تجارة القناة تعلن قواعد القبول بالبرامج الجديدة بنظام الساعات المعتمدة للعام الجامعي 2026    عاجل من الضرائب، إلزام فئات جديدة بإصدار إيصالات إلكترونية في هذا الموعد    قيادي بحماس: تعاملنا بمسؤولية ومرونة في المفاوضات وطالبنا بضمان تدفق المساعدات    تطورات مهمة في عرض قاسم باشا التركي لشراء لاعب الأهلي    محاكمة ربة منزل بالمرج بتهم الترويج للأعمال المنافية والنصب على المواطنين    تشغيل قطارات جديدة على خط مطروح    مفاوضات مع مايلي سايرس وآريانا جراندي لتقديم عرض مشترك في Super Bowl    باحث أكاديمي ينفي عن توفيق الحكيم صفة البخل ويكشف تفاصيل مساهمته في تأسيس معهد الموسيقى    «100 يوم صحة» تقدم أكثر من 15 مليون خدمة طبية مجانية خلال 10 أيام    تجديد حبس سائق بتهمة سرقة 6 ملايين جنيه من مالك شركة يعمل بها بالعمرانية    الأرصاد تحذر من ذروة موجة حارة تضرب القاهرة    تنسيق 2025.. موعد المرحلة الأولى لطلاب الثانوية العامة وأسماء الكليات المتاحة لكل شعبة (تصريحات خاصة)    أسعار الخضروات اليوم السبت 26 يوليو في سوق العبور للجملة    مطار مرسى علم يستقبل 184 رحلة من 15 دولة أوروبية الأسبوع الجاري    «موعد أذان المغرب».. مواقيت الصلاة اليوم السبت 26 يوليو 2025 في القاهرة والمحافظات    كيم جونج أون لجيشه: يجب الإستعداد ل«حرب حقيقية في أي وقت»    الكونجرس الأمريكي: 75% من سكان غزة يواجهون مجاعة عقب الحصار الذي فرضه نتنياهو    تعرف شخصية ليلى زاهر في مسلسل وادي وبنت وشايب    تعرف على موعد عرض أولى حلقات مسلسل « قهوة 2» ل أحمد فهمي    قائمة الجامعات الأهلية المعتمدة في تنسيق 2025.. دليل شامل للطلاب الجدد    «لو ابنك بلع مياه من حمام السباحة؟».. خطوات فورية تحميه من التسمم والأمراض    «خبراء يحذرون»: لا تغلي «الشاي مع الحليب» لهذا السبب    «لماذا ينصح بتناول لحم الديك الرومي؟»... فوائد مذهلة لهذه الفئات    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو 2025.. الجنيه الذهب ب37040 جنيها    الأهلى يزاحم الهلال على ضم نونيز من ليفربول    اكتشاف حفرية ديناصور عمرها 67.5 مليون عام تحت موقف سيارات متحف دنفر    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    "الحشيش حرام" الأوقاف والإفتاء تحسمان الجدل بعد موجة لغط على السوشيال ميديا    أسفار الحج (9).. زمزم والنيل    الدفاع الألمانية تستعين بأسراب «صراصير» للتجسس والإستطلاع    خدمة جوجل فوتو تضيف أدوات لتحويل الصور القديمة إلى مقاطع فيديو متحركة    رابطة الأندية توجه الدعوة لأبو ريدة لحضور قرعة الدوري    أجندة البورصة بنهاية يوليو.. عمومية ل"دايس" لسداد 135 مليون جنيه لناجى توما    أبو حلاوة يا تين.. عم محمود أقدم بائع تين شوكى فى مصر عمره 65 سنة.. فيديو    بعد أزمات فينيسيوس جونيور، هل يتحقق حلم رئيس ريال مدريد بالتعاقد مع هالاند؟    