عمرو الليثي : جاء انزلاق ثورة اليمن في سبتمبر عام 1962 منهيا لحكم امامي متوارث لمدة مائة عام كما جاءت الثورة في اطار ما سمي في ذلك الوقت بزمن الشعوب في ظل الثورة العربية الكبري التي قادت المنطقة للتحرر من كل انواع الاستعمار سواء كان المستعمر اجنبي او محلي ولان اليمن كان لها طبيعة وخصائص تختلف كليا عن طبيعة المجتمعات التي شهدت ثورات مماثلة في تلك الفترة مثل مصر والجزائر فكانت ثورتها ايضا ذات طبيعة مختلفة ورغم ولادتها من رحم الثورة المصرية وكانت الدور المصري في الثورة دورا مؤثرا سواء من حيث استقرارها واستمرارها ومن خلال ما اثرها من صراعات تخطت حدود مساندة الثورة لاثبات قوة كل طرف من الاطراف الاقليمية الدولية على ارض اليمن وكعادة الثورات كان لها الكثير من الاخطاء ولعبت الصدف احي والاقدار احيانا اخري دورا كبيرا في النجاحات والاخفاقات على حدا سواء فما هي الاسباب الداخلية التي ادت الى القيام الثورة في اليمن وكيف تم التحضير لها في داخل اليمن والقاهرة والى اي مدي ساهم حكم الامام الكهنوتي في قيامها للاجابة على هذه التساؤلات تابعونا علي هذا الفاصل القصير فاصل- تقرير من ارض اليمن انطلق العرب الاوائل ينتشرون باعثون حضارة خالدة هؤلاء جميعا ابناء النبي قحطان ابن سيدنا هود عليه السلام ويقول ابن خلدون في كتابة المبتدا والخبر ابن قحطان هو ابو اليمن كلها وفي عصور النهضة اليمنية في التاريخ ان حدودها كانت تمتد حتي حدود مكةالمكرمة شمال وعدن جنوبا وكان اليونانيون في القرن الاول الميلادي هم اول من اطلق على اليمن العربية اليمن السعيد او اليمن الخضراء وكان دخول اهل اليمن في دين الاسلام نصرا كبيرا وقد تقدم اليمنيون يحملون راية الاسلام في الصفوف الاولي للفتوحات الاسلامية انعكس الصراع على كرسي الخلافة في اليمن كثائر الامصار الاسلامية تعاقب عليها ولاة رسول الله صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده ثم الولاة الامويين والعباسيين والايوبيين والعثمانيين وفي فترات ضعف دولة الخلافة الاسلامية غزي اليمن وتصارع عليها البرتغاليون الفرنسيون والايطاليون والانجليز نظرا لموقعها البحري الفريد نجحت غزوات العثمانيون المتلاحقة في اقتطاع بعض المناطق الساحلية لليمن لكنها لم تستطع ان تبسط هيمنتها الكاملة على اليمن الى ان خرجوا منها نهائيا في الحرب العالمية الاولي د /احمد حمروش : تركيا كانت تريد ان تحتل كل المنطقة العربية وانا اذكر ان ابراهيم باشا ابن محمد على قائد القوات المصرية في ذلك الوقت قال انني اريد ان احارب الى حدود بلادا لا يتكلم اهلها العربية يعني كانت فكرة ان يبقي في فعلا تجمع عربي عاصم الدسوقي مؤرخ : من هنا في هذا الاطار امتدت سلطة محمد على حتي اليمن اليمن هنا علي مدخل البحر الاحمر وهناك ارقاما منها سياسية احتكار البن وهي الغلة الرئيسية هناك هذا الكلام كان امتي بقي كان في 1837 في نفس الزمن ده كانت انجلترا تجهز لكيفية التخلص من محمد على لانه اصبح قوة اقليمية كبري عبد الرحمن البيضاني : ولذلك بريطانيا لما احتلت عدن واحتلت جنوب اليمن خشيت ان يمتد نفوذها في الشمال اليمني لان الشمال اليمني كله جبال وعرة ومقاتلين فتركت الشمال اليمني تحت الحكم العثماني واكتفت باحتلال عدن عاصم الدسوقي : بريطانيا عندما كان يهمها مدخل البحر الاحمر اللي هو عدن عدن على المدخل ده اللي هو يهمها ده مفتاح الدخول فمهمهاش بقي باقي اليمن ما دام محمد على سيطر على مدخل البحر في 37 يبقي احنا لأ فراحوا دخلوا على عدن بعدها بسنتين تقرير لاكثر من الف عام حكمت اليمن على المذهب الامامي الكهنوتي