استقالة من الخوف لا تسألوني شيئا...أبعدوا كفوفكم عن الحلم ودعوني أتنفّس...أخرجوا من محنة التّفسير فالحرف جنون.....لقد استقلت اليوم من كلّ خوفي ..ها أنا أسكت فرحي حتي لا اتبعثر..أقف في وجه النور وابتهلك جنة عمري...لقد سلّمتني الحياة اليوم مفتاح الخير وأهدتني ما انغلق في معابر الحلم لأسير مفتوحة العينين مفرودة الاجنحة نحو خلوة فرحي...هيا ضمّني إلي دمك فوحدك استطعت ملامسة جرحي..ووحدك زرعت في ليلي قمره كي يغورالحزن عن تراتيلي....وحدك أهديتني قوس قزح واخبرتني مالم تحكه الاضواء...وحدك حوّلت دربي الي إيقاع يتوغل في أدراج السماء لتتسابق فيه خطوات النور ....ها أنا آتي اليك ..أستعصم بقصيدتك ألوذ بحرفك المنساب شرائطا ملوّنة تتطايرالسنونوات في شراييني ويمور الفرح في أوردتي فهل كشفت لغز التعويذة التي ألصقتها طلسما فوق صدري....ها أنا آتي اليك من رحم الكلمات اشتق من أنوثتي كل الاسماء وأمدّ اليك كفا ثابتة لا ارتجاف فوق وعدها....تعال ففي أوردتي متّسع لجموح كلماتك...وبسمتي لا زالت عالقة بأعطافها ..وقلبي يطير ليحطّ حمائما فوق راحتيك ويهدل شوقا....تعال فلم أعد أخشي خديعة حواسّي ولا أخاف عزلة نفسي فقد منحتني الحياة قطرة الماء التي تسبق الموت عطشا...وها أنا أحيا.... العزف تحت نوافذ الرحيل اليوم أرتّب تفاصيل الوداع.وكأنني أخلق لنسياني مدارات أخري تسعه.هل أنا العازفة الأخيرة تحتَ نوافذك المغلقة أيها الرحيل؟.... سفر...وأحزم امتعتي واستعد للانتقال الي الضفة الاخري.سفر..وأختارُ وقتاً خارجَ الأمكنة....اليوم سأغلق نوافذ بيتي وأوصد أبوابه...سفر..وانحني لألملم التفاصيل الصغيرة..وتنحني معي كلّ الذاكرة تتلقف دبابيسي المنثورة هناك وملاقط شعري الموزّعة هنا..سفر واستجوب السكوت بين البلاغة والتأويل،..ارنو الي الجدران فيترصدني الشوق أن أوقف ظلي الساكن عليها..سفر..واتتبع خطاي في معابر بيتي.فيجهش الحنين الي زاويتي حيث تكدست دفاتري وتبعثرت اقلامي..أنقل بصري إلي الركن المقابل هناك تعودت ان ارتشف قهوتي كل صباح ..ومعها اتنسم حكايا العابرين ..سفر..وأدور بين الغرف أجمع بعض الاشياء وأربّت بيدي علي الاخري....اليوم اودّع منزلي وأودّع المدينة...سفر...وأشد مراكبي إلي مرافيء جديدة....لحظة الوداع كرفة نورس جريح..كنثار غيم في المدي...كلهفة لقاء لغياب مقيم...اليوم أودع المدينة التي طالما غربتني خطاها بطقسها ومناخها الرتيب و بطقوسها و عاداتهاالمتلونة...اليوم سأخرج من المدينة أتركها تغوص في صمتها... البيوت، برذاذ مطرها تتلهّي..والأشخاص بخطواتهم فوق الارصفة يتسارعون، الجسور،بوقع الاقدام الرنّانة تتصبّب ...المقاهي،بضحكات العبوس وصرخات الورق تتندّر..سفر وأخرج من المدينة تطاردني أشجارها وينتصب أمام عيني جبلها الشامخ.....