1 – كيف يمكنك تقديم الفنانة والناقدة المغربية د.أم البنين سلاوي لمتابعي مجموعة سعاد الشهيبي والفن التشكيلي. * أ – ما هي أهم الأعمال الفنية والنقدية التي اشتغلت عليها؟ * ب- كيف هي وضعية المرأة الفنانة في المغرب؟ وهل هناك انحياز ذكوري وتفرقة؟ 1 – أم البنين سلاوي فنانة الفن البصري ازدادت في مدينة فاس بتاريخ 1953-02-02 من أسرة وطنية وافرة بالعطاء العلمي والديني والثقافي. مقيمة بمدينة تطوان منذ 1976 حيث تعينت في نفس المدينة كأستاذة الرسم والصباغة وفلسفة الفن بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة ثم أستاذة محاضرة لمناهج البحث وسيميولوجية الفن والنظريات الجمالية بالمعهد الوطني العالي للفنون الجميلة سنة 1991 بعد إحرازها على أول شهادة للدكتوراه في الفنون الجميلة من جامعة كمبلوتنس بمدريد، ثم تعينت رئيسة لجنة الأبحاث في نفس المعهد الى ان تقاعدت في دجنبر 2013 بعد 37 سنة من التدريس ولازالت تشرف على تأطير عدة بحوث قيمة. قامت بمعارض فردية وجماعية كبرى داخل الوطن وخارجه منذ 1970 إلى الآن سنة 2015 وأحرزت على جوائز وتكريميات سامية تفتخر بها وتعتز. تفرغت للكتابة النقدية والتحليل السيميولوجي، وإقامة معارضها الفردية والجماعية، مع المشاركة في تظاهرات فنية وثقافية داخل الوطن وخارجه.. كما أصبحت تهتم بالعمل الجمعوي، فرشحت رئيسة جمعية الفنانات المغاربيات بالمغرب للفن البصري في شهر فبراير 2014 ورئيسة مؤسسة أبو عزام سلاوي للثقافة والإبداع الأدبي والفني في نفس السنة. -أ – أهم الأعمال الفنية التي اشتغلت عليها بشغف كبير هي التي أنجزت مع زوجي حول القضية الفلسطينية بدعم من جامعة الدول العربية ومنظمة فتح آنذاك حين كانت في عزها بفرع مدريد بإسبانيا سنة 73- 1972 إبان دراستنا بالجامعة هناك، جالت في عدة معارض بمدن اسبانية، قدمنا عيرها لفلسطين هدية. وكذلك قمنا بإنجاز مجموعة الأعمال حول حرب أكتوبر وأخرى للمطالبة بعودة الصحراء المغربية للتراب الوطني. ثم وليت اهتمامي بالعمل على طرح إشكالية الواقع الاجتماعي وقضاياه في وطني المغربي. وها أندا في السنين الأخيرة بعد اندلاع انتفاضات الغضب الشعبي الذي شمل كل الفئات الاجتماعية في الوطن العربي الساخطة على الأوضاع والحكام والسياسات سميت ب"الربيع العربي"، كان أوله ربيعا لكن سرعان ما أصبح خريفا بعد اغتصابه، فساد الفساد والتآمر وعمت الفتن، فبدت تتساقط جماجم الشهداء وخيمت الفوضى والإجرام على الأجواء…مما جعلني أوجه كل اهتمامي الفني لهذه المضامين وألتزم بها. فحققت أكبر مجموعات فنية متنوعة الوسيط والمجالات منها: " ما سمي الربيع العربي " " قضية الشهيد" "وجوه تحكي عن عروبة تبكي" " أنين الطبيعة" "خربشات أم البنين من وحي الفتن". – أما أهم الأعمال النقدية التي قمت بها، تعتني بدراسات تحليلية سيميولوجية لأعمالي وأعمال نخبة من المبدعين الذين استهوني فنهم. أنشر قراءاتي في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية العربية، أعمل في اللجنة العليا ل"معرض في كتاب" حيث شاركت بالكتابة النقدية وعرض اعمالي في الجزء الأول وهو كبر موسوعة للفنانين العرب من تأليف شيخ الحفارين الفنان المصري الناقد وحيد البلقاسي، وأساهم حاليا في الجزء الثاني الذي سيصدر قريبا إن شاء الله. ولا زلت أخوض البحث وأحلل وأستعد للمشاركة في منتديات عربية خاصة بالدراسات النقدية. كما أنني استدعيت أخيرا للمشاركة في تأليف كتاب ضخم يضم