الذي ادعي اصحابها انهم لهم الحق الالهي في حكم اليمن فحولها الى سجن كبير محاط باسوار عالية لم يستطع الشعب اليمني عبوره طوال هذه الالفية وكان الامام /احمد وابنه بدر اخر سلاطين الائمة حكم اليمن بالحديد والنار وكان الامام يري ان عائلته الزيديه هم اصحاب الحق الوحيد في حكم البلاد دون الشافعية الذين يمثلون غالبية الشعب اليمني فاستعبد الشعب بكل طبقاته واستغل خيراتها اسوء استغلال واجتهد في ترسيخ الجهل والفقر ليكون دائما بمثابة الامن والامان لحكمة وسيطرة وحارب كل من حاول نصيحته بالاصلاح والعدل لدرجة سادة فيها قطع الرقاب لكل من تسول له نفسه الوقوف في وجهة الامام معترضا او موجها او ناصحا وسياسة القتل الذبح لم تكن مقتصرة على المعارضين والعامة لكنها شملت الخاص ايضا فقد قتل اكثر من 90% من الائمة الذين حكموا اليمن على يد اخوانهم او ابنائهم طمعا في السلطة وخيرات اليمن ويكفي للدلالة على ذلك ما قام به الامام /احمد من قتله لثلاثة من اخوته اضافة الى الالاف من ابناء الشعب اليمني المغلوب على امره د/احمد حمروش : الامام احمد ده كان مثال للتخلف يعني لو كان عملوا تمثال للتخلف هيبقي الامام احمد وجميع الائمة دول......... عاصم الدسوقي : طبعا هو كان بيمارس الهيمنة من الوضع المذهبي الديني ده ان هو امام والامام طاعته واجبة الامام عند هؤلاء الناس تفسيرها كلمة موجودة يقول لك دي دعوة هو مش مجرد امام كده امام صلاة دي دعوة يعني هو عليه ان يحافظ علىالمذهب الزيدي دعوة وهو له الامر وعلى الجميع الطاعة السفير/ اليمني بالجامعة العربية عبد الولي الشميري : الامام احمد كان قد ابتعث بعض لشباب في بداية التنادي بالتعليم وبعضهم في عصر ابية اتبعثوا الى العراق فراو المدنية وراو الحضارة وراو التمدن والتثقيف والمواد العلمية المتعددة وبدات عملية الاستفادة من التقنيات الحديثة على مستوي ذلك العصر فعادوا ينادون بثورة معلومات لاصلاح الحكم في اليمن فاخذهم الامام وزج بهم الى السجن د /احمد حمروش : مكنش هدفة يعني تطوير اليمن والا كان انعكس ده في الداخل عاصم الدسوقي : حتي كان بيمنع اتصال الناس يعني يعرضوا نفسهم لاي مؤثرات خارجية يعني اللي كان يسافر اليمن ويجي مصر او اي دولة في الشام او في اوروبا ويرجع يرجع وينسي اللي هو شافه او اتعلمه لانه لن يستطيع ان يبوح بما في نفسه السفير/عبد الولي : طبعا بدات الثورة تتاجج في نفوس الناس عاصم الدسوقي : اول محاولة كانت 48 لكن لما فشلت فعلا في 48 اتكررت في 55 و57 و59 لكنها كانت تفشل لانها كانت مش بتفشل كانت يعني يثضي عليها في المهد اللواء/ صلاح محرزي : الامام احمد كان يسيطر على اليمن من اولها لاخرها بشفرة وله عملاء بيوصل لحد الحارة ولحد القبيلة وفي كل نجع وفي كل قرية له عملاء لهم شفرة يتصلوا بالامام /احمد فورا وكان عيونهم دائما على اية على بيوت السادة العائلات الكبيرة عيونهم على الناس المرتبطة بالسياسة عيونهم على الناس اللي يحتمل يخاف منهم الامام /احمد وده اللي جعله ينجح في سيطرته على اليمن ويقضي على كل الثورات اللي قامت في اليمن عمرو الليثي : لم تكن المخاطر التي تواجه الحكم الامامي تنحصر في تذمر الشعب اليمني من التفرقة والعنصرية التي كان ينميها الامام فقط لكنها امتددت للعائلة الحاكمة نفسها فقد كان شقيق الامام احمد الامير الحسن يطمع في الامامة ويعتبر نفسه الاحق بها او الوريث الشرعي لها في حالة وفاة اخية وكان يعمل بكل جهده لكسب انتماء القبائل اليمنية وعلى الجانب الاخر كان الامير البدر يطمع في الامامة كوريث شرعي لابية فماذا كان موقف الامام /احمد من الطامعين في