هدى عبدالله جواد "وأخيرا صار هالبلد طايف وبطلنا 18 طايفة " هي العاصفة زينة التي أتت على لبنان حاملة معها الخيرات ولأنه شعب فريد من نوعه يجبر البسمة على الخروج في أشد المواقف فكل عاصفة تمر على أرضه لها نكتة خاصة والطابع الفكاهي مزين بالعفوية . أما هنا فأظهرت "زينة" وإن كان عن طريق الفكاهة عن مأساة وزهق اللبناني من التمييز الطائفي الموجود على أرضه ويتفاقم يوما بعد يوم على يد من سرق لبنان ووطنية الشعب وراء ستار الوحدة الوطنية والخوف على مصلحة المواطن . من بياض العاصفة التي كست لبنان الى البياض الذي يكسوا قلوب سياسيين هذا البلد هو حلم ويبقى حلم طالما أن الشعب اللبناني يتبع لبياض قلبه وطالما أن أصحاب الكراسي يطمعون به ... الأمل كبير وأكثر من ملموس من أن بعضا من هذا الشعب بدأ يستيقظ من الثبات العميق وبدأ يسعى وراء حرية يحلم بها، فإما أن يعيش بحرية وإما أن تبقى حياته معذبة ومسروقة منه، فلبنان كان محتلا من العديد من الحضارات التي توالت على أرضه، من الفينيقيين ثم المصريين والفرس والإغريق ...هؤلاء من قاموا ببناء تاريخ لبنان وأثاره وصولا الى الأتراك والفرنسيين والسوريين الذين وبهدف إعمار لبنان لم يفعلوا سوى الإحتلال والدمار ولرغبة الشعب بالتحرير أصبح لبنان ظاهريا حرا مستقلا الى أن السياسيين الأعزاء قاموا بفعل الإحتلال عينه سؤال يبقى وسيبقى يطرح نفسه طالما أن الوضع سيبقى على حاله وطالما أنه حكم على كل من يعمل بضمير في هذا البلد أن يعزل أو يقتل لماذا هذا البلد الصغير محط طمع وأنظار كبار الدول ما عدا تجار الكراسي الحاملين للجنسية اللبنانية والفاقدين للوطنية ؟؟ كم وكم من الأناس التي استشهدت وكم وكم من العمالقة الذين توفوا في هذا الوطن، ولا من ضمير من الصحافي عساف أبو رحال الى الاعتداء على مي شدياق الى الكبيرة صباح اكتفوا بتقديم الواجب إما بالحضور وإما عبر الهاتف. ها هي فرنسا اليوم وبالعمل الإرهابي الذي استهدف صحيفة "شارل ايبدو" وذهب ضحيتها اثني عشرة ضحية قامت بإطفاء" برج إيفل "والتحقيق كشف فورا من الفاعل ربما كان الحد الأقصى اربعةوعشرون ساعة لمعرفة المجرمين في بلد يساوي لبنان أضعاف وأضعاف. حسرة على هذا البلد الذي الى الان لم يكشف جريمة واحدة منذ مئات السنين الى اليوم من كمال جنبلاط الى رفيق الحريري و..... حسرة على بلد لا يستطيع اتخاذ اصغر القرارات دون الموافقة الخارجية من رئيس دولة الى محكمة دولية ... حسرة على شعب لايملك الحق في بلده وحسرة على لبنان وإن بقي شيء نتحسر عليه لكن سيبقى البياض يسطع من وراء الرداء الأسود وسيبقى الأمل على أمل.... ولكن الى متى ؟ ثم الى متى؟ وثم الى متى ؟