المشروع المصري الإماراتي للتدريب من أجل التشغيل

القاهرة – جمهورية مصر العربية- 25 مايو 2015: قام وفد من المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في جمهورية مصر العربية، بتنظيم زيارة لمركزين لتدريب وتأهيل الباحثين عن العمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك ضمن برنامج التدريب من أجل التشغيل الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا". وشارك في الجولة عدد من مسئولي "إيتيدا"، كما حضرها أيضا، وفد من الإعلاميين والصحفيين.
وبدأت الجولة بزيارة لأحد مراكز التدريب على أعمال "مراكز الاتصال (كول سنتر) للدعم الفني وخدمة العملاء"، وذلك ضمن برامج التدريب في صناعة التعهيد، ثم انتقل إلى مركز للتدريب في مجال البرمجيات وقواعد البيانات.
وتأتي هذه الدورات التدريبية في إطار بروتوكول لتدريب وتشغيل 10 آلاف من الباحثين عن العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ضمن المشروع المصري الإماراتي للتدريب من أجل التشغيل، الذي يتم تنفيذه في 26 محافظة مصرية، على 4 مراحل، بهدف تدريب وتشغيل 100 ألف باحث عن العمل في مختلف القطاعات وإعدادهم علميا وعمليا لتلبية الاحتياجات الفعلية لسوق العمل المحلية والإقليمية. ويهدف البروتوكول إلى تأهيل المتدربين للعمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقد انطلقت الدورات الفعلية للبروتوكول في أبريل 2015، وتم الانتهاء من تدريب 533 متدربا، تم إلحاق 75 % منهم بوظائف بالشركات المصرية والعالمية العاملة بالقطاع، ومن المتوقع أن تستمر هذه الدورات حتى نهاية أغسطس المقبل.
وخلال الجولة، أشاد المهندس إيهاب مصطفى نائب رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" بمواقف دولة الإمارات -قيادة وشعباً- تجاه مصر وما قدمته من دعم ومساندة للمصريين، خاصة المشاريع التي توفر فرص عمل، وكذلك المشاريع التي تستهدف تدريب وتأهيل الشباب الباحثين عن العمل في شتى القطاعات، ومنها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأضاف: "هذه المواقف تترجم محبة أبناء دولة الإمارات الشقيقة للمصريين والتي تتماشى مع العلاقات الراسخة والقوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والتي أرسى قواعدها حكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله".
وأضاف أن تدريب 10 آلاف من الباحثين عن العمل بقطاع الاتصالات يتماشى مع الرؤية المصرية الطموحة لصناعة تكنولوجيا المعلومات 2020، بهدف الوصول إلى الاقتصاد الرقمي وزيادة الاهتمام بالتنمية البشرية، مشيراً إلى أنه يتم تنفيذ البروتوكول بالتعاون مع شركاء للتدريب والتقييم من شركات عالمية ووطنية وهيئات ومعاهد تابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك شركاء للتوظيف يتمثلون في شركات عالمية ومحلية للاتصالات والتكنولوجيا والتعهيد والقطاع الخاص والغرف التجارية والجمعيات الأهلية وجمعيات المستثمرين، وأنه تم تصميم مجموعة الحزم التدريبية الخاصة بالدورات بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية والوطنية.
من جانبه، أوضح الدكتور المهندس أحمد عابدين المشرف على برامج تنمية الموارد البشرية بهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" أنه منذ انطلاق المبادرة قامت الهيئة بالتعاقد مع 17 من مقدمي الخدمات التدريبية لتدريب نحو 6200 متدرب بشرط قيام الشركات بتشغيل ما لا يقل عن 75% من الباحثين عن العمل.
وأنضم حتى الآن للدورات التدريبية المختلفة في مجالات خدمات تكنولوجيا المعلومات نحو 1285 متدربا تخرج منهم 533 وجاري الآن تدريب باقي العدد، وتدعو الهيئة شركات التدريب للانضمام والتقدم للمبادرة خصوصا وأن الهيئة تسعى من خلال هذه المبادرة لتدريب دفعة أخرى من الباحثين عن العمل تصل لنحو 3800 متدرب في الفترة القادمة.
وتم اختيار هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا" لتنفيذ هذه المبادرة مع الجانب الإماراتي وبالتنسيق مع مركز التدريب الصناعي لما لها من خبرة عريضة في تنفيذ والإشراف في مجالات التدريب وإعداد وإتاحة الكوادر المتخصصة وتوظيفها في الشركات العالمية والمحلية العاملة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث تقوم الهيئة بتنفيذ ودعم العديد من البرامج المخصصة سواء للعاملين بالقطاع أو لطلبة وخريجي الجامعات والتي تستهدف من خلالها رفع كفاءات وقدرات وتأهيل الكوادر المصرية وتقديم منتج بشرى أفضل للعمل في قطاع تكنولوجيا المعلومات وغيره من قطاعات الدولة".