فنانين عرب وعالميين بحول الله لمؤلفه الباحث الناقد الشاعر محمود فتحي الذي اختار ان يقدم قراءاته بأسلوب أدبي شاعري يختلف عن الدراسات النقدية التقليدية. – ب – ما يمكنني قوله عن وضع الفنانة المرأة حاليا بالمغرب عادي مثلها مثل الرجل، كلاهما يصنفان في سلم التألق حسب إبداعهما وجهودهما المبذولة في جودة العطاء، كان هناك انحياز ذكوري في بداية مشوار الفن التشكيلي في المغرب، نظرا لقلة النساء حينذاك ولتأثير ضغوطات التقاليد عليهن، واليوم ولله الحمد والشكر تغير الأمر، منذ سنين، فأضحت المرأة تفوق الرجل عددا وتبقى الجودة للأصلح. 2- الفن معاناة أو لا يكون طبعا الفن معاناة كبيرة أو لا يكون، فهو معاناة الذات المبدعة لحظة المخاض ثم مع المحيط كمتلقي. ولا يسمى فنا اطلاقا ما لم يمر بها. فمن كون الفن لغة بصرية، وكون الفنان يتمتع بحساسية خارقة، تراه يستشعر بعض الانفعالات كلما لاحظ بعض الظواهر، فيستشف إثرها مضامين تستدعي منه تأدية رسالته الفنية. فيعمل على إعادة إنتاجها بأسلوبه الخاص مبرزا العناصر التي أثرت فيه وجلبت فكره مستعملا الوسائط المتعددة والمتنوعة لينقل المتلقي إلى عالم إبداعه، مما يتطلب منه جهودا للبحث في المادوية وطرق استخدام الأدوات الفنية والخامات مع التمكن بالنحو البصري والقدرة الفائقة على توصيل رسالته بجمالية التقنية والقوة التعبيرية لحظة الانفعال الوجداني الذي يمر به في زمن الخلق الإبداعي وهذا ما ينتج ردود الفعل في محيطه والتأثير فيه بطرقه الخاصة التي تدفع المشاهد إلى التأمل بشغف ومحبة في الأعمال فيتحقق بذلك التواصل وينشأ بينهما توحد في المشاعر ويظهر الفن في أبهى حلته بعد المعاناة. 3 – كيف يبدو لك مستقبل الفن في المغرب والبلدان العربية يبدو لي مستقبل الفن في المغرب كغيره من البلدان العربية تقريبا، أصبح في تقدم ملموس، مشهود له بالجودة عالميا، خصوصا بعد التفتح العلمي الذي جعل العالم كقرية كبرى شفافة يتحقق فيها التواصل بسرعة وحرية، تحفز الفنان على اكتساب معطيات جديدة من الوعي الفني للخلق والتغيير. واكتشاف اهتماماته الفنية من خلال محاولة المعرفة الإنسانية الشاملة بالدراسة والبحث والتطلع على تنوع الثقافات عبر الأزمنة والمكان. فأضحينا نرى عدة فنون تتلاحم لتنسج مع بعضها عملا فنيا واحدا ذو حساسية فنية بكاملية النضوج والجهد الكبير من خلال التنفيذ بالوسائط التقنية المتنوعة والخامات المختلفة المتوفرة، ومن خلال مخيلة الفنان الواسعة الرحبة وقدرته الفنية للإبداع والابتكار، فنلقى الفنان غالبا ما يختصر الوجود، الواقع، ويحوله لواقع فني تمثيلي يقدمه للمتلقي في كل موضوع يتناوله في صورة جميلة موحية تؤثر في الوجدان. لكن هذا لا يمنع أن نجد فنا رديئا مهما يكن فيه من دقة وبراعة نظرا لما ينقصه من حرارة الحس والوفاء لقضايا تخص ثقافة الوطن الأصيلة وروابطها بين الإنسان والعالم. هي نكسة أصابت البعض بكثرة التطبع من الغرب فأردفت على أعمالهم جوانب سلبية أفقدتهم الإحساس بالقيمة الروحية وأغرقتهم في الإنجازات المادية فاختلت مفاهيمهم وتوعكت قيمهم التشكيلية. ومع هيجان ما سمي الربيع العربي، توحدت المضامين لدى الكثير من الفنانين في العالم العربي وحدث بذلك ارتقاء في الوعي قابله ارتقاء بأدوات الكشف المادوي والمعنوي، فأنجزوا زخما من الإبداعات الراقية المحكمة التكوين والدلالة، يشهد لها ببراعة الإتقان من أجل خدمة الوطن كمضمون العمل، كما استطاعت القدرات الواعية لمجموعة أخرى من الفنانين الجمع بين الأصالة والمعاصرة في إبداع هائل مبهر، مستعيرين من التراث القديم رمزية عناصره وربطها بإيديولوجيتهم في ازدواجية تنغيمية بصرية رائعة التعبير الخطابي والجمالي. 