أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة انطلقت اليوم (الاثنين) في العاصمة أبوظبي، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعمال الدورة الثانية للقمة الدولية لمكافحة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، والتي تنظمها وزارة الداخلية تحت شعار "نحن نحمي". وافتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أعمال القمة بكلمة رحب فيها بضيوف الدولة في بلدهم الثاني، الإمارات التي احتضنت هذه القمة . وقال سموه: "إننا نجتمع اليوم للعمل سوياً من أجل إيجاد الحلول الملائمة لقضية الإساءة إلى الأطفال؛ على أمل أن نقف جميعاً، سداً منيعاً لمن تسوّل له نفسه المساس ببراءة أطفال العالم، ومستقبلهم الواعد الذي نتطلع له جميعاً". ونقل سموه للمشاركين تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذين أعربوا عن أملهم بأن تحقق القمة غاياتها بتعزيز أوجه التنسيق والتعاون للوصول إلى الهدف السامي وهو حماية أطفالنا. وقال سموه "إنني أعرب عن خالص تعازي دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادة وحكومة وشعباً، لأسر ضحايا التفجيرات في باريس "مدينة الأنوار" ، نتيجة العمل الإرهابي البشع، الذي أطلّ بوجهه القبيح ليغدر بالإنسانية"، مؤكداً وقوف الإمارات إلى جانب الجمهورية الفرنسية الصديقة، وكل القوى الدولية لمحاربة هذا الوباء واجتثاث قوى الشر والظلام؛ والفكر المتطرف من جذوره. وأضاف سموه قائلاً: "إنني قرأت مقولة في إحدى وسائل الإعلام تصف الإرهاب بأنه "لا دين له"، وأود الإضافة أن أيدولوجية الإرهاب تثبت كل يوم أنها تستمد تعاليمها من "الحقد والكراهية ونبذ الإنسانية وقيم التحضر، وحاشا لله أن يكون لهؤلاء دين سماوي ينص على ما يقومون به من جرائم بحق الأديان والإنسانية". وأكد سموه أن دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يعهدها الجميع، وبفضل الله تعالى، ثم قيادة الوطن الحكيمة، تسعى دائماً لتعزيز حماية المجتمع الدولي وتحرص على محاربة الكراهية أينما وُجدت، مستمدة ذلك من القيم الإسلامية الفاضلة والأصالة العربية، وعراقة الإرث الحضاري لشعوب المنطقة في الخليج العربي . وأشار سموه الى اعتذار معالي وزيرة الداخلية البريطانية، في اللحظات الأخيرة نظراً لضرورة تواجدها في المملكة المتحدة خلال هذه الفترة العصيبة؛ التي تواجه المملكة المتحدة والقارة الأوروبية والعالم بأسره، لافتاً سموه إلى أنه وعلى الرغم من افتقادنا لوجود وزيرة الداخلية البريطانية بيننا، إلا أن رؤيتها وأفكارها حاضرة اليوم في عقول المشاركين. وقال سموه إننا هنا اليوم لنحمي أغلى ما نملك، ثروة لا تعادلها ثروة، ولنبني سداً منيعاً حتى لا يتحول أطفالنا لقمة سائغة لضعاف النفوس، مؤكداً سموه أنه لا نجاح في العمل بشكل منفرد، بل بالعمل مجتمعين لخلق بيئة عالمية نظيفة آمنة ومستقرة، تنهض بمكوناتها وتسخّر طاقاتها على طريق التنمية والرقي، يداً بيد مع سائر شعوب العالم. وأختتم سموه كلمته متمنياً للجميع النجاح والتوفيق، ومتطلعاً لتوصيات هذه القمة من أجل مزيد من التعاون على تطوير القدرات وبناء الامكانيات، لنتمكن سوياً من حماية الأطفال والعمل في كيان عالمي واحد لتعزيز الأفكار والجهود المشتركة؛ وصولاً إلى رؤية موحدة لإنهاء استغلال الأطفال حول العالم ومنع اغتيال أحلامهم البريئة عبر السعي الدؤوب لحمايتهم من جميع اشكال المخاطر. حضر افتتاح القمة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من الوزراء والسفراء واعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة ، و انا هيلينا شاكون ايشيفيريا نائبة رئيس جمهورية كوستاريكا، ومعالي الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي، وتشاندرا براكاش ماجنالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المرأة والطفل والرعاية الاجتماعية، ومعالي جونا سوسانا جامبيسي وزير تمكين المرأة