بالأسماء.. مصرع طفلة وإصابة 23 شخصًا في انقلاب ميكروباص بطريق "قفط – القصير"    3 مكاسب الأهلي من معسكر تونس    رحيل نجم بيراميدز بسبب صفقة إيفرتون دا سيلفا (تفاصيل)    موعد مباراة ليفربول وميلان الودية اليوم والقنوات الناقلة    إعلام فلسطيني: 4 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية غرب غزة    برج الحوت.. حظك اليوم السبت 26 يوليو: رسائل غير مباشرة    إيطاليا: الاعتراف بدولة فلسطين ليس ممكنا إلا باعترافها بإسرائيل    2 مليار جنيه دعم للطيران وعوائد بالدولار.. مصر تستثمر في السياحة    بالصور.. تشييع جثمان والد «أطفال دلجا الستة» في ليلة حزينة عنوانها: «لقاء الأحبة»    هآرتس: ميليشيات المستوطنين تقطع المياه عن 32 قرية فلسطينية    رد ساخر من كريم فؤاد على إصابته بالرباط الصليبي    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    «الداخلية» تنفي «فيديو الإخوان» بشأن احتجاز ضابط.. وتؤكد: «مفبرك» والوثائق لا تمت بصلة للواقع    الجزار: الأهلي تواصل معي لضمي.. وهذا موقفي من الانتقال ل الزمالك    فلسطين.. شهيدة وعدة إصابات في قصف إسرائيلي على منزل وسط غزة    «مش عارف ليه بيعمل كده؟».. تامر حسني يهاجم فنانا بسبب صدارة يوتيوب .. والجمهور: قصده عمرو دياب    "مستقبل وطن دولة مش حزب".. أمين الحزب يوضح التصريحات المثيرة للجدل    حماس: لم نُبلغ بوجود أي إشكال بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ونستغرب تصريحات ترامب    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    سعر الذهب اليوم السبت 26 يوليو محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير (تفاصيل)    قفزة في أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 26 يوليو 2025    رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    جامعة دمنهور الأهلية تعلن فتح باب التسجيل لإبداء الرغبة المبدئية للعام الجديد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عين على الثورة : مرافق الرئيس القاضي ! – اللقاء الرابع
نشر في شموس يوم 08 - 10 - 2016

مرحبا بكم ، ومرة أخرى يستمر الحوار مع مرافق الرئيس القاضي عبدالرحمن الارياني، المناضل الحاج يحيى الكوكباني ، تقترب بنا الأيام من ذكرى يوم السادس من أكتوبر 1973 ، وكذا نقترب من ذكرى اندلاع شرارة ثورة أكتوبر 1963 في جنوب اليمن في اليوم الرابع عشر منه ، وهناك احداث مستمرة في هذا الشهر ، تلك الاحداث المتتالية تتطلب منا استعراض خلفيات سابقة للأحداث التي ننقلها لنقرأ بعين الثورة ، في اللقاء السابق رأينا اندلاع الثورة في اليمن شمالا ضد الامامة ، وتوافد القوات المصرية تباعا ، لنكمل معا الاحداث مع الحاج الكوكباني :
– اهلا بك دوما ، كما فهمت مما ذكرنا ان الاتجاه برز في مواجهة الملكيين ، في تلك اللحظة الحرجة بدأت ملامح الحرب ، واندلعت شرارة المواجهة بدأ من مأرب ، ثم تبعها التدخل المباشر في الحرب من المملكة ، برزت قيادة الملكيين متماسكة مدعومة بقوة نافذة من المملكة وعدد من القبائل منها قبائل سنحان و بلاد الروس ، تشكلت القيادة الحربية في حجة يقودها الامام البدر ، يقود المعارك في المناطق الشمالية والجنوبية لصنعاء الأمير عبدالله بن الحسين نائبا للبدر ، رغم بروز استقرار العمل في المناطق المحررة خاصة تعز والحديدة ، وتحرك القوات المصرية التي عرفت بالقيادة العربية في اليمن ، فهمت ان فكرة نزول تلك القوات بهذا الشكل لم يكن محمودا لدى عدد من القيادات المصرية ، لماذا اصر عبد الناصر على هذا التدخل الكبير ، كل قدرات الجيش المصري توجهت لليمن .
