بقلم الفنان التشكيلي / خالد عبد المجيد – مصر النوبيين عاشقين لتراثهم وفنونهم و حرفهم ومهنهم و مطورين للحرف العديدة التى يمتلكونها ، ويعبرون من خلالها عن جمال بلاد النوبة العظيمة وعن عاداتهم وتقاليدهم وتراثهم العظيم الذى يرجع تاريخه الأصيل إلى عهد الفراعنة . وسنعرض هذه الخرف والفنون حتى يتعرف القارئ الكريم على تراث اجدادة ويساعدنا فى الحفاظ علية المرأة النوبية لا شك أن لها دور كبير في المجتمع النوبي .. المرأة النوبية هي أمنا في المقام الأول والأخير وهي التي قامت بدورها العظيم في تربيتنا على أكمل وجه سيما في غياب ابائنا الذين تركوا الاوطان من أجل توفير لقمة العيش الحلال لنا .. والمرأة النوبية شاركت الرجل وما زالت في كل الشؤون الخاصة والعامة عرفت أمنا النوبية منذ قديم الزمان بمزاولتها اليومية لبعض الحرف اليدوية التي تميزها عن الأخريات على إمتداد الوطن الكبير . إعتمدت أمنا في ذلك إعتمادا كليا على الموارد المحلية التي تجود بها المنطقة النوبية عليها ومصدر تلك الموارد هي المحاصيل الزراعية والأشجار التي توجد بالمنطقة بالإضافة إلى مصادر طبيعية أخرى مثل الطين الصلصال الذي تصنع منه الاواني الفخرية وبعض الأحجار الجيرية وغير الجيرية التي تدخل بطريقة أو أخرى في بعض المصنوعات اليدوية. أما المحاصيل الزراعية والأشجار فإن شجرة النخيل تأتي في مقدمتها إذ يعتمد الإنسان النوبي على النخلة في حياته اليومية إعتمادا يكاد يكون أساسيا, فالنخلة معروف عنها في المنطقة النوبية أن لا أحد يقذف بجزء منها في سلة المهملات – إن جاز التعبير – ويستفاد من كل أجزائها في جانب من جوانب الحياة اليومية. صناعة الخوص الخوص هو عبارة عن أوراق النخيل التي تجدل مع بعضها البعض بطريقة تضيق أو تتسع حسب نوعية المنتج , ويتراوح طول الخوصة فيما بين 20سم الى 40 سم , أما عرضها فيتراوح ما بين 2سم الى 3سم . ويطلق على العاملين بصناعة الخوص اسم حرفة (الخواصة ) ومشغولات الخوص تقوم بها السيدات غالبا , ويتم تناقلها بالوراثة . حيث تحرص الأم على تلقين ابنتها أصول الحرفة , وفى بعض المجتمعات يتشارك الرجال مع النساء خصوصا في تصنيع السلال الكبيرة . واستعمالات الخوص وطرق تصنيعه عديدة تتوقف على حسب موقعة من النخلة . وينقسم الخوص إلى نوعين النوع الأول هو لبه الخوص ( الذي يقع في قلب النخلة ) وتتميز بنصاعة بياضها وصغر حجمها وسهولة تشكيلها وتستخدم غالبا في صنع السلال الصغيرة والمشغولات الدقيقة وتتسم بالمكانية زخرفتها واستخدام أكثر من لون في المنتج الواحد وتوزيع الألوان بنظم هندسية جمالية . النوع الثاني يتكون من بقية أوراق النخيل العادية وهى أوراق أكثر خشونة وطولا ويتم غمرها بالماء لتطريتها حتى يسهل جدلها وتشكيلها ويستعمل لصناعة الحصير والسلال الكبيرة والمقاطف التي تستخدم غالبا لإغراض زراعية (جمع المحاصيل حمل التبن الردم) أو استخدامها للتسوق حيث تتسع لمشتريات عديدة إضافة إلى سهولة حملها فوق الرأس لدى باعة المحاصيل والحبوب حيث يقومون بعرض بضاعتهم فيها ويتم استخدام وحدات زخرافية