع أن الطائر في الحقيقة لم يكن من طيور الصحراء العربية وأن هذا الطائر قد قتل بسبب النفط الذي سربته شركة إيسو النفطية الأميريكية وليس الرئيس العراقي صدام حسين0 كما أنه لم يكن هناك أي دليل على أن مصنع حليب الأطفال الذي أمطر بوابل من القنابل الأميريكية يحتوى على منشآت لتصنيع الأسلحة0 فهذا طبعا أبسط مثال من الآلاف الأمثلة لحملة التضليل الأميريكية 0هذا وتبقى طبعا عملية غسل الدماغ هي عملية صعبة ومعقدة تتطلب إلمام كبير بالنظريات والعلوم النفسية والإجتماعية 0 هذا بالإضافة إلى وجوب توفر كم هائل من المعلومات عن الشخص أو مجموعة الأشخاص الذي أو الذين يراد تعديل سلوكهم أو نشر أفكار معينة بينهم 0 لأن هذه المعلومات طبعا ستمكن القائمين بعملية غسل الدماغ من معرفة نقاط الضعف والقوة التي يجب أن يركزوا جهودهم عليها وبالتالي تمكنهم من إختيار الأساليب والوسائل التي تحقق أهدافهم هذا طبعا ويبقى تعمد الدعاية إلى خلق هدف آخر بدل الهدف الأول قد كان معروفا أيام الحروب والضيق الإقتصادي الذي رافق الحرب العالمية الثانية لم تجد الحكومات الديكتاتورية إلا أن تسمح بالحرية الجنسية وتناول الخمور للتغطية على قمعها للحريات واستفزازها بالقرارات المصيرية وإلهاء الشعوب بأمور أخرى وهكذا طبعا رفعت النازية يومها شعار المتعة أثناء العمل وابتكرت حكومة موسوليني شعار المتعة بعد العمل 0 هذا طبع مع إستغلال أو تطوير أو تأكيد الفكرة السائدة عن الأشخاص أو الشعوب 0 ولمحاربة الإشتراكية أو العدالة الإجتماعية تم خلق الصور المرعبة عن المجتمع الإشتراكي هذا طبعا مع تعويض الأسماء المحبوبة أو المكروهة بغيرها والعاطفية الحادة بالمعتدلة 0 فكلمة يهودي اتي كانت مكروهة في معظم أنحاء العالم بسبب الطباع اليهودي الإنعزالية والخبيثة فقد إستبدلت بكلمة أخرى 0 كما أن كلمة جرماني التي توحي بالفظاظة والغلظة إستبدلت بكلمة ألماني 0 وكذلك إستعمال التزييف كإدعاء الحلفاء بأن ألمانيا الهتلرية قد صنعت الصابون من دهن الأسرى الأموات إضافة إلى أكاذيب بوش وبلير بشأن أفغانستانوالعراق 0 هذا طبعا مع مع الإشارة إلى عدو ما سواء أكان وهميا أو حقيقيا لتقوية معنويات الناس وتجميع عواطفهم العدائية نحو هدف معين يبعد عن صاحب الدعاية ويخفف من غزائر العداء لدى الإنسان 0 هذا طبعا مع الإستعانة بالسلطة أو المصادر الموثقة للتأكيد على صحة إدعائهم0 هذا طبعا مع إستغلال الظواهر السلبية عند العدو وتوسيع التناقضات الظاهرة هذا طبعا وقد عرف الفكر الإنساني عمليات التحوير الفكري وغسل الدماغ منذ أقدم العصور إلا أن هذه المعرفة في معظم أنحاء العالم الحقيقة قد كانت معرفة مبسطة لم تصل إلى التعقيد الذي وصلت إليه الآن 0 فقد كان لتقدم العلمي في عصرنا الحاضروكذا علم النفس دور كبير في تطوير التقنيات والأساليب المستخدمة في عملية غسل الدماغ حيث قد ظهرت كثير من النظريات والدراسات النفسية التي ألقت ضوء ا كبيرا على خفايا النفس