محمد الحسينى «تبسم» فأنت بطل

بينما كان المصريون مشغولين فى أداء صلاة العيد وذبح الأضحية صباح يوم الجمعة الماضى، كان الشاب محمد الحسينى فى الوقت نفسه مشغولا بأمر آخر أكثر أهمية بالنسبة له وهو عبور المانش.
فبعد تدريب وتجهيز استمر لعدة سنوات بمدينة الغردقة تمهيداً لهذا الحدث المهم، حدد الاتحاد الإنجليزى فترة عبور محمد الحسينى للمانش من 24 أغسطس إلى 4 سبتمبر، واختار مدربه يوم 1 سبتمبر ليكون يوما تاريخا وتصبح فرحة العيد بالنسبة لكل المصريين فرحتين.
ولكن البطل المصرى تخطى مسافة 6 كيلو و200 متر فى ساعتين وربع الساعة، ثم دخل فى منطقة تيارات عكسية شديدة خلال محاولته لعبور المانش، وقضى أكثر من ساعة سباحة وهو ثابت فى مكانه لم يتقدم، حتى تم إيقاف ذراعه وقدمه عن الحركة من شدة البرودة، وتم إخراجه من المياه من قبل فريق المتابعة.
والحسينى البالغ من العمر17 عاما – ومصاب بمتلازمة داون- لم يحالفه الحظ فى محاولة الأولى لعبور المانش بين إنجلترا وفرنسا، ولم يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كما كان يحلم، ولكن ادخل الفرحة على قلوب كل المصريين، وتبقى له عدة محاولات أخرى، وبالإصرار والتحدى سيصبح أول مصاب بمتلازمة داون يعبر المانش فى التاريخ، وتعود الابتسامة إلى وجهه الطفولى.
وسجل هذا الشاب زاخر بالبطولات، فقد شارك فى بطولات محلية ودولية عديدة، أبرزها بطولة العالم لذوى الإعاقة الذهنية بإيطاليا فى فلورنسا 2016، و3 بطولات دولية بالغردقة.
والجدير بالذكر أن السباح الذى يخوض محاولة عبور المانش، يبدأ في معظم الحالات إما من «كاب جريز نيز» في فرنسا، أو من شاطئ شكسبير في بريطانيا، وتبعد هاتان النقطتان عن بعضهما مسافة 33,5كم، ويتبع السباح طريق منحنياً طوله نحو 37.
ويعتبر سجل السباحين الذين عبروا المانش حافلاً بأسماء عدد من الأبطال المصريين، ومنهم إسحاق حلمي أول سباح عربي يعبر المانش عام 1928، وحسن عبدالرحيم الذي عبر المانش لأول مرة عام 1948، ثم عبره من إنجلترا إلى فرنسا عام 1949، ومن فرنسا إلى إنجلترا عام 1950، والبطل مرعي حسن حماد عامي 1949 و1951، والبطل عبداللطيف أبوهيف عام 1951، كما عبر المانش كل من عبدالمنعم عبده، ومحمد بكر، وسيد العربي عام 1952.
ومن الأحداث المثيرة في سجل الأبطال المصريين لسباحة المسافات الطويلة عبور أول سباح ذوى إعاقة للمانش وهو البطل خالد حسان وهو ذو رجل واحدة فى عام 1982.