سفر وأنقل ذاكرتي المحملة كالطوفان إلي مدينة أخري......ألتقيكم وسلاما... أين جنوني هل تعرف كيف يكون طقس الكتابة اليك.. ؟حين يزورني طيفك ويعبرني كما الشهب تخترق المدي ..ارتفع بدفتري إلي ناصيات الغيم وأدفع بمدادي إلي الورقة وأجلس علي سفوح الشوق وأرقب كيف يرتب التفاصيل وهي تتدافع علي مداخل القول..أراك قابعا في نصي فاشتهي أن أكونك ففي بوحي شيء من وجدانك وفي همسي بعض تراتيل لشدوك وفي نشيجي انات لمسارات يومك ...اتابع هسيسك وانت تتنقل بين مفرداتي فيستفيق في داخلي ظل السؤال ...أين جنوني لأكسر به قيود الحكمة والتعقل ولاسلك معك معابرالحلم ؟ التقف بين السطور لهفتك وأوزعها آهات في معبر البوح ..وارتفق في همس كفك أعبر بها نحو الريحان أزرعه في دمي .. تستفيق فيّ الانثي الغافية.وتمشي محمّلة بفيض عشقها تخترق الحجب وتتحول إلي رفة حنان ودفقة عبير .وقد ارتدت ناصيات حروفها ... تلملم فراشات الشوق وترصف بها زمنها المفقود..حولتني امرأة نور يتمشي فارسها في دمها ..تطارده فيرحل إلي وريدها..تسابقه الهوي فيهوي إلي أقصي نبضها...هانا المسكونة شوقا..المسكوبة عشقا..المتلبسة بظلال الغيم...في طقس الكتابة إلي استقبل طيفك مغموسا في لظي الحرف أقطع معه فيافي المعني وأمنحه في لحظة الدفق كل المشتهي ..ألامس فيك ناصية الفجر وأرفع بك ندائي الي حواف الغيم ..وأنشدك سيالا من الركض فوق سهوب الممشي ..وأتحمل في حضورك أنفاس الليل تبارز السهد ..في طقس الكتابة اليك أغدو امرأة شفافة كاللؤلؤة اتجاوز الدروب المعتمة واحلق كالسنونوة خارج النص ..ألست بعضك المرصوف في جوانب نفسي؟ ألست فرحك حين يهمي علي لفتات وريدي؟ ألست منك حين تشتد في داخلك رياح الغربة؟ انا صوتك المتفرق في نواحي المدي أجمعه فيعلو في ادراج الروح..انا كفك تطوق شغفي فابحر الي مرافئك المركونة في اعماق سري ..أنا شوقك الذي تهرقه في بساط المني وتلاله فيجرفه سيلي الي قاع ظلي ....في طقس الكتابة اليك أنا أكتب نفسي ... المشي تحت المطر هل يمكن أن تكون المسافات كفّارة للنّدم..؟ المشّاؤون في التّيه أكّدوا أنّ الخطوات هي مكيدة يصنعها الوقت ويمنحها لمن لا شراع لديه...سأمشي لأكفّر عن أسئلتي وخذلاني وندمي..رافقوني.. مشيت اليوم تحت المطر .....مشيت فقط لأكون وحيدة وتائهة وحرّة..أحضرت شوارع وهيأتها لعابريها..وزوّدت الارصفة بعشاق المطر.وبعثرت الوقت فراشا يسابق خطواتي...لم أتعب من السير تحت المطر..بل فتحت رئتيّ وتنفّست الرذاذ....كنت أفكّر بأحلام من مرّوا فوق الطرقات ... حاورت ظلّ الطريق الممتدّ تحت أقدام الرّيح..وسافر خدر عجيب إلي فضاء الروح..زرع أشجارا بدمي وكتب برهافته ماء صبيا في نبضي...ووزّع عطره الموفور في صدري...مشيت وصوتي المرتدّ الي عمقي ينادي ....