وراثته حيا او ميتا ومدي تاثير هذه الصراعات على الوضع الداخلي في اليمن عاصم الدسوقي : الصراع في الاخر داخل الاسر دي في تقاليد بمعني ان ولي العهد معروف مين اذا في شخص اخر يطمع في الحكم من السهل التخلص منه دي مسائل معروفة هما القبائل كده عبد الرحمن البيضاني/ نائب رئيس جمهورية اليمن الاسبق : بداية كانت سنة 50 يعني لما تخرجت من كلية الحقوق ودعاني الامام احمد لليمن تركت مصر والتقيت به وابنه الامير البدر وكان يصغرني سننا في تلك الايام يعني كان وقتها عمري 25 وهو كان 23 وكان يطمع في ولاية العهد واعمامه يطمعون ايضا في ولاية العهد وعمامة اقوي منه واكبر سننا واكثر علما ولهم نفوذ في القبائل الشمالية الزيدية فلما التقيت كشاب مع البدر قلت له الشباب يفضلون ان تكونوا انتم يا مولاي ولكن ولاية العهد تقتضي توفير خمسة عناصر عمرو الليثي : حدد عبد الرحمن البيضاني العناصر الخمسة اللازمة لدعم وحماية الامير بدر في حالة تولية ولاية العهد بدلا من عمه الحسن وهي اقامة جيش قوي وامتلاك اسلحة متقدمة وقيام دولة عربية قوية لحماية الامير وجهاز اعلامي يجعل الناس تلتف حول الامير وكان في ذهن البيضاني ان هذه الاركان هي الاساسية لدعم قيام ثورة اساسية في حالة عدم تجاوب البدر بعمليات اصلاح في حالة تولية الامامة وحاول البيضاني ان يقنع بدر بهذه العناصر الاساسية عبد الرحمن البيضاني : البدر اقتنع اقتنعا كاملا لانه كان عنده الشغف ان يكون ولي العهد ويكون امام صلاح محرزي : البدر بقي كان عكس ابوة كان ضعيف الشخصية يحاول ان يمثل الجيل الجديد المتفتح اللي هينفتح على الحضارة والى اخرة يلم حولة الشباب عاصم الدسوقي : ما هو ده برضه راجع للناشئة يعني كان في نشئته لم يكن لا صارما ولا قاسيا ولا متشددا الى اخرة فكان لين الجانب يعني يميل لحياة الدعي والطرف فمش واخد على الاعمال مواجهة الاعمال اللي فيها عنف عبد الرحمن البيضاني : اراد القدر ان يدفع اليمن خطوتين الى الامام فقامت الثورة المصرية في 22 يوليو 52 ارسل الامام رسالة كان هدفه انه يستعين به لايجاد علاقة خاصة بينه وبين القيادة المصرية حتي يلحق بفكرة المجد القومي عمرو الليثي : كان البيضاني مستشارا للسفارة اليمنية في القاهرة فاتصل بمجلس قيادة الثورة الذي حدد له موعدا مع المقدم كمال عبد الحميد مدير الشئون العربية وخلال اللقاء صرح له البيضاني بطلب الامام احمد في ايجاد علاقة خاصة مع مصر وعبد الناصر فاستمع له المقدم كمال عبد الحميد ثلاثة ايام حتي يستاذن القيادة المصرية بمجلس الثورة عبد الرحمن البيضاني : بعد ثلاثة ايام كلمني وقال لي البكباشي اللي هي المقدم جمال عبد الناصر وافق لكن يريد ان يعرف ما هي العلاقة الخاصة المطلوبة بين اليمن وبين مصر قلت له بصراحة انا لا اعلم سنعلم لما نلتقي بالامام وفعلا التقينا بالامام ومعنا ولي العهد مكنش ولي عهد في تكل الايام كان البدر ابنه فطلب من كمال عبد الحميد ان يوجد علاقة خاصة ما بين مصر وبين اليمن فقلت له يا مولانا اية رايكم اذا مصر وافقت على دعم ولاية سمو الامير وجدته ابتسم وابتسامته اعطتني احساس بانه هذا اثار هوا في قلبه عمرو الليثي : استشعر البيضاني ان الامام احمد يريد ان تؤيد مصر ولاية عهد الامير بدر ضد اشقائة فطلب منه انشاء جيش يدعم نواه الامام البدر وتشرف مصر على انشاء الجيش وتدريبه عبد الرحمن البيضاني : كان موافق وقال يا كمال مصر مستعدة ان تنشا لنا نواة جيش قال له انا استاذن القيادة في مصر ولكن اعتقد شخصيا انه ليس هناك مانع وفعلا سافر المقدم كمال عبد الحميد الى القاهرة ووصلت قوات بعثة مصرية عسكرية عبد المحسن