الكوكباني :
– لهذا هو زعيم الامة العربية ، ولن تجد احدا استطاع ان يحل مكانه الى اليوم ، صحيح انه ايد توجه السادات وعبدالحكيم عامر ، واخذوا برأي البيضاني في المواجهة ، رغم ان عددا من قيادات الجيش يرى ان الأفضل هو ارسال مدد من السلاح وعناصر لا تزيد عن الفين يقوموا بعملية التعبئة والتدريب ، الا ان تم ذلك فلا اظن الثورة ستكتمل . الناس ربما لا تعرف ان القوات المسلحة اليمنية لا يزيد تعدادها عن ستة آلاف فرد ، تخيل ، جيش هزيل ، كان الامام يعتمد على جيش القبائل او ما يسمى الجيش الشعبي الذي يستدعيه وقت الحاجة .
انا :
– الامام يبدو يفكر كما سويسرا اليوم ، حيث لا تريد ان ترتفع تكلف الميزانية لمرتبات جيش كبير وتعتمد على القوات الاحتياط والتي هي كل مواطني الدولة وهم يتلقون تدريبات عسكرية .
الكوكباني :
سويسرا !!!
انا :
– بالتأكيد امزح ، ما اعنيه ان الجيش كان لا يعتمد عليه ، للمواجهة الكبيرة .
الكوكباني :
– بل يعتمد عليه ، هو من ثبت الدولة طوال تلك المحنة ، وانما اقصد العدد . عموما ، في ذلك الوقت وصل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بعد خروجه من السجن في حجة ، ومعه عدد كبير من المشايخ والنقباء ، وقابلوا السلال وجعلهم السلال على قيادة الجيش الشعبي لمواجهة الجيش الشعبي للامام ، طبعا الشيخ الأحمر استلم لاحقا وزارة الداخلية ، وتم تسليح الرجال من القوات المصرية ، وأصبحت حاشد خاصة وبكيل تقود المواجهات ضد الملكيين رغم ان جنودهم لم يستلموا مرتبات من الدولة بل يقاتلون تحت راية شيوخهم من اجل الجمهورية .
انا :
– خطوات تأسيس الجيش الوطني .
الكوكباني :
– فتحت معسكرات تدريب في تعز تحديدا لاستقبال المجندين ، وتم اختيار وارسال عدد كبير من الرجال الى مصر للتعليم ، وفي ذات الوقت بدأت القيادة العربية في استقبال رجال الجبهة القومية لتحرير الجنوب في صنعاء وفي تعز ، وكذا افراد من جبهة تحرير جنوب اليمن . الا ان الامر لم يستقر لتأسيس جيش وطني متكامل الى مطلع العام 1970 لأسباب عدة ستتضح لكم .
انا :
– دعني اضع خلفية مهمة للأحداث في الجنوب وكذا للأحداث في صنعاء و التدخل الكامل والقوي للقوات العربية (المصرية ) في اليمن .
الكوكباني :
– بالتأكيد تفضل !
انا :
– تعرفنا ان اول ثورة عربية هي ثورة الدستور في اليمن 48 ، الا ان بروزها محدود لانهيارها السريع ، برزت الثورة الام الحقيقية للثورات العربية ثورة الجمهورية في مصر 1952 ، بروز التيار اليساري في البداية اقلق بريطانيا جدا ، طبعا التيار اليساري تغير مع الزعيم ناصر الى التقدمية العربية وكان ناصر يؤسس لفكر مختلف ومتوازن بين اليسارية الاشتراكية و الليبرالية الغربية ، مؤسسا لفكر نسميه اليوم الناصري ، رغم ان عملية التصحيح للفكر الناصري بدأت في نهاية الستينيات مما لم يكمل الجهد في ذلك وفاة الزعيم ناصر، عموما ، بدأ تيار مخالف يبرز مع ثورة قاسم العراق في 1958 ببروز تيار اشتراكي مخالف وبصورة اكثر اكتمالا من الناصرية هو حزب البعث العربي الاشتراكي ، هذا التيار انتصر على الزعيم ناصر بتمدده في سوريا لاحقا والجزائر وكان يخشى ان يمتد الى اليمن ، برزت الضغينة بين التيار البعثي بصورة جلية بعد انقلاب 1961 في سوريا الذي أطاح بالوحدة الوليدة بين مصر وسوريا باسم الجمهورية العربية المتحدة ، هذا ما جعل الزعيم ناصر يدافع بقوة عن ثورة الناصريين في اليمن كما كان يراها ، حتى لا تسقط العاصمة الرابعة صنعاء بيد البعث العربي الاشتراكي . وربما لا يعلم البعض ان الوحدة التي عقدت مع سوريا 1958 كانت تضم المملكة المتوكلية في اليمن ، وعرفت بالاتحاد العربي ، الا ان الامام انسحب في العام التالي لأنه رأى ان من في الاتحاد لا يخضعون للشريعة الإسلامية .