أيتهاالمسافات لمّي جراحات الروح وهاتي بعض ضيائك فلم يبق في خساراتي منفذ للخطو..قرّبيني من فصولك كلما مرّ الأفول علي أقماري وهدهدي أرصفتي كي تتشاسع فوقها أقدام المشي..علّميني كيف أقطف سنبلات الصفح وكيف أعانق خفقتي الاولي حتّي أستعيد شكل البراح....مشيت وحبات المطر تعانق وجهي.. مشيت...و الأسماء تتساقط منّي وأحسست أنني أنفض عنّي كلّ غبار الأمس...لقد طهّر المشي خطوتي..وكان كفّارا لأسئلتي.... أنا وظلي علي تخوم القصيدة وقفت ..فهل ألج؟ ضدين كالماء والتراب مشيت أنا وظلي ..وشبّه لي أنني بلا اسم.....وسألتني غابة حين احتطبت ظلالها هل الظلّ لك؟ ...تقدّمت لا أنوي الانتهاء وكان وجهه يشيح عن مواكبي ..أروقة الوقت سيجت أصابعه فما امتدّت لتعانق كفي...والماء ما أنصفني فقد انحسر رذاذا في لحاء الشجر...قلت وانا أعدّ اجنحة الثواني سوف أرتًب لصدري اقفاص محبّة ومن هذا الورق الاصفر سأمدّد لفصولي خريفا حتي يتسنّي للريح أن ترقص رقصا باهرا..نقيضان ..نارا ورمادا كنت أبيع واشتري حصي المفردات...لم يكن الحصاد بيدرا فبعد ان أطلقت الصهيل في مسارب الحرف ..ارتدّ مستظلا بوسن الوجع.....العشب كان ضامئا. ولا ماء في الغيم...لا ماء في الماء...فانتظر أيها القابض علي عنق القصيد...انتظر المطر الشريد... كل عام وانت امرأة كلّ عام وأنت امرأة النور...شكرا لتحيّتك الغالية...وصديقان نحن إلي أن ينام القمر. في يوم المرأة ....حديث مختلف لم أتبدّل ولم أتغيّر...منذ حوّاء الروح التي تتسع وتنبض...تدفق سابحة وتتكوّر ضوءا في عتمة الزمن..خرجت من شغف الجنّات وأحلام البدايات ومضيت إلي أرحام الكون شاهدة علي الحياة...أنا حوًاء العائدة من ذاكرة إلي أخري يبذلني أب ألتصق مثل النار بوجدانه...ويعشقني رجل أسيل نسغا في قصيدته ...وأرقص علي حواف نبضه كالياسمينة...أنا حوّاء التي اكتمل حرم الأمومة في حضنها...دلحت لبني في لهاة الرضيع ..وسقيت شجرة حياته بمحبتي...ضحكت حتّي أبرق الزهر من شفتيّ وأنا أعمّد ابنتي في طهر الشفق..وابتسمت وأنا أمسّد جديلتها ..أنا التي أعليت غصوني لأحيط ابني بظلال النّور حتي يرتقي مدارج الصفصاف...أنا حوّاء التي وأدوها فقامت من موتها تمدّ بساطها ورودا ورياحين ليلتحفوها شمسا وأقمارا...أنا حوّاء الأمّ الكاملة ...رحمة وخصوبة وأرضا...أنا الابنة التي تخاف الذئب في إخوتها فتشدّ إليها قميصها وتجانب البئر.....وأنا العاشقة الخليلة..تذيب جسدها نارا ونورا وتهدّ الأوشام من مطالعها..وتسري كالنبيذ في غبش العروق....أنا شهرزاد الحكاية أندسّ كالبرق في تلافيف كل قصة...أنا مريم ترنّمت للكون بأنشودة الخلق وتنفّست الميلاد علي حافّة الغيب..أنا الحرية التي لا شرط فيها..وأنا الأرض التي مشي عليها ألف جيل...