بُحت بأسراري بُحت بأسراري للريح، فأسرت بها للأشجار. فخلدت أسراري على أوراقها و الأزهار. فتقطفها أيد كل عابر و مار. و ظلوا يتغامزون بما فيها بقسوة و مرار. فما نال القلب بالبوح بأسراره للريح سوى كل انهيار. فلا تبُح للريح يا قلب بالأسرار. . . بُحت بأسراري للبحر، فبعثرتها الامواج في كل صوب واتجاه. و طافت أسراري سابحة فوق المياه. و تناثرت حول كل من يسبح عن يساره أو يمناه. فباتوا يتناقلونها بسخرية و لا يعيرون بما يجرحني أنتباه. فلا نال القلب بالبوحِ للبحر بأسراره راحته أو مبتغاه. فلا تبُح للبحر يا قلب بالأسرار. . . بُحت بأسراري للصديق ، فتناقلها صديق الصديق. و باتت أسراري قصة في كل حدب و طريق. و باتوا يتسامرون بها في مجالسهم و تركوا في القلبِ جُرحِ عميق. فما نال القلب بالبوح للصديق بأسراره إلا كل آلم سحيق. فلا تبُح للصديق يا قلب بالأسرار. . . فيا قلبُ لا تبُح لأسرارك للريح، فتمسى بجريح. و لا للبحر، لترسى بسفينتك على البر. و لا حتى للصديق، و أبقها لنفسك و أجعل الصمت لك خير رفيق.