كبيرة على هذه المنتجات وغالبا لا تستخدم معها ألوان لكن قد تطعم في بعض المنتجات يضفر الخوص الأبيض مع الأخضر 0 وتعمل المنتجات الخوصية على الحفاظ على الأطعمة والحبوب وعدم تعرضها للعطب أو التعفن نظرا لمقاومتها لعنصر الرطوبة 0 ويصنع من خوص النخلة أنواع متعددة من السلال التي تستخدم كا وعية لحفظ حاجيات المنزل وتقديم الأطعمة والمخبوزات وحمل الخضراوات وعرض الحبوب والغلال عند العطارين وباعة الغلال والحصير ومفارش الأرضيات (البرش) وسجاجيد الصلاة بإشكالها المختلفة البيضاوية والمستطيلة والمراوح و البرانيط . كيفية صباغة الخوص يتم صبغ الخوص بألوان مختلفة تتوافر لدى محال العطارة وتبدأ الصباغة عادة بغلي الماء في وعاء كبير وتوضع فيه الصبغة المطلوبة ثم يتم إسقاط الخوص المطلوب تلوينه ويترك لمدة 5 دقائق ثم يرفع من الماء ويوضع في الظل حتى يجف . أما الخوص الأبيض أو الحليبى فأنة يكتسب هذا ألون نتيجة لتعرضه للشمس لفترة محدودة من الوقت اونتيجة تبخيره . تصنيع الخوص وعند تصنيع الخوص لابد من نقعه في الماء الحار لتليينه حتى يسهل تشكيلة سوا كان خوص عادى أو ملون لان الصبغة لاتزول بالماء وبعد تطرية الخوص يبدأ التصنيع بعمل ضفيرة طويلة ويختلف عرض الضفيرة حسب نوع الإنتاج وكلما زاد العرض زاد عدد أوراق الخوص المستعملة وباتت الصناعة أصعب وبعد صنع الجديلة يتم تشكيل الخوص حسب المنتج المراد صنعة وغالبا تتم بالاستعانة بإبرة عريضة وطويلة(تصنع عند الحداد خصيصا لهذا الغرض ) وخيط قد يكون أحيانا من الصوف للتزيين لاكنة غالبا يكون من خوص نخيل الدوم حيث يتسم بمتانته 0 مراحل التصنيع يمر تصنيع الخوص بعدة مراحل , يبدأ من الحصول علية حتى المنتج النهائي وهذه المراحل هي 1 تقطيع الخوص اليابس من شجرة النخيل . 2 فصل الخوص عن الجريد 3 وضع الخوص في الشمس كي يجف (يستغرق عملية التجفيف في الشتاء من أسبوع إلى عشرة أيام وفى الصيف حوالي أربعة أيام . 4 بعد أن يجف الخوص يتم جمعة في شكل مجموعة من الحزم. 5 يتم تقسيم كل سعفة أو (تشريحها )إلى شرائط حسب نوعية المنتج وحاجة التصميم . 6 يوضع الخوص في الماء لتطريته . بعد ربطة على شكل حزم ويطمر في الماء بواسطة ثقل لعدة أيام وقد تستغرق هذه المرحلة يوما واحدا كحد ادني وربما أكثر من ذلك . 7 بعد أن يتشبع الخوص بالماء وتصيرانسجتة لينة يكون جاهزا للتشكيل. 8 بعد ذلك يضفر ويختلف عدد الضفائر حسب الشكل المراد عملة في النهاية ثم توضع الضفائر في الماء من جديد لتصبح لينة عند الاستخدام. 9 خياطة المنتج وتبدأ من قاعدة المنتج أو قمته حسب نوع المنتج وتتوالى الخياطة بشكل دائري حلزوني حتى تصل إلى نهايته أو حافته. وتكاد تتشابه طرق تصنيع المنتجات الخوصية سواء من حيث مراحل الإعداد اوطريقة التصنيع نفسها باستثناء بعض الفروق الطفيفة التي تختلف من مكان لأخر حسب طبيعة كل مكان على حين يمثل الكرباح (سباطة البلح)الأساس البنائي لمشغولات الخوص في النوبة . خاالد عبد المجيد : * فنان تشكيلي بالهيئة العامة للإستعلامات * له دراسات متخصصة وكورسات في الحرف النوبية واشغال