الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين..وبعدُ: فقد طلب مني كثير من طلاب العربية وعلم النحو نشر شرح موجز لألفية ابن مالك، فآثرت نشر بعض الفقرات من شرح موجز لشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، سائلاً الله تعالى أن يستفيد الجميع…. وأبدأ بأول منشور على النحو الآتي: (1) الكلام وما يتألف منه : يقول ابن مالك : كلامنا لفظ مفيد كاستقم واسم وفعل ثم حرف الكلم واحده كلمة والقول عم وكلمة بها كلام قد يؤم الكلام المصطلح عليه عند النحاة : (عبارة عن اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها) ، فاللفظ جنس يشمل الكلام والكلمة والكلم ، ويشمل المهمل ك (ديز) والمستعمل ك (عمرو) ، ومفيد أخرج المهمل وفائدة يحسن السكوت عليها أخرج الكلمة وبعض الكلم وهو ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر ولم يحسن السكوت عليه ؛ نحو: إن قام زيد . ولا يتركب الكلام إلا من اسمين ؛ نحو : (زيدٌ قائمٌ) أو من فعل واسم ك(قام زيد) وكقول ابن مالك (استقمْ) فإنَّه كلام مركب من فعل أمر وفاعل مستتر والتقدير: استقم أنت . والكلام في اللغة: اسم لكل ما يتكلم به ؛ مفيدًا كان أو غير مفيد . والكلم : اسم جنس ، واحده كلمة . والكلم :ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر كقولك إن قام زيد . والقول : يعم الجميع والمراد أنه يقع على الكلام أنه قول ويقع أيضا على الكلم والكلمة أنه قول وزعم بعضهم أن الأصل استعماله في المفرد ثم ذكر . والكلمة قد يقصد بها الكلام ؛ كقولهم في (لا إله إلا الله) : كلمة الإخلاص . ومنه قوله (صلى الله عليه وسلم): ( أفضل كلمة قالها شاعر لبيد بن ربيعة : ألا كلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ ) وكل نعيم لا محالة زائلُ . ومنه : قالت العميدة كلمة في حفل استقبال الطالبات وقد يجتمع الكلام والكلم في الصدق ، وقد ينفرد أحدهما ، فمثال اجتماعهما (قد قام زيد) فإنه كلام لإفادته معنى يحسن السكوت عليه ، وكلم لأنه مركب من ثلاث كلمات ومثال انفراد الكلم (إن قام زيد) ومثال انفراد الكلام (زيد قائم).