أنا حوّاء المنسوجة من الضلع...صاحبة الخطيئة والرسولة القدّيسة...أغضب من مرآتي حين تسرق مني كحلي الغميق..وأبكي إذا أخذت الليالي خلخالا من سيقاني..أغتمّ اذا انكسرت إحدي أساوري ..وأراقص الغيم حين يطوّقني فستاني ..أصحو لأبعث بخار الصباح للماضين إلي الحقول...تأخذني أحزمة الشمس فتشربني فلاحة وأطير رهاما في فضاء شاعرة..وأندلق سكوبافي وعاء جدّة..واسيل دمعة في عين شهيدة...أنا ابنة الطين...احلامي تشربها النّايات والنداءات..فتهمي أغاني...وصلصالي نار أبديّة مسّه الاغواء......أنا حوّاء العاشقة تمشي فوق الغيوم وعاشقها صوّان..............أنا المرأة شقيقة الرجل... عشت يا وطني شاخصون في الغيم..لا نحسن قراءة النّدي..لم نبتكر يوما سفرا لسفننا وهي تصدأ تحت مسامير النّوي....لم ننتظر صدي رجع الأغاني ..فكلما أنصتنا للوتر في المدي أجّلنا المراثي... دعونا نختطف جنّة المعني.فهذا الذهول يحاصرنا...دعونا ندلّ الموتي علي خريطتهم ونفسّر ما يستقيم من الرؤيا...ثمّة جنوح إلي الدّم وشطحات مارقة الي القتل ...فهل خانوك يا وطني وهم يقتسمون شمسك المصقولة بالعطش؟ ...في الهامش البعيد من الحرف أنسي الرمل والمدينة والناس والصحب واذكر وطنا يخرج من تخوم القلب ...شهقة التراب كنوايا الأتقياء ينسرب الي مسامّنا..قطرة الماء رهاما تلوذ بوريدنا...عشت ..عشت يا وطني.... الساعة لا تشير إلي شيء .أتقاسم معك الوجع..نغمك ناحر يا صديق النور... .....كم الساعة عندكم؟ هي عندي لاتشير إلي شيء... سأنشدكم عزفي فاحتملوا غنائي الحزين.. ها أنا انحني ببالغ صداي ..أسجد بمنتهي اغتفاري..أخلع خطوي من منتهاي وأتزوّد بكم..كيف لي أن أعاند محنة التفسير...فالبلاد وبردها والمدن وريحها تتقدم نحوي وأنا ارتدّ إلي الوراء نحو دفء الخسارات...رويدكم شهقتي تلتحم ببرق الحنين ..مساء وحرف وأدلف غابة البكاء..مساء وحرف..وسدرة عمري تفترش دربها..مساء وحرف وحبري الغائم يدوّن جرأة قدري ...فيا قدّيس صمتي سأكتبك...سأعلنك نوايا ورد يحاصره بكاء الليل..سأزرعك عشبا يتيما يورق في شرخ القلب..سأسفحك دمعافوق وجنة لا تهتديني..سأمشيك قدمين تنتشلان وحلي البارد..فخذني إليك يا قدّيس صمتي...دعني أتنفس نشيش احتراقي..دعني ألجم ضمإ صبّاري وأغدق عليه صخب الاشواك الخجولة..أحدّق في داخلي وأسال...كيف اقرأ وجوهكم؟ لا تجيبوني ولا تترجموا لغتي إلي بكاء فصيح..كونوا يماما يحلّق في دمي حين يأتي اوان الخريف..وكونوا بعيدين كماء السماء حين تقبلون نحوي أشتعل غناء..وأنت يا قدّيس صمتي..كن بزوغ الهلال حين يأزف الشفق..وكن مداد القصيدة حين ينحرها الحرف..وكن صوتي حين يأخذ الريح ندائي..وبعض فرحي لتكتمل ضحكتي الناقصة..وكن دفقة الدم إلي الوريد حين يعرّش الحزن علي اصابع الوقت.... .....