مرتجي : احنا مدعمناش حكم الامام احنا كنا ندعم الامير بدر على اساس ان البدر متحرر وممكن يعمل حاجة انما وجد ان البدر مش متحرر ولا حاجة هو ماشي في نفس سلك الامام اللي هو كل حاجة في ايده اللي هو بيحكم بالحكم القصور الاثرية بتاع زمان *** في بعثة عسكرية كانت موجودة سنة في اليمن وهذه البعثة عادت وكان الامام احمد اتهمها اشتركت او كانت سبب الثورة اللي قام بها محمد السورية 1955 عمرو الليثي : في يوم 31 مارس 1955 تم محاولة انقلاب بقيادة الضابط اليمني محمد سيف لكن تم القضاء على المحاولة واعلان الامام احمد انتصاره وتم تشكيل محاكمة لمعاقبة الانقلابيين عبد الرحمن البيضاني : دعاني الامام لرئاسة محكمة لمحاكمة من قاموا بهذا الانقلاب ان اعدم بعضهم والباقي لا زالوا تحت التحقيق فانا كرهت انم انا اقوم بهذه المهمة احاكم من احاكم اصحابي تلكات في السفرفي تلك الايام الرئيس عبد الناصر ارسل السيد حسين الشافعي للتوسط لاخوة الامام بالذات فالسعودية ارسلت مندوب ايضا فالامام استعجل باعدام اخوته واعدام كل اللي في قبضة يده منهم احمد يحيي سورية رحمه الله قبل ان يصل السيد حسين الشافعي وقبل ان يصل مندوب السعودية عمرو الليثي : كانت مصر في هذه الفترة تعيش ازهي عصور القومية العربية والمجد الناصري والذي ساهم في ميلاد صحوة الشعوب نحو الثورة على معاقل التخلف والاستعمار الذي كان مجلس قيادة الثورة ينظر الى هذا العصر على انه عصر شعوب التي ان الاوان ان تحصل على حقوقها المشروعة في حكم نفسها وكانت صورة اليمن بالنسبة لهذه المبادئ صورة ضبابية عند مجلس قيادة الثورة عموما وعبد الناصر خصوصا مما ادئ الى غياب استراتيجية محددة وواضحة من جانب التعامل مع النظام الحكمي في اليمن فما هو موقف الرئيس جمال عبد الناصر من الامام احمد وابنة الامام البدر السفير/ عبد الولي : الرئيس جمال عبد الناصر كان يحمل مشعل التحرر والثورات الملك /احمد الذي اطلق عليه الامام كان يعني قد دخل في تحالفات اول ممن اعترف بالجامعة العربية وممن شارك في تاسيسها ونادي الاتحاد العربي من اربع دول العراق ومصر والسعودية واليمن الاربعة اتفقوا على ايجاد دولة واحدة واتحاد عربي واحد كان من ضمن من وقع ايضا اليمن وكان ملكها الامام /احمد عاصم الدسوقي : ما هو كان لما دخل مش داخل من اجل الوحدة هو داخل من اجل ان يحصل على سند وحماية وتهديد للسعودية اذا فكرت في اعتداء او اخد بعض المناطق المختلف عليها في الحدود في الحالة دي طبعا اليمن هتبقي جزء من الجمهورية العربية المتحدة في الاتحاد العربي يبقي هي لابد انها هتدعم اليمن فدي كانت ده من الامام احمد وحسم فيه من جمال عبد الناصر وقال لك اية نكبر القماشة العربية عبد الرحمن البيضاني : بعدها قامت حرب 56 العدوان الثلاثي وطرح الامام ان في عدوان مصر وان الصوت العربي في مصر سيخفق وسيختفي لكن فوجئ بان مصر انتصرت فلما انتصرت مصر في 56 وخروج اخر جندي في 23 ديسمبر جندي اجنبي 56 دعاني مرة ثانية الامام الى اليمن وقال انه ينوي حملة قيادة حملة الى تطهير الجزيرة العربية من الاستعمار البريطاني قولت له كيف تقود حملة والجيش لم يكتمل وانت طلبت عودة الكتيبة العسكرية المصرية وفي نفس الوقت السلاح اللي اخذناه في يونيه 56 لا يزال في صناديقه على الشاطئ لم تفتح هذه الصناديق فلماذا تتانئ ونطلب بعثة عسكرية من الرئيس جمال عبد الناصر مرة اخري لفتح هذه الصناديق وتدريب جيش حقيقي يمني ثم نبدا في الزحف على كان اقتنع وجاءت البعثة العسكرية بقيادة العميد حسن فكري الحسيني وكان النقيب صلاح محرزي صلاح محرزي : سافرت البعثة ديه وصلت تقريبا