ولد إسحاق حلمي بقرية العلوة بمدينة حلوان عام 1901 وعشق الرياضة منذ نعومة أظفاره فمارس كرة القدم والفروسية ثم السباحة. والده عبد القادر حلمي باشا, من أشهر قادة الجيش المصري, وقد ارتبطت سمعة هذا الرجل بالنجاح الذي أحرزه في إخماد الثورة المهدية في السودان وتوفي قبل نجاح ابنه في عبور المانش يعشرين سنه …. فى عام 1920 كانت هناك جلسة في مصيف رأس البر تضم محموعة من أصدقاء اسحق حلمى حيث دار الجديث عن سباحة المسافة من دمياط إلي رأس البر الذى يبلغ طولها خمسة عشر كم تقريبًا وشجع الجميع إسحاق حلمي ليخوض تلك التجربة الجريئة التي لم يسبقه أحد إليها من قبل، وبالفعل نجح اسحق بك فى عبور المسافة في ثلاث عشرة ساعة واستقبله اصدقائه بالطبل والمزامير ….. بعدها ذلك قرر إسحاق حلمي زيادة مسافة السباحة ليسبح من حلوان حتي القاهرة بطول مسافة 25 كم، وبعدها أصبح حديث الوسط الرياضي …. بعد هذا الحدث قرر حلمى أن يعبر المانش وهو جزء من المحيط الأطلسي الذي يفصل بريطانيا عن فرنسا ويربط بحر الشمال بالمحيط الأطلسي , يبلغ طوله حوالي 563 كم، أما عرضه فيبلغ 240 كم عند أوسع نقطة، و34 كم عند أضيق نقطة بين مضيق دوفر وحد نيز جريس. …. تفرغ اسحق لاجتياز هذا الهدف, سواء بالتدريب علي شواطئ البحار المصرية, أو بالسفر إلي إنجلترا, وقضاء أسابيع, بل وشهور يتدرب علي السباحة في المانش , ولكن كان الفشل من نصيبه لثلاث مرات متتالية أعوام 24 و25 و1926. ….. عاود حلمى المحاولة تلو الاخرى لينجح ويصبح أول سباح مصري وعربي يعبر المانش عام 1938 , وفى عام 1966 أصبح أول مصري يرأس بعثة مصر في سباق كابري 1966, وأطلق عليه العديد من الألقاب منها راشد السباحة الطويلة وعميد السباحين المصريين، كما أطلق عليه الإنجليز لقب فرعون مصر. ….. كرمه الملك فؤاد الأول بمنحه نوط الجدارة .. كما كرمه الرئيس محمد أنور السادات بوسام الاستحقاق. وفي 5 نوفمبر عام 1980 رحل إسحاق حلمي الفرعون المصري عن عمر يناهز التاسعة والسبعين عامًا ……… رحم الله كل من أحب مصر وأخلص لها .