وحماية الأطفال في اندونيسيا، ومعالي سلامة حماد وزير الداخلية الأردني، ومعالي اسكندر حسيني وزير الشؤون الداخلية بكوسوفو، ومعالي راسكو كونجفك وزير الداخلية بمونتينيجرو، ومعالي الفريق اول ركن عصمت عبدالرحمن زين العابدين الحسن، وزير الداخلية السوداني. كما حضر الافتتاح معالي البارونة شيلدز وزير شؤون السلامة والامن والانترنت البريطاني، والامير بندر بن عبد الله المشاري ال سعود مساعد وزير الداخلية السعودي لشؤون التقنية ، وايلونا جيبيريا هوكسا نائبة وزير الداخلية الالبانية، وبروم سوخا نائبة وزير الدولة بكمبوديا، واللواء حسام نصر مساعد وزير الداخلية المصري، والسفير محمد أبو الخير نائب مساعد وزير الخارجية المصري، وديهان جوردان هاريسون مدعي مكتب النائب العام للطفولة بجمايكا، ونيلي مونتيليجري النائب الاتحادي لحماية الفتيات والفتيان والمراهقين، وفيرناندو بالونوس نائب وزير شؤون المرأة والسكان الضعفاء في بيرو، وليا تنودرا ارمامينتو مفوض حقوق الانسان بالفلبين، والدكتور ستيفن بول وكيل وزارة بأوغندا، وقوانج تيب تران مساعد وزير الداخلية الفيتنامي وجمع غفير من المدعوين والمهتمين. وكانت فعاليات افتتاح القمة قد بدأت بالنشيد الوطني قدمته مجموعة من طلبة مدارس "الريم -الحلقة الثانية"، و "عبد الجليل الفهيم-الحلقة الثانية " و "مبارك بن محمد " بنين وبنات" في أبو ظبي . ثم شاهد المجتمعون فيلماً تعريفياً يركز على أهداف القمة وأهمية مشاركة هذا العدد الكبير في قمة أبوظبي من حكومات ومؤسسات القطاعين العام والخاص، وعرضاً لبعض الاحصائيات المتعلقة بجريمة الاعتداء على الطفل غير الإنسانية، والتي تؤكد ضرورة تعزيز وتضافر الجهود الدولية وتأسيس شراكات قوية لحماية الابناء . كما عرض الفيلم جانباً من مجهودات وزارة الداخلية الاماراتية عبر اداراتها المتخصصة المعنية بحماية الطفل عبر ابرز المحطات والمنجزات التي قامت بها الامارات ما جعل منها رائدة في هذا المجال . وألقت وزيرة أمن شبكة الانترنت البريطانية البارونة شيلدز ، كلمة أكدت فيها اهمية التعاون الدولي بما يوفر بيئة آمنة للطفل على شكة الانترنت العالمية، وثمنت اهتمام حكومة دولة الامارات العربية المتحدة وجهودها في تنظيم القمة العالمية الثانية للطفل؛ بما يعزز من جهود التعاون الدولي في حماية النشء من المخاطر . وأشارت إلى مجهودات القمة السابقة في اطلاق مسيرة التعاون الدولي لحماية الطفل والاسرة، موضحة أن هذا الجيل انخرط في تعامله مع الانترنت والتكنولوجيا الحديثة بشكل اكبر من كل الاجيال التي سبقته؛ ما يتطلب زيادة الاهتمام والعناية بأمن هذا الفضاء. تلتها كلمة ممثلة وكالة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة "اليونسيف" ، فاطوماتا ندياي ، أكدت فيها "من السخرية ان تستخدم نفس الأدوات المفترض ان تقدم العلم والخبرة لأطفالنا مايمثل تحدياً وتهديداً لحمايتهم من قبل ضعفاء النفوس" . وأكدت ضرورة توحيد الجهود الدولية لتوفير بيئة آمنة لأطفالنا، حيث ينمون ويتعلمون بالشكل الأفضل والأمثل . مشيرة إلى أن كثيراً ما يمارس العنف والاستغلال والإيذاء من قبل شخص معروف للطفل، بما في ذلك الآباء والأمهات وغيرهم من أفراد الأسرة، والمربون والمعلمون وأرباب العمل وسلطات إنفاذ القانون والجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية والأطفال الآخرون. ونسبة صغيرة فقط من أعمال العنف والاستغلال والإيذاء يتم الابلاغ عنها والتحقيق فيها، ويتعرض عدد قليل من الجناة للمساءلة. ثم عرض جوني قون مدير عام وكالة مكافحة الجريمة الوطنية نموذج الاستجابات الوطني الشامل للاستغلال الجنسي للأطفال عبر الانترنت؛ الذي يتضمن تحليلاً استراتيجياً وإحصائيات قامت بها المنظمة بما يعزز الجهود القائية لمنع الجريمة ، مشيراً إلى عدد من العمليات الناجحة التي تمت عبر تعاون عابر للحدود الدولية واسفر عن الايقاع بعصابات الابتزاز عبر الشبكة العنكبوتية .