في اوائل يناير 57 الى صنعاء لما وصلت الامام احمد راجل لابس عمامه ومكحل عينية وسلم على السفير وبعد كده سلم عينا اتفضلوا على قصر الضيافة في .. عمرو الليثي : ارسل الامام عميد محمود الجيفي ليبلغ ر ئيس البعثة المصرية انه قد تم تحديد موعد له لمقابلة الامام احمد بمنطقة السخنة بجوار الحديدة فذهب العميد حسن فكري والنقيب صلاح محرزي لمقابلة الامام /احمد صلاح محرزي : لما قابل الامام احمد عايز يشوف يعني مندوب عبد الناصر ده جاي يعني هيبقي اية اللي وراه هم كانوا يتخوفوا من عبد الناصر بيعاملوه بيتصلوا به لمجرد يعني يؤمنوا شره او يخوفوا به السعودية وقعد يقول له انا بشكر اخويا عبد الناصر لارسال البعثة وانا طالبك في مهمة عاوزك تقود انا جهزت جيش في تعث تطلع علشان تستعرضه وعلشان تقوده انت والبدر واخي علشان نغزو الكفرة الانجليز اللي موجودين في عدن فرئيس البعثة حس انه قال له يا مولانا ان تحت امرك نقود الجيش بس انا لي طلب علشان خاطر نضمن الانتصار لازم نحط خطة ونشوف احتياجاتنا ونشوف اخوك جمال عبد الناصر هيجيب لك اية بعد كده الوقت موجود امامنا نعمل جيش قوي ونغزو في عدن ونطرد الانجليز ونطرد الكفرة دول يا مولانا قال له انا هترك ابن البدر امانه في ايدك انت هتعلمة وانت هتعده وانا اسمح لك انك انت تعود لمصر وتشوف احتياجات هذه الحملة اية وتعود مرة اخري وتخرج من عندي من هنا خد افراد البعثة اللي عندك وطلعوا على صنعاء وقابل البدر وحط النظام اللي انت عاوزة بعد ما ترجع من مصر ومعاك خطة غزو الانجليز عدن فقلنا يعني الناس دي علشان نعمل بنية اساسية منقدرش بنجد فيها عددية احنا لابد ان نحط في اعتبارنا مركز تدريب يدرب عساكر مدرسة ضباط الصف تخرج ضباط صف وكلية حربية تحرج ضباط مدرسة اسلحة وتعمل تخصصات قولنا نحط خطة نعمل الكلام ده ازاي البدر لو قال لابوة الكلام ده او لو الامام عرف الكلام ده ثاني يوم هيطرد البعثة وكان عندنا تعليمات اننا عاوزينكم تشتغلوا وهذا السلاح المكدس اللي جه اليمن لابد ان تحمله ايادي يمنية وخاصة اهمية باب المندب بالنسبة لنا عمرو الليثي : هل وجود البعثة العسكرية في اليمن والتي اشرفت على انشاء الجيش اليمني هل كان هدفها تدعيم الامير البدر لولاية العهد ام كان لديها اهداف اخري تتمثل في السيطرة على مضيق باب المندب ؟ عبد المحسن مرتجي : لأ هو في الاول احتمال تكون الفكرة دي ماشية في راس جمال عبد الناصر الله اعلم انم طالما ان احنا يعني متفوقين او متحكمين في شمال البحر الاحمر ليه منتحكمش في جنوب البحر الاحمر احتمال عاصم الدسوقي : ما هي دي مداخل استراتيجية ما هواية اللي خلي محمد على يروح لحد هناك لان ده مدخل البحر الاحمر زي السويس زي بور سعيد زي اسكندرية زي اسوان زي النوبة ما دي حدود كلها زي العالمين وطبرق دي كلها مناطق يعني لا احد يباري فيها عبد الولي : حصل ان جمال عبد الناصر فرض حكم الاشتراكية في مصر ليست الاشتراكية السوفيتية التي كل الملكية لقطاع العام والشعب له يعمل وياكل يعني اوجد اشتراكية وسطية هي اشتراكية الاتحاد السوفيتي ولا هي مبادئ التي تقوم على اساس راس المال الوطني وتمت عملية تاميم الاقطاع التي كانت فرضتها الملكية المصرية طبعا هذه كلها الامام /احمد في اليمن يري انها خارج عن تعاليم الاسلام وانها اخطاء في اخطاء وانها عبد الناصر بهذا قد خالف الدين وخالف القيم وخالف الاسلام فكتب قصيدة ارجوزه العرب عاصم الدسوقي : هو عمل قصيدة شعر سخيره طبعا من الاشتراكية ومن عبد الناصر ده صحيح اه عبد الولي : وهذه الارجوزة اذيعت من راديو اليمن وتناقلتها بعض الصحف وكانت لبنان فيها