وقد بدأت الجولة بزيارة إلى أحد المراكز التدريبية بمدينة نصر بالقاهرة، حيث تابع المشاركون دورة للتدريب على العمل باللغة الإنجليزية في مراكز الاتصال "الكول سنتر" للدعم الفني وخدمة العملاء، ومقدمة شبكات سيسكو ضمن البرامج التدريبية في صناعة تعهيد نظم الأعمال لتأهيل الباحثين عن العمل في مراكز الاتصال، والذي يستهدف تدريب 1000 باحث عن العمل على برامج اللغات (الإنجليزية والألمانية والفرنسية) وبرامج التجارة الإلكترونية والمبيعات عبر الهاتف وكذلك المهارات الإدارية.
وأوضح محمد طه المدير التنفيذي للمركز أن الدورة الحالية تشمل 36 متدرباً بينهم 14 من الإناث وأنه يتم تدريبهم على دراسة مستويين من اللغة الانجليزية لتقوية اللغة بشكل عام وتنمية قدراتهم على التواصل بها، وكذلك تنمية الطلاقة فى التحدث مع الآخرين، وأضافت المدربة مي محمد أن جميع المتدربين سوف يجتازون الدورة التدريبية الخاصة بخدمة العملاء لتنمية وتطوير مهارات الاتصال مع العميل والتواصل معه، وإكساب المتدربين المهارات الخاصة بلغة مراكز الاتصال وخدمة العملاء، وأنه سيتم تدريبهم أيضا على المصطلحات الخاصة بشبكات سيسكو، بما يسهم في تنمية قدراتهم على العمل فى مجال الدعم الفني بمراكز الاتصال.
وقال كريم صلاح الدين فتحي أحد متدربي الدورة إنه يشعر أن تلك الدورة وضعته على أول طريق لتحقيق حلمه في الالتحاق بوظيفة تتيح له تحقيق نقلة نوعية في حياته وتساعده على تحقيق دخل يسهم في تحسين ظروفه، وتجعله ملمّاً بالمهارات التي تقوده للعمل في مجال كان يتطلع له منذ فترة وهو العمل في مركز للاتصال وخدمة العملاء، وأكد أن القائمين على هذا المشروع التدريبي يحبون مصر ويعملون مخلصين من أجل مستقبل أفضل لها".
وانتقل الوفد بعد ذلك إلى المركز التدريبي الثاني بالقاهرة، وقام المشاركون بتفقد مركز التدريب على برامج أوراكل،
وقال عمرو عبد الحميد المدير التنفيذي للمركز إن الدورة الحالية تشمل 43 باحثاً عن العمل من بين 500 سيخضعون لبرنامج تدريبي متكامل يهدف إلى إكسابهم الخبرات العلمية والعملية لسوق العمل بكبرى الشركات بمصر وخارجها وتأهيلهم للحصول على شهادة معتمدة دولياً من إحدى الشركات العالمية المتخصصة وتؤهل كل المستفيدين للعمل كاستشاريين تطبيقات نظم برمجيات مالية، وأوضح المدرب صلاح أن هذه الوظيفة يكثر الطلب عليها في سوق العمل وأن هذه التطبيقات هي المستخدمة فعلياً في كبرى الشركات والمؤسسات بكافة قطاعات العمل والذي يتم من خلاله "ميكنة" الدورة المالية للمؤسسات وتنسيق الموارد والمعلومات والأنشطة.
في غضون ذلك، أعرب المتدربون عن سعادتهم بما تلقوه من تدريبات وأشادوا بدور الأشقاء في دولة الإمارات في دعم وإتاحة تلك الفرصة لهم. وقالت سارة فخري من المستفيدات من التدريب: " لم أكن أتخيل أن تكون الدورة بهذا المستوى من الجدية، ويكفي أنني اكتسبت مهارات وخبرات تجعلني على ثقة بقدرتي على التقدم لوظيفة في هذا القطاع دون أي خوف من خوض أي اختبار يطلب مني"، ووجهت الشكر إلى جميع القائمين على الدورات خصوصاً من المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر وهيئة "إيتيدا".
وتشمل البرامج التدريبية للباحثين عن العمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إدخال البيانات، والتجارة الإلكترونية، والمبيعات عبر الهاتف، والمهارات الإدارية، وصيانة الكمبيوتر والمحمول، وإدارة وتطوير قواعد البيانات، والبنية التحتية للشبكات وصيانتها، وتأمين المعلومات وتطبيقات المحمول والمواقع الإلكترونية والأنظمة المدمجة، واختبار البرمجيات، ودورات الأندرويد، وتطوير الحوسبة السحابية، والتسويق الإلكتروني، والموارد البشرية وإدارة المشروعات، والتدريب التقني المتخصص في مجالات تكنولوجيا المعلومات.
يشار إلى أن دولة الإمارات قامت بتمويل والإشراف على تنفيذ حزمة من المشاريع الخدمية والتنموية في مجالات حيوية مثل الطاقة والإسكان والرعاية الصحية والأمن الغذائي والتعليم والنقل والاقتصاد والتي يستفيد من خدماتها ما يزيد على عشرة ملايين مواطن مصري وتوفر نحو 900 ألف فرصة عمل، وقد تم تسليم عدد من تلك المشاريع للحكومة المصرية منها أكثر من 50 ألف وحدة سكنية من وحدات الإسكان الاجتماعي ومحطة "شعب الإمارات" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بسيوة.