4 – ما هو المشروع الفني الذي تطمحين لإنجازه في المستقبل ما أطمح لإنجازه كمشروع فني هو المزيد إن شاء الله من إقامة معارض فردية ومشاركات في تظاهرات فنية على الصعيد المحلي والدولي. كما أطمح في إصدار مجلد عن أعمالي الفنية، لازلت لم أكمل تدوينه، يهتم بالخطابين البصري والتحليلي السيميولوجي، الذي هو من اختصاصي. وكذلك كتابين تربويين، واحد في الدراسة السيميولوجية الفنية والآخر في دراسة مناهج البحث للفنون الجميلة. وآمل تنظيم المزيد من الأنشطة الثقافية، كمهرجانات وملتقيات فنية وثقافية باسم جمعية الفنانات المغاربية بالمغرب ومؤسسة أبو عزام سلاوي اللواتي أرأسهما، كما أطمح قريبا بعون الله في فتح مكتبة فنية إلكترونية حديثة وإنشاء قسم للبحث العلمي مختص بدراسة الفن البصري المعاصر والفن الإسلامي في مقر مؤسسة أبو عزام سلاوي يستفيد منه الطلبة والأساتذة الباحثين… 5 – من من الفنانين في المغرب والعالم تستهويك أعمالهم ….. ورسوماتهم معجبة ببعض الفنانين المغاربة المعروفين عالميا ممن درست على أيديهم وأعتز بهم كسعد بن السفاج والمرحومين عبد الله الفخار والمكي مغارة وبن عيسى، وأتشرف كذلك بذكر الفنان الذي صاحبني خلال مسيرتي وكان سندي ومشجعي الرئيسي هو زوجي أ.د. المعطي الداودي وكذا بنتي الفنانة ميثاق الإسلام الداودي التي تعتبر من الفنانات الشباب المميزات بحمولاتهن الثقافية العلمية المتنوعة. ومعجبة كذلك بكثير من الفنانين العرب الرواد منهم والشباب الذين حصل لي الشرف بلقاء بعضهم أو مشاركتهم أو التواصل معهم ومن كثرة اعتزازي بهم لا أقدر عدهم ولا تسميتهم بسرعة حتى لا أقصي أحدا منهم او أمر عليه مرور الكرام. أما العالميين الغربيين فهم كثيرون كذلك، كل حسب أسلوبه وما قدم للفن من أبحاث أثرت في تاريخ الفن كليوناردو دي فنسي، بول كلي، كاندسكي، ماليبتش، مارسيل دي شو… وأخص بالذكر من عباقرة الفن بالنسبة لي: فيسينت فان جوج وبابلو بيكاسو. ومن الذين أعتز بأسلوبهم كذلك: إدوارد مونش، سورويا، دالي، ماتيس، وفرانسيس باكون، جاكوميتي، روشنبرج، أنتونيو طابييس، ألبيرتو بوري، خوان بارخولا، مانولو مياريس وجوزيف بويز وتينجيلي ونيكي دي سانت فال وجوزيف كوزيت…ومن أساتذتي باسبانيا الذين تأثرت بهم في فترة من حياتي الفنية وأفتخر بالتعلم على أيديهم في شعبة الصباغة: أجوستين أوبيدا، فرانسيسكو إتشاوز، خوسي كاراليرو وطوليدو أما الذي ترك بالدرجة الأولى بصمة عميقة ولا زالت في تكويني بفنه وطريقة تعليمه هو فنان الحفر بامتياز باريسيو لاتاسا الذي اخترته كمشرف على بحثي في الماجستير والدكتوراه. 6 – أهم الشعراء والأدباء … الذين تركوا بصمة في حياتك وأعمالك قبل أن أدرس الفنون الجميلة تخرجت من شعبة الأدب فكنت معجبة بامرئ القيس، الجاحظ، المتنبي، المعري، إليا أبو ماضي وشوقي وببعض شعراء الأندلس كابن زيدون وولادة…أما الذين تركوا بصمة عميقة في بداية دراستي للفن هم جبران خليل جبران، بودلير وأبولينير ثم أبو القاسم الشابي ، ميجيل إيرنانديس، جارسيا لوركا، أنتونيو ماتشادو، محمود درويش، أدونيس، ومن المفكرين المعاصرين نوام تشومسكي والخبراء الذين تأثرت بهم في الدراسات السيميولوجية ، فردينوند دي سوسير، شارلس