صحف ناهضة وحرة وهناك في عدد من المعارضة اليمنية قد لجات الى لبنان وتنشر كل شيء يسيء الى الامام او يشنع بحكمة او يفضح ما يجري داخل هذا الحكم الملكي وصلت القصيدة الى عبد الناصر فلم يطيق التحمل لهذا الهجوم لشخص يدعي انه حليف له في الوحدة فعبد الناصر بالمقابل فقط فتح مصر للمعارضة اليمنية عاصم الدسوقي : ما هو الامام هنا زي اي نظام ملكي ما هو ضد فكرة المساواة الاجتماعية هما ناس قبائل ولازم يبقي هي القبيلة الاعلي في المجتمع ولا معني لمسائل توزيع الثروة او شيء من هذا القبيل ان دي ارزاق في السماء وان كل واحد ياخذ حظة في الدنيا فلما تيجي انت تقول لأ انا لابد من اعادة توزيع الثروة تجد طبعا كل اصحاب الثروات يقفوا ضدك طبيعة الحال هذه مسالة معروفة الكاتب يوسف شريف مراسل صحفي في اليمن في فترة الثورة : المسائل تعقدت بين مصر واليمن في فترة فض الاتحاد بتاع الجمهوريات ده وبدا الاحرار اليمنيين يفدوا الى مصر ويتكلموا في صوت العرب ويشرحوا الاوضاع الموجودة في اليمن منهم القائد الزويري والاستاذ النعمان والاستاذ محسن وكثيرين يعني من الاحرار وكانوا بيكتبوا في روزال يوسف وبيكتوبوا في الجرائد المصرية فدي كانت واضح جدا ان مصر كان اية اتخذت قرارها انها تساند اي حركة تحصل في اليمن السفير/عبد الولي : من شق العصا بين جمال عبد الناصر والامام احمد حدثت عمنلية احتوي كامل لكل المعارضة اليمنية وكل السائرين على الامام وبدؤا يتغلغلون في الازهر والى جوار المشايخ في الازهر ويحضرون الجامعات ونقول اسرهم وعائلاتهم ومصر دفعت لهم ايضا مصاريف السكن وشاركتهم في عملية تملك الشقق والاستجارة القديمة واتاحت لهم مواطنة وكا،هم مصريين عمرو الليثي : قبل وفاة الامام /احمد زار البدر الرئيس عبد الناصر في القاهرة وكان البدر متحمسا للحركة العربية التحررية وداعيا للعلاقات الوثيقة مع الاتحاد السوفيتي تقرير كان البدر ابن الامام يتزعم حركة اصلاحية داخل اليمن ويردد في مجالسة الخاصة انه ليس معجبا بطريقة والده في ادارة الدولة ويتمني ان تتاح له الفرصة لاجراء اصلاحات كبيرة داخل اليمن تحقق المساواة والعدل بين طبقاته كثيرا ما عبرعن اعجابه الثورة المصرية والرئيس عبد الناصر بصفة خاصة وانه اذا حكم بانه يتبع مبادئ الثورة المصرية داخل اليمن واستطاع ان يكون لدي القاهرة سمعة طيبة بخلاف ابية جعلت السلطة تعقد عليه الامال في قيادة اليمن الى الحرية والمساواة الا ان مناصرة القيادة المصرية للامير بدر جعلت والده لا يثق فيها خوفا من عزلة وتنصيب ابنة بدلا منه لدرجة جعلته لا ينزل من مركبة الخاص عند مروره بمصر فقابلة عبد الناصر داخل المكتب وبجانب عبد الناصر المؤيد للبدر كان جيل احرار اليمن القدمي المعارضين للامام والموجودين في القاهرة يرون ان البدر هو الامل في الاصلاح ام جيل المعارضين من الشباب الاحرار فيرون ان التغيير في اليمن لابد وان يكون تغييرا جذريا بقيام الثورة شاملة د /احمد حمروش : هو الامام البدر كان يستهدف استمرار النظام الامامي اللي رفضه شعب اليمن يعني هذا كان هدف الامام البدر انما هل كان سيكون في قسوة ابوة او في تخلف ابوة دي مسالة لم تحسم لان مكنش لها سند واقعي عمرو الليثي : توفي الامام احمد وتولي ابنه الامام بدر ورغم اقتناع عبد الناصر بالامير البدر الا ان السادات نصر التيار المنادى بالثورة والتغيير الجذري وخاصة وان الدكتور عبد الرحمن البيضاني المستشار السابق في حكم الامامة وابرز المناهضين والمنادين بالثورة كانت تربطه علاقة قوية بالسادات ورغم ان التيار الاول كان جارفا الا ان التيار الثاني المنادي بالثورة كسب