الكوكباني :
– نعم ، وهذا ما جعل الخلافات الداخلية بين الثوار تبرز علنا .
انا :
– التدخل المصري في اليمن هذا جانب ، اربك بريطانيا الحليف الأساسي للسعودية في حربها ومساندتها للملكيين طبعا والمملكة الأردنية أيضا صارت لاحقا جزءا من هذا التحالف ، بعد العام 1952 قررت بريطانيا خاصة وفرنسا لاحقا الانسحاب من المستعمرات ، وترتيب انتقال حكم في تلك المستعمرات ، في عدن ، كان لبريطانيا نفس الرؤية لهونج كونج الصين ، حيث ارادت تشكيل ولاية مستقلة في عدن تديرها اقتصاديا بريطانيا وتظل بقيادة شرعية منتخبة من العدنيين ، الا انها لتحمي هذا الكيان لابد من توفير غطاء شرعي يقبل هذا التحول ، فرسمت تصورا ودستورا باسم اتحاد امارات الجنوب العربي ، برز في العام 1958 ، وسعت لإيجاد أرضية له من السلطنات والمشيخات في الجنوب ، وجه بعدم القبول الكلي من طرفين ، من العدنيين رأوا ان دخول تلك المشيخات معهم وهم كما يرونهم جهلة وغير مؤهلين سينهي كل ما وصلت اليه عدن ، ومن جهة خاف المشايخ والسلاطين من تلك الخطوة التي قد تجعل المتعلمين في عدن اسيادا وهم خليط ( حيث يرونهم انهم بين هنود وصومال ويهود وفرس ) كيف يتفقون معهم ، بدأت التحركات للاقناع من الأطراف ، رأت بريطانيا ان اكثر دولة مستقرة هي السلطنة في حضرموت فإن اقتنع السلطان سيمكن نقل العاصمة الى المكلا وترتيب الدعم الكامل للدولة ، تم تغيير اسم الاتحاد الى اتحاد الجنوب العربي لمزيد من الاقناع في العام 1962 مع التدخل المصري في اليمن حيث بدأت تشعر ان عدوها الأساسي صار على أبوابها وخاصة ان الدعم السوفيتي بدا واضحا في المد بالسلاح للجبهة الشمالية ، حينها وعدت بريطانيا بتسليم السلطة بالكامل في يناير 1968، رغم كل تلك الاغراءات رفضت سلطنة حضرموت الانضمام بشكل نهائي ، رفض القعيطي تبعه تلقائيا رفض الكثيري و بن عفرار في المهرة . واجهت بريطانيا مطلع الستينيات تشكل جبهة في عدن عرفت باسم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل او جبهة التحرير وكان اغلبهم من عدن ومناصريهم منها ،وكانت تلقى التأييد الكامل من عبد الناصر لذا برزت في البداية ، حتى جاءت احداث 1961 في اليمن والثورة لاحقا لتتشكل الجبهة القومية للتحرير وكان أنصارها من لحج والضالع ، وحظيت بدعم اكبر بسبب سلطة القبائل والمشيخات ، وأيضا توافد رجالها لتلقي الدعم مباشرة بالقيادة العربية (المصرية ) في تعز وصنعاء , وكان بروزها السريع ان بدأت بريطانيا بالتفواض مع احد قادتها وهو الرئيس الراحل قحطان الشعبي وكان موظفا لدى السلطة هناك ، التخوف المتزايد من الوجود المصري في شمال اليمن ، جعل أي تحرك من القبائل الجنوبية الى الشمال مربكا لبريطانيا ومصدر ازعاج كامل .
