ألفية.. عصرية

ألفية بن مالك هى متن يضم غالبية قواعد النحو والصرف العربى من منظومة شعرية من بحر «الرجز» كتبها منذ أكثر من ألف عام محمد بن عبد الله بن مالك الطائى الحيانى وعدد أبياتها 1002 بيتًا ويقول مطلعها.
كلامنا لفظ مفيد كاستقم
واسم وفعل ثم حرف الكلم
واحد كلمة والقول عم
وكلمة بها كلام قد يؤم
القصيدة كانت جزءًا أساسيًا من منهج التعليم الأزهرى منذ سنوات طويلة، وترنم بها شكرى سرحان «إمام» فى فيلم «شباب امرأة» 1956 مع التنغيم والتمايل يمنة ويسرة. أى أنها قصيدة لحنها إيقاعى موحد النغمة، وكان إمام قد جاء من الريف ليلحق بطلبة «دار العلوم».
ومنذ نصف قرن كنا نحفظ جدول الضرب ملحنا بنفس طريقة تلحين ألفية بن مالك «ال 2×2 بأربعة.. وال 2× 3 بستة...» وفى مدرسة ابنتى اكتشف مدرس اللغة العربية أن والد إحدى التلميذات ملحن فكان يرسل إليه بالمحفوظات الشعرية المقررة ليلحنها ويحفظها التلاميذ وفى العام الدراسى الجديد عادت فكرة ابن مالك، فقد وافق د. محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم للدكتورة نسرين حلمى والدكتورة ناهد القرشى على تلحين دروس العلوم والدراسات الاجتماعية والنحو والجغرافيا وتقديمها من حجرة الموسيقى بعد أن ينتهى المدرسون المتخصصون من شرحها فى الفصل، التجربة سوف تطبق هذا العام على مدارس فى خمس محافظات هى القاهرة والإسكندرية والشرقية والإسماعيلية وأسيوط.
وتم اختيار هذه المحافظات لأنها تمثل مصر جغرافيًا. لكن التجربة لن يستفيد منها كل طلبة مدارس هذه المحافظات إنما يستفيد 170 مدرسة فقط ومن كل واحدة تطبق على فصل واحد فقط من كل منها من سنة أولى إلى السنة السادسة.
والمشروع من شأنه أن يقرب العلم والعلوم للأطفال وأيضًا هو عودة للكتاب المدرسى الذى سوف يكون مصدرًا لكل المعلومات.
وهذه عينة من الدروس المغناة.
«الحركات الأصلية».. فتحة وكسره وضمه جليه، حركات يا فوق الكلمات أو تكتب أيضًا سفلية، وكذلك تم تلحين الظواهر اللغوية كأسماء الإشارة
«أسماء الإشارة تبنى دوما ما عدا هذا وهذان أسماء الإشارة ترفع بالألف وتجر بالياء»
أما الحروف الأبجدية فمنها حرف «الجيم» وفيها
جدتى يا جدتى إحكى لى عن رحلتى
ذهبت إلى الحديقة ورأيت هناك شجرة
وجملًا يجلس تحتها وجديا يجرى حولها
وفى حب اللغة العربية الفصحى يقول المشروع
هذا.. هذه كتبى.. تشرق فيها... شمس العرب
أهلا أهلا يامدرستى هيا نقرأ أحلى لغة
نكبر معها نحن معها لغة فصحى ما أروعها
وعودة للحروف الأبجدية حيث يتضمن المشروع نشيدًا هو حوار بين تلميذ وزملائه
عن حرف «الخاء» يقول
أين الخبز؟ عند الخباز
خس وخيار؟ عند الخضرى
أين ثيابك فى الخزنة
مما تصنع الخزنة من الخشب يا إخوانى
التحية للدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم لموافقته على هذا المشروع العلمى التربوى الفنى وكان قد أعلن أن المدارس سوف تسعى لاكتشاف المواهب فى كل المجالات، كما أصدر قرارًا بشأن ضوابط وتنظيم العمل بالمدراس الخاصة التى تطبق مناهج ذات طبيعة دولية يلزم هذه المدارس بتأدية النشيد القومى وتحية العلم وذلك قبل أن يعلن العقيد ساطع النعمانى أمنيته بأن يردد ابنه الصغير النشيد القومى فى مدرسته كل صباح.
كانت «ألفية بن مالك» أول قصيدة تعليمية فى تاريخ العرب وقد عادت للمدارس هذا العام ولكن بشكل عصرى.