الثورة واستطاع استمالة الرئيس عبد الناصر والقيادة لصالحة في اخر لحظة رغم اعلان القاهرة رسميا للامام البدرالا انها بشكل مفاجئ دعمت الثورة وقادتها منذ البداية حتي النهاية عبد الرحمن البيضاني : فوجئ الرئيس عبد الناصر انه لا امل مطلقا في اصلاح اليمن الا بقيام ثورة جذرية جمهورية فوجدت الرئيس يعني فوجئ بهذا الكلام من نائب المندوب اليمني في الجامعة العربية ومستشار السفارة اليمنية وشخصا موثوقا فيه لدي الامام احمد بدليل انه كان حلقة الاتصال لكن الرئيس عبد الناصر لم يعلق على هذا على كلامي لحد ما وجد ان شيء محرج ان رئيس دولة اتكلم عن ثورة في دولة ثانية فاستمهلني دقيقة وكلم السيد انور السادات رحمة الله وكان وقتها سكرتير عام المؤتمر الاسلامي وقال سياتي اليك السيد عبد الرحمن البيضاني استمع الية عبد المحسن مرتجي : زعماء الثورة بتوع اليمن كانوا بيجوا هنا مصر وكانوا مسئول عنهم الرئيس انور السادات هو حلقة الاتصال معاهم وهو اللي بيدرس الموضوع معاهم عبد الرحمن البيضاني :التقيت بالسيد انور السادات وفتحت هذا الموضوع معه فوجدت فيه استجابة وروح ثورية غير متوقعة انا لم اتوقعها جلسنا حوالي اربع ساعات نتكلم في ثورة يمنية في اليمن وجذرية وبعدها دعاني على العشاء انا والاسرة الاسرة كانت مع السيدة جيهان وانا معه وسهرنا للفجر تقريبا نتكلم في ثورة يمنية عمرو الليثي : بدات الثورة اليمنية وبدا الدور المصري مسانداتها منذ الشرارة الاولي عندما اعلن قيام الثورة كانت اول طائرة تحط على ارض اليمن كان طائرة مصرية تحمل رموز الثورة من اليمنيين وثلاثة ضباط مصريين في اشارة صريحة بالوقوف المصري خلفهم كما اعلنت القيادة المصرية بالثورة ودعهما سياسيا وعسكريا فهل كانت القيادة المصرية تتبني الفكر الثوري على حساب الفكر الاصلاحي ام انها اجلت الامور وغلب حماسها على تعقلها ووقعت في خطاء كلفها الكثير من الخسائر يوسف شريف : ناصر اعطي وعد للضباط الاحرار اليمنيين قال لهم اذا قمتوا بثورة ضد الامام /احمد واعتدي عليكم من الخارج وطلبتم مساعدة ودعم مصر مصر سوف تكون حاضرة وتستجيب لندائكم عمرو الليثي : بعد اسبوع واحد من وفاة الامام احمد تولي الامام البدر الملك وعندما قام قائد الجيش عبد الله السلال بالانقلاب ضده وكان البدر قد عين السلال قائدا للجيش والحرس الملكي عبد الولي : في عام 62 مات في 17 سبتمبر مات الامام احمد في مدينة تعزة كان ابنه محمد ابن حميد الدين ويلقب البدر ولي العهد بويع واعلنت الدولة اعترافها به وكان في صنعاء وكان رجل ليس له حزم ابية ولا عزم ابية وكان على صداقة مع هؤلاء الشباب الثوار وكان مطمئن اليهم لكن كانت الثورة اوشكت ان تندلع ولو لم يمت الامام احمد لكن موت الامام احمد جعل الثوار تهورون بسرعة ويتعجلون يومها فانفجرت صبيحة يوم 26 سبتمبر 1962 وبدات على ايدي مجموعة من الضباط وصف الضباط وجنود لديهم دبابة واحدة نسميها اليوم مارد الثورة صلاح محرزي : احمد عبد المولي قعد يتحرك بقي بسرعة عجل بالانقلاب بتاعه وقاد عملية الهجوم على القصر هو وابن زيدان وطلاب الكلية الحربية معه والى اخرة وعرضوا قيادة الثورة على حمود الجيفي والسلال حمود الجيفي كان راجل عاقل تردد السلال قال لهم والله لو طرد توا البدر من صنعاء انا معاكم والسلال كان معه مفاتيح بتاعه قصر همدان اللي فيه الذخيرة البدر كان بيقول لهم دول معهم 70 طلقة دبابة لما تخلص السبعين طلقة هنطلع نمسكهم دول شوية عيال صغيرين المصرين علموهم سوء السلوك وهنخلص منهم وجودا بقي الدبابة استمرت فتحوا القصر خدوا الذخيرة البدر هرب جريوا وراءه لحد حدود السعودية