هذا المدي يتحرّش بي يغويني كي اضيع في تلافيفه..فلو ألقيت بينكم ذراعي هل تعطونني يدا أتكئ عليها؟ ولو مددت لكم كفّي ..هل تؤاخون معصمي ؟ ...ايها النّازلون فؤادي لقد صار دمي نورا...ظاهره الملح وباطنه الزبد..هل تعيرونني قطرة من دمكم أخضّل فيها فجيعتي؟.....نور الهدي محمد....أكتب اليكم وأعانق أرواحكم لأنكم قرأتموني. اشتهي الحرف أحيانا تفيض النفس فتسهو عن ذاتها..هذه المكابرة ما عدت صادقة فيها...فهل فيكم من يدلّني علي صوتي؟ أنام علي شفا جرح عسير ...فلماذا تنبش مفرداتي وتبحث عن صدي وجعي..أشتهي نطقا عصيّا علي التلعثم يواري خلفه كشفا يسقط كلً الحجب... أشتهي بردا يساور يقين القلق ويخلّصني من ذنوب الحدس....أشتهي مشكاة أقرأ علي ضوئها وله الوجود واندسّ في فتيلها قطرة زيت تمسّح عن دمعي شظف القول...أشتهي توقا يختطفني من معصم الجرح ويلقيني قصيدة غافية بصدر الحرف .....أشتهي.... الأمنيات الثلاث ليس إلا رمشا هوي من حراسة الهدب واستقر صريعا فوق هامة الخدّ....الأمنية حوّلته من شعرة نحيلة الي أهزوجة للسرد... .......ً..سقط أحد رموش عيني سهوا ..هو أضأل من كلمة ..غير أنّ أمي عندما شاهدت رمشي صاحت بفرح طفوليّ أنا أعرفه....ضعي كفّك علي العين وتمنّي.... وعدتها أن أتمني ... أمنية أولي:...أن تمدّ قريتي أطلالها المتناثرة في ذاكرتي وابدأ بتجميع التفاصيل التي هربت منّي...سألج الاعياد المنغمسة في طقوسها البيضاء وأشارك الصبايا الموشومات بالحناء سنا اللون...سأجمع بقايا الضحكات وانفلت إلي الجبل البعيد واستجديه أن يلد لي ضوءا شريدا ....سأبتكر اسما للعبتي القديمة ....ايام كنت انفرد بالمرآة وأزرع فيها بشرا ومدنا وحكايات .. أمنية ثانية: كنت جميلة كما الغزلان أتسرّب في براري الكلمات ...أخيط من شجن الأغنيات مواويلي..وانسج من حرير الحصي خطوا سابحا..نحو فضاءالحلم الظليل...أنحت أمكنة يرتادها الورد والنورس الحيران فهل يبعد الكسوف عتمته عن وجهي؟ وهل يطلقني القيد الغريب الذي سوّر أجنحتي وأثقل بالطين ممشاي ؟ هل تستعيدني البراري غزالتها الجميلة؟ أمنية ثالثة: وصلت إلي النبع وكنت علي شوق حميم...وحين نظرت إلي صفحة الماء رأيت شبيهي ..أأنت انت أم طيفك عانق روحي واختبأ في الحنايا...من اسكنك عيني؟ ...ألست رمشي؟ يا أمي هل أقول أمنيتي؟.. سرادق الرياحين إنها تمطر... سأهديك عمرا من المطر هكذا حدثت طيفك حين لاح بين زخات الغمام سأقيم للدنيا سرادقا من الرياحين يقيك وقع المطر ويغطي شرفات قلبك بالندي سأغسل شرفة الالهام لينمو البرعم الغافي بأعماقي ..انظر أيها المخبوء في ظلي ..قطفت لك من النجوم دوالي وعتّقت شوقي إليك .. وجئتك أسعي غيمة في السماء حملتها مفتونة ... وعلقتها في شرفتك أضواء وظلالا ..