الإعداد للباحث الناقد / محمود فتحي (مصر) فنانة الفن البصري مغربية مقيمة بالمكسيك، عضوة في *جمعية الفنانات المغاربيات بالمغرب* ازدادت بمدينة فاس سنة 1976. مجازة في التربية وعلم النفس من كلية علوم التربية بجامعة غرناطةاسبانيا سنة 2005. خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان سنة 2009. حصلت على الماجستير في الفنون البصرية ببحثها عن "التصوف إلهام وفن" من أكاديمية سان كارلوس بكلية الفنون الجميلة بعاصمة المكسيك. 2013- أستاذة في المعهد التقني العالي " مونتراي" بالمكسيك العاصمة. قامت بدورات تدريبية في تقنيات فنية جديدة بمدريد، وفي صناعة الأفلام المتحركة مع فنانين مختصين إسبان، شاركت في وورك شوب مع فناني الميكسيك وهولاندا والمغرب وتداريب في مادتي الحفر والسيريغرافيا في ورشات د.المعطي الداودي ود. ام البنين السلاوي. شاركت في بعض المعارض الفنية وفي عروض فن التجهيز وفن الأداء وعروض التصوير الضوئي داخل وخارج الوطن، كان آخر معرضها في أكاديمية سان كارلوس المشهورة عالميا ومتحف الفن بالمكسيك العاصمة سنة 2015. لها مؤلفات في الشعر السمعي والشعر البصري واللساني بالاسبانية. حصلت على الميدالية الذهبية و أوسكار"الفنانة "أم البنين سلاوي" في الملتقى9، وأوسكار" الفنان المعطي الداودي" في الملتقى10 لجماعة بصمات الفنانين التشكيليين العرب بالقاهرة. شاركت في "معرض كتاب" الموسوعة الفنية العربية 2015. وحصلت على درع جمعية الفنانات المغاربيات بالمغرب في ملتقى فاس1 للجمعية في مارس 2015 الفنانة ميثاق الإسلام تتميز بالجمع بين وسائط متعددة في الفن البصري بمهارة عالية وقدرة فائقة على تبليغ الفكرة الفلسفية بحنكة التقنية وفصاحة التعبير، نستخلص تجليها عبر خطاباتها الفنية بطروح فكرية تصوفية تخلق منها عالمها الخاص القابل للتأويل، وفق مرجعيات ثقافية عديدة، تنتقل فيها التأثيرات الحسية التي تتلقاها من العالم الخارجي إلى معطيات جمالية أخرى تسفر عن صور بصرية جديدة بعد مفاعلتها الوجدانية، فتؤوّل الانفعال إلى أشكال ودلالات ملموسة. يتجاوب معها حس المتلقي في جولته إلى عالم مجهول أو إلى حلم غاص بإشارات ورموز وعلامات تستخدمها بإحكام وإبهار بصري، يتميز مدلولها بالسرد الوجداني المخزون بمتآمر مكاني بين العناصر وتبادل للأدوار فيما بينها، تسومه الفكرة المجسدة للنص البصري والاستجابة الذهنية والوجدانية. وهكذا تغور الفنانة ميثاق الإسلام الداودي في أسرار الوسيط ترتوي منها بشغف كبير هادفة لخلق إبداع متنوع وشامل. فنجدها بذلك تبدع في التشكيل بأنواعه وفي التصوير الفوتوغرافي وفن عروض الأداء، فن التجهيز في الفراغ، في الشعر البصري على هيئة كتاب فنان أو التصوير الضوئي.. وغالبا ما تقدم إبداعاتها في نطاق مفاهيمي كمجاز مرسل يشمل الاصطفاء ويتوقع من المتلقي ملأ الفراغات بشكل عام لتقريب الاتصال بين دال ومدلول. واستنادا على ثقافتها الروحية وآلياتها البحثية في مادوية الفن نجدها تستعير من الفكر الفلسفي الإسلامي وبالخصوص الفكر الصوفي أدوات التعبير الإبداعي الفني والفكري. فنراها بذلك قد اتخذت من "وادي العشق "؛ الذي يَستنفذ حريقه كل شيء، مضمونا خصبا بنت عليه نسج إبداعاتها الأخيرة الضاربة في التجريد، فاستخدمت تقنية النار في إنجاز لوحاتها، بحرق مواد ونفايات، مستخلصة منها الوانا طبيعية ظهرت بفعل الحرق فقط وبدون صباغة، وغالبا ما تكون بدرجات لونية حارة يغلب عليها اللون الأحمر الأرجواني الدال على الغضب الإلهي، يبقى لا خيار له سوى الاعتراف بالموت، أو تكون الألوان كثيفة قاتمة تطل بسواد يدل في تعبيره على عالم الموتى كعالم مظلم تغيب فيه الألوان يشير للوجوه المسودة والنفس الأمارة بالسوء، مما يدعو لحرق حجاب النفس الشيطاني في نار الحب حتى تتم تنقية الروح وتطهيرها فتعرف عظمة ربها. فنستشعر كذلك حضور بياض الطهر والرحمة يبدو على أرضية اللوحة ومن بين فتحات او فراغات الأشكال. ومن خلال هذا الأسلوب نستنبط أن الفنانة ميثاق الإسلام الداودي أكدت على بيان الطاقة التعبيرية المتاحة بالحرارة كخامة تشكيلية ودلالية لها معطياتها الخاصة لتحقيق إنجاز إبداعي كامل متمكن في التكوين والإتقان من أجل خدمة الموضوع. فتعرض لنا الفنانة عبر رسالتها الفنية أفكارها المبنية على الفكر الصوفي الإسلامي موضحة بقولها: "بينما يتم استهلاك الحرارة في نار الحب بهذا الوادي تقف نشوة السماء، تسطع شمس الشوق التي تنير العالم متمثلة بالأصفر مرات أو الذهبي ونار الحب، لمّا يلتهب يُحوّل للرماد حصاد العقل… صرح هذا الوادي ألم وبدونه هذا الطريق لن ينتهي. وبهذا الحال، الحبيب يفكر فقط في الحبيب ولا يبحث عن أمن إلا فيه. فهو كالصوفي يتنازل عن نفسه حتى يكون لا شيء من أجل العثور على مصدر للكون. مارا على هذه الأرض باحثا عن مسكن له في العش السماوي.. كما نلاحظ اهتمام الفنانة بالنظرية اللولبية المعروفة كذلك بالحلزونية التي تشير الى دلالات روحية مقدسة عند المتصوفة لها من بين الدلالات ما تحيل على الاستمرارية الى مالا نهاية نستشفها في بعض لوحاتها وفي شعرها المكتوب بالإسبانية الذي قمت بترجمته لأضيفه في خاتمة قراءتي التحليلية السيميولوجية عن الفنانة الراقية ميثاق الإسلام. يطوف الحلزون دموع ٌ تَجول في أريج دربها نكهة عسل هو الأثر الذي يترك الحلزون في السفر عبور دون مَعاد بصماته البطيئة الثابتة على الأرض، تشير إلى ما لا نهاية خالية من مشقة البداية والنهاية مقطرٌ حبا يغيب مَسلُكه حنجرته الصغيرة تَزيح جانبا تَستذكر إقلاع النصاب وهي تغني السبع أغنيات، دمها حَج ّ للجَلي الظاهر والباطن يسبح دون انقطاع، يتحول لجسر ذي