الكوكباني :
– وهذا ما حدث ، فلم يكن مرتبا اندلاع الثورة في أكتوبر 1963 ، لان هناك جبهة التحرير التي ترى ان التفاوض مع الجانب البريطاني سيصل بنا في النتيجة الى ما نريد خاصة ان بريطانيا أعلنت رسميا قرار الانسحاب من مستعمرة عدن في يناير 1968 ، عموما عودة الاشاوس بقيادة المناضل الشهيد راجح لبوزة ، الذي عاد قادما من الشمال بعد مشاركته في الثورة ، تم منعهم من العودة لديارهم الا بتسليم السلاح ، هنا تم تفجير المواجهة بينهم وبين الجنود البريطانيين واستشهد في تلك المواجهة ، وكانت نقطة تغيير جذرية كاملة ، خاصة ان الاحداث التي تبعتها ازعجت بريطانيا في مستعمرتها عدن . وكان اكبر خسارة لهم مقتل المندوب السامي البريطاني من قبل احد رجال الجبهة القومية.
انا :
– في تلك الفترة بدأ الامر واضحا بسيناريو تغيير ، دفع عددا من رجال المال الى مغادرة عدن ، الخسائر المتلاحقة وضحت ان الامر لن يستقر على هذا المنوال . لقد تغيرت الخريطة الان ولم تكن بريطانيا قادرة على تنفيذ فكرتها في الجنوب ، فبدأت تلين الى القبول بتسليم السلطة وتخرج بدون خسائر مالية ، الا ان معركتها الكبرى برزت مع مصر لاحقا بشكل مباشر بالمشاركة في العدوان الثلاثي 1956 . لحقه دعم الكيان الإسرائيلي 1967 .
الكوكباني :
– آه ذكرتنا بالمواجع الأليمة !!!
انا :
– نعم استاذنا الجليل ، دعنا نعد ، كان لابد من تلك المقدمة ليفهم المتابع ، انه لا شيء في السياسة عشوائي ، ولإدارة الازمة المعقدة ابعاد أخرى … اشتدت الحرب، وبدأت المملكة تعقد اتفاقيات دفاع مشترك أهمها مع المملكة الأردنية التي ضمتها لتحالفها مع الشرعية الملكية . فمن امير الحرب على اليمن .
الكوكباني :
– امير الحرب الملك فيصل ، كان يرى بوضوح ان هيمنة التيارات اليسارية ضد الإسلام ، وبرز الخلاف واضحا جدا بينه وبين أخيه الملك سعود الذي لم يكن راغبا في تلك الحرب ، وطبعا مع تزايد المرض على الملك سعود ….
انا :
– هل المرض يمنعه من الحكم ؟
الكوكباني :
– لم يكن يمنعه الا ان نفوذ فيصل كان اقوى بكثير ، انتهى فعليا بجمع رأي العائلة واهل الفتوى لديهم بعزل الملك ، حتى لا تتعارض القرارات بين الملك و ولي العهد . وذلك في العام 1964 ، الا ان هناك حمائم سلام كان اكثرها بروزا الأمير سلطان الذي كان يدفع للوصول الى انهاء الحرب بكل الطرق وفي ذات الوقت لا يريد ان يدخل في خلاف مع أخيه الفيصل .
انا :
– تشكلت اتفاقية في العام 1964 في اركويت في السودان ، دفعت لتحرك عامر والسادات للقاء الفيصل في المملكة .
الكوكباني :
– كانت أول بوادر محاولة المصالحة بين المملكة و مصر بدأت في اجتماع القمة العربية في بورسعيد مصر 1963 ، الا ان الحرب مازالت في بداياتها .
انا :
– لم يكن الوضع مستقرا بالكامل في صنعاء .