الإنسانية وما تتحكم بها من غرائز وميول ونزعات 0 وهذا طبعا مما ساعد كثير من العلماء وأهل الإختصاص على دراسة النفس الإنسانية على أسس عملية طبعا كانت قد مكنتهم من التوصل إلى أساليب وتقنياة قادرة على تعديل سلوك الأفراد والجماعات بدون إثارة الشخص المعني وهذا بإلتزام نظام للسيطرة بحيث أن المسيطر عليهم يشعرون بأنهم أحرار على الرغم من أنهم يخضون لقانون أشد صرامة من النظم القديمة كما وفرت تكنولوجية التحكم في السلوك سبل القوة والإنتصار وتغيير العقول0 كما أن أهداف غسل الدماغ تتراوح بين الدعاية والترويج لسلعة أو فكرة معينة 0هذاطبعا وتبقى عبارة غسيل الدماغ تعني في أبسط صورها كل محاولة للسيطرة على العقل البشري وتوجيهه لغايات مرسومة بعد أن يجرد من ذخيرته السابقة 0 حيث طبعا يقوم مفهوم غسيل الدماغ وإجراء اته على إفتراض أساسي مفاده طبعا أن أن إتجاهات الفرد ومعتقداته وقيمه هي نتاج تراكمي لعملية تعليم يكتسبها الفرد عبر عملية التنشئة الإجتماعية0 كما أن الباحثين العالمين يرون طبعا بأنه يمكن إستخدام مبادئي التعليم في أية عملية تهدف إلى تغيير سلوك الأفراد على المستوى الإنفعالي والمعرفي لن هندسة الثقافة طبعا تعتمد على إنكار العقل والوعي لذا طبعا يمكن تغيير العقل أو التلاعب وهذا هو المقصود طبعا بإداث التغييات في الظروف البيئية والتي تتمثل طبعا في تغيير السلوك الذي يعني الإعتقادات 0 هذا طبعا وقد أصبح اليوم طبعا غسيل الدماغ علما وفنا معروفا لدى كافة المؤسسات التي تسعى إلى السيطرة على العقل البشري وتوجيهه الوجهة التي تريدها كالحكومات ووكالات الإستخبارات بكافة أشكالها 0 هذا طبعا وقد تحول الإعلام في العالم اليوم إلى أداة تابعة وظيفتها تسويق السياسات التي يقررها النظام الحاكم سياسيا واقتصاديا0 كما أصبحت وظيفة الإعلام صناعة المواقف مما يسمح بتنفيذ السياسات في مجتمع يتخذ الشكل الديموقراطي0 فالليبرالية الرأسمالية ترى طبعا في فن الدعاية وسيلة شرعية لإعداد الجماهير لتقبل سياساتها0 أما إذا رفض الشعب ذلك وتمرد فإن علاج ذلك طبعا سهل ويسير وذلك طبعا عن طريق التحكم من الخارج في سلوكه أو دفعه إلى طريق الفساد والرذيلة وبهذا طبعا يستطيع أن ينعم أهل الثراء والسلطة بالحرية إذ يخلو لهم الجو0 هكذا طبعا ينصح الغرب حكام العرب وأهل الثراء والسلطان وإلى جميع الحكومات العربية التي تسعى إلى ترويض شعوبها 0 هذا طبعا وتبقى عمليات الدعاية وغسل الدماغ كالإيحاء والإستهواء والإقناع والتكرار والإستمرار في لفت النظر والتنويع المبتكر تجنبا للملل هذا طبعا مع مراعاة الإختصار والسرعة والتوكيد والإحكام كل هذا طبعا من أجل الوصول إلى بؤرة الإنتباه عن طريق جذب الإنتباه ولفت نظر أكبر عدد من الجمور هذا طبعا مع الإعتماد على الترغيب و التشويق والمبالغة وضرب الأمثلة وتقديم العينات هذا طبعا مع إختيار الأوقات المناسبة لعرض الأفكار والحقائق المتصلة بموضوع الدعاية وغسل الدماغ 0