عبد المحسن مرتجي : هما اعتقدوا انهم في صنعاء هاجموا منزل الامام البدر وانهم قضوا عليه الحقيقة كان خلاف ذلك الامام البدر اختفي في زي امراة وهرب من القصر على الشمال لان كل الشمال دي القبائل الشمالية كلها تميل الى الملكية فابتدا من هناك بقي يكون معهم بمساعدة السعودية يكون بقي قوات علشان دول سيستعيد ثاني حكم الامام عبد الولي : كانت السعودية ملكية وكان يحكمها ابان تلك الفترة سعود بن عبد العزيز خليفة الملك عبد العزيز فكان الحكم ملكيا في السعودية ضد عبد الناصر حتي العضم لان عبد الناصركان ينادي بالجهورية حتي في السعودية فوجودا ان الحكم الملكي في اليمن في صالحهم ملكية الى جانب ملكية يعني يحمي بعضهم بعض لكن عندما يقوم في اليمن جمهورية وتبقي مملكة واحدة في النصف هي السعودية مهددة من المجد الناصري يجتاحها ولذلك تقلبت الملكية في الاردن الملك حسين والملكية في السعودية والملكية في اليمن وكانوا يد واحدة وتبنوا الفلول الملكية الذين هربوا وعاودا المقاومة بقوة المال من السعودية في ايام الملك سعود رحمه الله عليه عمرو الليثي : اذاع عبد الله السلال في بيانه الاول ان الثورة اليمنية تؤمن بالله وبالوحدة العربية بلا زيدية ولا شافعية بل شعب واحد يؤمن بانه جزء من الامة العربية وفي 21 اكتوبر 1962 اعلن السلال دستور مؤقت لليمن وانتخبوا مجلس قيادة الثورة رئيسا للجمهورية العربية اليمنية ورئسا للوزراء ورئيسا لمجلس قيادة الثورة وعين عبد الرحمن البيضاني نائبا للرئيس ولكنة اتهم فيما بعد بخيانة الثورة صلاح محرزي : اعلنت ثورة اليمن وقائد السلال قائدها وهنا جريت الاحداث بسرعة اتعرض على جمال عبد الناصر من اكثر من جهة ان هناك ثرة في اليمن الثورة دي بتاعتنا المخابرات العامة عزت سليمان قال ده تنظيما فتحي قال ده تنظيمنا السادات قال ده تنظيما سياسيين يمنيين موجودين هنا في اكثرمن جهة ولكن المحصلة في الاخر ان الموضوع اتعرض على عبد الناصر ان اليمن كلها خلاص مفيش قوة مضادة مفيش وان الجيش مسيطر عبد المحسن مرتجي : لما قامت الثورة في اليمن كان عندنا الوزير المفوض بتاعنا على ما اعتقد اسمه محمد عبد الوهاب وكان على اتصال على طول مع انور السادات فطلب من انور السادات ان احنا ارسل اي مجموعة بسيطة او قوات رمزية مصرية عشان يقولوا ان احنا اللي ساعدنا في عملية اليمن واتخذ فعلا هذا القرار من غير مستوي القوات المسلحة يعني قرار فردي انهم يبعتوا سرية صاعقة حوالي 200 فرد تروح هناك علشان تساهم في الثورة اليمنية عبد الولي : الجمهوريون وجدوا انه لابد من وجود سند فعلي طول عبد الناصر كان عنده ثقل المعارضة وثل الثوار ومنطلقهم وصوتهم في صوت العرب وبيوتهم مجرد ما قامت الثورة في اليمن اصدر اعترافه بالجمهورية عمرو الليثي : كان اعلان الثوارعن موت الامام البدر تحت انقاض قصره في بداية الثورة خطأ حيث تمكن البدر من الفرارواكتشف العالم عن ذلك سريعا عندما اعلنه البدر انه سوف يعيد لتنظيم القبائل الموالية له والزحف نحو صنعاء ودحر الثورة ومن جهتها اعلنت المملكة العربية السعودية والمملكة الاردنية الهاشمية رفضهم للثورة واعادة الاسرة المالكة للحكم وعلى الجانب الاخر وقفت بريطانيا موقفا معاديا ورفضت امريكا الاعتراف بالثورة لحين قدرتها على تثبيت اقدامها فكيف كانت الصورة داخل اليمن خارجها بعد الثورة ولماذا اكتسبت كل هذا العداء من الجيران وهل تهورت القيادة والمصرية بموافقتها على مساندة الثورة ولماذا تطورت الحرب في اليمن وتحولت الى وسيلة الى نشر الاشتراكية في الجزيرة العربية للاجابة على تلك التساؤلات تابعونا في الحلقة القادمة