الكوكباني :
– نعم ، حيث برز التدخل المصري في الشئون الداخلية بشكل واضح ،حتى التعيينات ، برزت في البدء مع البيضاني الا انها استمرت مع السلال نفسه الذي هو رجل مصر في اليمن وكنا نعتبر سفير مصر أحمد شكري الحاكم الفعلي لليمن ، و اطلق حينها على السلال المندوب السامي المصري ، قاد هذا التدخل الى دعوة القاضي الزبيري لمؤتمر عمران لجمع كلمة اليمنيين في 1963 ، رغم كل محاولات البيضاني لمنع المؤتمر الا انها أدت في النهاية الى الإطاحة به ، الا ان هذا لم يدفع للتهدئة بل قام السلال بطلب من القيادة المصرية باجراء تعيينات شاملة في مواقع حساسة ، ومن شخصيات ليست بارزة او متعلمة ، استمر الخلاف بشدة على هكذا تصرفات ، دفع القاضي الزبيري في 1964 الى الاستقالة من منصبه الوزاري واعلن ان من يؤيده في موقفه عليه الاستقالة فورا ، تتالت الاستقالات من الجمهوريين المعارضين للسلال . منهم القاضي الارياني و الأستاذ احمد محمد نعمان ، وطبعت نشرة وزعت رسميا عنونت ( لهذا استقلنا !) وصلت النشرة لكل المدن اليمنية ، شكل العمري الحكومة وكان داعما للسلال ، وهدد بقوة معارضيه الذين غادروا صنعاء الى خمر بحماية حاشد ، ومنهم من توجه لتعز ، القاضي الزبيري اختار جبل برط لانه نقطة وسط بين حاشد وبكيل ، انه ذكي لا يريد ان يتحسس القبائل من توجهه لطرف منهم ، وفي برط اصدر صحيفة معارضة لم تستمر بعد استشهاده اسماها (حزب الله) ، كنت اوزعها فور وصولها الى تعز ، عدا منشوراته الأخرى وقصائده ، انه وفريق المعارضين يرون ان الجمهورية تكتمل عندما يحكمها أبناء اليمن ويحددون هم مصير دولتهم .
انا :
– بمعنى أوضح رفض أي تدخل خارجي اكان مؤيدا لهم او معارضا لهم .
الكوكباني :
– نعم ، رفض أي تدخل اجنبي في الشئون الداخلية للدولة . عموما تلك الاستقالة كانت مؤثرة على القيادة المصرية ، وصل خبرها فورا الى مصر ، توجت فعليا بزيارة الزعيم عبد الناصر لليمن 1964 ، ومن تلك اللحظة بدأ العمل على تأسيس مجلس شورى او نواب ، وكان البناء في ذات الموقع للبرلمان اليوم ، واشرف عليها الأستاذ احمد نعمان ، كانت الصورة تبدو ان الامر يتحرك لصالح المعارضة ، تشكل من هذا الحراك قاعدة لعقد مؤتمرات متتالية برز أهمها في خولان مارس 1965 الذي من ضم الكثير من المشايخ واهل الحل والعقد ، وكانوا يتوافقون على مطالب المعارضة ، الا ان حملة العمري والسلال ضدهم لم تتوقف ضد المعارضة ، كانت تبث إذاعة صنعاء الهجوم عليهم ، تحركت وفود اهل الحل والعقد من مؤتمر خولان الى خمر للقاء الشيخ عبدالله الأحمر ، وتحركوا لاحقا الى جبل برط للقاء الزبيري وأبو راس .
انا :
– القيت قصائد في مؤتمر خولان ، نقلت انت ابيات قائلها من ال الرويشان اعجبتني انقل منها :
ما حن مركب غلط في البحر واتحير وحنت الميج بالغارات والنار
ما بي مخاوف ولا ومواجع و لا بي شر إلا من أهل السياسة وأهل الأفكار
ذي فرحونا وقالوا شعبنا اتحرر وهانوا الحرية والناس الأحرار
إن جيت أميلك لسيد عاب يتعذر وان جيت أجمهر فكم جهدي تصبار
الكوكباني :
– ساكمل بيتا
فالسيد ابصرت أيش في دولته سبر حكم علينا بقبلية والتسيطار
أنا :
– صح لسانك ولسان القائل ، يبدو انني اصل دوما للنهاية سريعا ، ومازال في جعبتك استاذي حكايات ، دعني ننهي لقاءنا بشكرك وشكري الجميع ولنا لقاء عن قريب ان شاء الله تعالى .
– لنا لقاء ، والحكاية لم تكتمل الا ان الصورة تتضح ، ارجو ان تستمروا في متابعتي ، وتستمروا في الدعاء لبلداننا الحزينة من اليمن والعراق وسوريا وليبيا ، والدماء مازالت تنزف في مصر و تونس .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.