بيرس، رولاند بارث، أومبرتو إيكو، ليفي ستراوس، جريماس، ومن الباحثين في الفن الإسلامي الذين أعجبت بهم تيتوس بوخارست ورجاء جارودي… وهناك شعراء وأدباء معاصرين شباب تعرفت عليهم بواسطة المواقع الاجتماعية خصوصا منها الفيسبوك استفدت وتمتعت بإبداعاتهم وصداقتهم ومساندتهم الدائمة كالأديب المغربي الأستاذ الكريم الغالي أبا تراب عبد المالك، المكنى "أبو الأنوار" عميد مجموعة مراسي المنبر الحر للثقافة والإبداع حيث التقيت بكثير من الزملاء والزميلات من الشعراء والأدباء وتبادلنا الحوارات الثقافية على مستوى عال من الارتقاء ويشغل حاليا منصب مدير موقع ذي المجاز نشر لي في صحيفتها الكثير من حصادي الفني والتعريف بسيرتي، له الشكر الجزيل هو ورئيس تحريرها الشاعر السوري الكبير المناضل محمد طكو. وأولي شكري الكبير واعتزازي بالأديب المصري الشاعر الراقي الشقيق الغالي سيد جمعه، الذي ظل دعامتي منذ سنين بتعاليقه وكتاباته وأشعاره الضليعة ، واهتم بنشر أخبار أنشطتي وكتاباتي النقدية في صحيفة شموس نيوز المصرية وفاجئني بفتح جروب شامخ أسماه مجموعة أصدقاء القديرة د.أم البنين السلاوي ليلتقي فيه أصدقائي وأصدقائهم وكل الفنانين والمثقفين، يهتم بنشر أخبارهم الثقافية وإبداعاتهم المتنوعة في الفن والأدب وتبادل أفكارهم وتعاليقهم النيرة، ولا أنسى تأثير أخي الصادق الفاضل المبدع السوري الغالي عايش طحيمر بتجاوبه الفعال المثمر والفنان المصري الفاضل خالد عبد الراضي وأستاذي المصري الكبير الإنسان الطيب الأخلاق المتفاني في العطاء الدكتور أحمد قديري…ومحبتي في الله وإعجابي واحترامي أكنها لأختي الصديقة الأستاذة نهلة عبدو والشاعرة العزيزة نعيمة خليفي والشاعرة الباحثة الاجتماعية الحبيبة نجاة ياسين والفنان الفاضل نور الدين نوري من المغرب والغالية الفنانة المبدعة نوري العتيبي من السعودية والفنانة البديعة مها زغلول والشاعر الصامد المغربي خالد الصلعي والزجال الكريم عبد الإله خديري والفنانة الغالية المبدعة العراقية بتول فكيكي والغالية المبدعة عشتار حمودي… وغيرهم كثير ممن لا انساهم فهم في القلب. وكم كانت روعة الصداقة بيني وبين الغالية المبدعة المفكرة مرام نبيل بكير حيث تبادلنا القراءات لأعمالنا والأفكار عدة مرات لمدة طويلة كان لها صدى جد كبير على شخصي بتفاعلها المبهر الذي كان يحفزني على الإبداع أكثر لأني كنت أرتاح لها جدا فأسميتها أميرة الفن. ومن الذين كنت ولا زلت أتمتع وأستفيد من قراءاتهم النقدية وأعجب بإبداعهم، من مصر الناقد الفنان أ.د. ياسر منجي وأ.د. أمل نصر والمبدع في النقد الأستاذ محمد كمال و أ.د. شوكت الربيعي من العراق ود.سامي بن عامر من تونس وشقيقة الروح الأديبة الإعلامية لامية بودشيش التي تركت في نفسي محبة في الله وسجلت قصائد عني تناصرني وتحمسني للمزيد من النشاط الجمعوي. كما أشكر بالمناسبة الموقرين د. أحمد موفق وأ. الفنان سمير البياتي من العراق والفنان رضا المصري والفنان خالد المدعو بيكاسو من سوريا الذين أخرجوا أشرطة الفيديو لأعمالي بجودة عالية ونفع قيم كانت لها تأثيرا على نفسي ووثقت أعمالي. ومن الشعراء من مزج أعمالي مع أشعاره في توافق معبر وجميل بين اللغتين الإبداعيتين، اللسانية والبصرية، فتكاملا بأبجدية حديثة للمفاهيم والأفكار لإيصال رسائل نبيلة جلية كالمبدعة التونسية الغالية صاحبة الحرف الصامد الوعيد الشاعرة زهور العربي والشاعر العراقي الفصيح الأستاذ مراد مصطفى والشاعر