أجيؤك أيها المسافر من صوتي الي دمي أحمل مواويل سهد قديمة....هل تصغي؟ ..هذي موسيقي لهيب شوقي تغنّي تسكب في معازف المطر زخاتها .. هذي جوقات دمي في محراب أدعيتي تتلو همساتي ..البوح لي وأنا اخلع أوردتي شموعا لعتمتك يا رقصة الحواس في فنّي..البوح لي وفي طيات ألواني تتعالي نبضاتي كأشواق تفيض وتجتاح أركاني ..البوح لي أرسم الرّبِيع علي سور وردك فيرف النور في ريشتي ويسير علي درب السنا خفّاقا ..البوح لي. أصعد تلا أري من عليه الغياب. أين كفّك التي طالما عانقت كفي؟..كيف سمحت أن تترك أصابعي تنام بحضن الريح.؟.أين همسك الذي أدفأ ليلي؟ كيف تخفّي خلف سبات الصمت.؟.أين خطاك تعبر دربي وتسبي الروح انعطافا إلي مواسم الشوق؟..اين اللقاء والامسيات تحوك أشرعة الضياء؟...أين المدي يخزن في مساحاتي اساطيره عن العشق؟... يهرب الغيم من السماء إلينا في كل طلّة قمر وفي كلّ رفّة نجمة وفي كل شهيق فجر وفي كل شفق أحمر..يدُ الريح.. في الظلمة الممطرة تنزل من جبل الصمت تشعل في الليل كل القناديل أبحث عن جراحاتي التي انهمرت هنا هل طارت إلي آفاقها تتلهب ... ويسيل لحن من فمي.. من أين حنجرة بزغت علي الوجود صدي يسافر في يدّي ...غمامة تدنو وأخري تهربُ وإذا الطبيعة كلها سرّ يكاشفني أتملّي وجهك مغتسلاً برذاذ التسابيح... تغلبني الحال أغرق في نور عينيك حيث المرايا وحيث الجنون.. من مد بيني وبينك خيطًا من النار؟ هذا النبض السديميّ البعيد ؟ تنزف العناوين علي شرفة البوح..يغيب طيفك ولا زالت تمطر....انها تمطر.. الاعتذار للندم هيئوا لي حدودا ...وسيجوا منافذ هذه الروح...شطحاتها تهرب بنفسي الي مسارب بعيدة.. سأعتذر لندمي منسيّا كالغبار طاف حول مراياي..وسأعتذر لموت لم أعشه كما يجب يخاتلني حين أغدق علي الحياة فرحي فماأكثر المياه بعطشي.. هل كان يجب أن أصطدم بالرحيل حتي أعرف أنّك أنبل من المحبّة تدفق كالينبوع فتغتسل عيوني في لجة محبّاتك..هل كان يجب أن تعلّق الأغاني علي شجرة الصدفة تقتات من أغصانها النايات..وتعرّش المواويل بين أوراقها..افتح أبوابك أيها المحبوب ودعني أدلف إلي سدّة حلمك..ها قد نهضت من سباتي الموجع ..خذني إلي جبلي البعيد ولفّني بغموضه سألتحفه وسنا وأنا أمتلئ برجائي..افتح ابوابك أيها المحبوب فرياح الخريف الغريبة تصهل في الزوايا..وهذا الخدر الغريب قد دبّ في الحنايا..أتراك قد عزفت فوق انفاسي فانقدت الي الرحيق أنبت منه غابات الرياحين؟أتراك قد حفرت في الطين جنوني وحوّلتني إلي قصيدة عصماء تنشد رقصها فوق الحروف الظمأي...خذني الي دروبك ايها المحبوب ها انا أتصاعد .. بمشيئة الوجد وحده لفّني فقد اتعبني الدوار وجسدي صار أوراقا هشّة يكتبني بلا قرار ويقودني بلا ضفاف..يا احتياجي للرحيل..فخذني ..يا احتياجي للحدود..فأطلقني...