المصري الأستاذ سيد جمعه والكاتبة الفنانة المصرية العزيزة نسمة سامي والشاعر السوري عبد الرحمن نجمه والفنانة المغربية الشاعرة المقتدرة ميثاق الإسلام الداودي. وتجدني مرات أستعير قصدا أبياتا شعرية من قصائد محمود درويش لأشدو بألحان مغزاها العميق، فأذيبها مع الكتل اللونية المتداخلة في لوحتي بأسلوب جمالي يضفي على فضاءها التجاوب النفسي والبساطة المقصودة لإبلاغ مفهوم رسالتي التشكيلية. كما حصل لي الشرف باختيار بعض الشعراء والكتاب لوحاتي لتصميم أغلفة دواوينهم ومؤلفاتهم، نأخذ على سبيل المثال، من المغرب المناضل المرحوم محمد سلاوي أبو عزام والشاعر الأستاذ عامر موفق والشاعر الأغر الأستاذ خالد الصلعي، الذي يعتبر زيادة على ذلك من أهم من شجعوني وكتبوا قراءات وكلمات عن أعمالي له الشكر الجزيل، والكاتب الأستاذ عبد الله المتقي، الذي سجل معي أكبر وأعمق حوار واستجواب صحفي، ممنونة له مشكورة، ومن الأردن القاص الشاعر محمد علي فالح الصمادي، الذي كان سندي الأساسي من سنين ينشر، في صحيفة ألوان الثقافية التي يرأس تحريرها وصحيفة إكسير، كل كتاباتي النقدية ويواصل أخباري وأخبار أنشطة جمعيتي بتفان وجدية؛ فكان مثال الأخ النصوح المحترم والمتابع بألق وفخر. والشاعرة التونسية زهور العربي التي اختارت باعتزاز كبير إحدى لوحاتي لتصميم غلاف ديوانها الشعري الأخير، الذي تنتظر إصداره قريبا إن شاء الله. أكتفي بذكر هذه النماذج التي تعتبر بكل سرور عربون غبطتي وسعادتي خلال مسيرتي الفنية الثقافية المتواضعة تركت تاجا من الماس والفولاذ على رأسي له بريق خاص ولهم المودة والشكر الوافر حفظهم الله. 7 – هل تستطيع المرأة الفنانة ان توفق بين الفن والأسرة … وخاصة إذا كانوا ذكورا الله يصونهم نعم بدون أي مشكل تستطيع المرأة الفنانة التآلف بين الفن والأسرة، خصوصا إذا كانت مثلي متزوجة بفنان في نفس الميدان، يستطيع فهمها ويقدر كل منهما ظروف الآخر، فقد تزوجت خلال فترة دراستي العليا في الفنون الجميلة مع زميلي في الدراسة بتطوان آنذاك د المعطي الداودي وتمكنا من إتمام الدراسة العليا في اسبانيا معا، رزقنا ببنتين وثلاث أبناء ذكورا، ربي يصونهم ، مررنا كجميع الآباء بصعوبة في تربيتهم وكان لزاما علينا تنظيم وقتنا بين البيت والعمل في التدريس والإنجاز الفني وإقامة معارض فردية والمشاركة في أخرى جماعية وفي أكثير من الأنشطة الثقافية… وها نحن ولله الحمد بعد أن كبر الأبناء وتقاعدنا نوفر وقتا أزخر للعمل الفني والجمعوي ونتمنى الصحة والعافية لنعطي المزيد للساحة الفنية العربية والدولية بإذن الله. 8 – لو لم تكوني فنانة ماذا تختارين كمهنة لو لم أكن فنانة لاخترت أن أكون فنانة لأنني لا أتصور إطلاقا أن أكون غير ذلك. 9 – كلمة حرة لمتابعي الفنون التشكيلية أولا قبل ختام كلامي أقدم شكري الجزيل لروحك الطيبة صديقتي العزيزة الفنانة الجميلة سعاد الشهيبي على هذا الحوار الشيق وعلى ما تقومين به من ترتيبات لإعداد تواصل فني سليم بين الفنانين في مختلف الجهات. وما يمكنني قوله لمتابعي الفنون التشكيلية هو وجوب تلاحم الفنانين بينهم للعمل على خلق جو من التفاهم والتجاوب يقوم على أساس معادلة صحية متوازنة بين المبدع والمتلقي، تبرم بتقديم رسالة الإبداع مشحونة ببلاغة النحو البصري، من أشكال وألوان… ومرئيات، ومن مضامين هادفة بناءة، تنبع من مدلولات دفينة في عقل ووجدان الفنان، فيستوثق التواصل وتتحقق سكينة المتلقي والتأثير فيه.