بقلم د. هبة الأخضر منذ الأمس وبعد الخبر الكارثي لإحتراق باص للأطفال بمحافظه البحيره والذي أضفته إلي قائمه الكوارث القوميه التي تدمي قلوبنا بين الحين والآخر , وأنا أفكر في هذه الكلمه (عفاريت الأسفلت) وهل إنتشرت فقط نتيجه نجاح فيلم سينمائي كان يحمل هذا الإسم أم إنتشرت نتيجه الممارسات اليوميه للسائقين علي الطرق في مصر كلها , وما دفعني أكثر للتفكير في المعني هو بعض الدراسات والإحصاءات التي إثبتت أن مصر من أكثر دول العالم تعرضا لحوادث الطرق وبالتالي إزهاق أرواح المصريين,, وغيرها التي أثبتت أن معظم السائقين علي الطرق المصريه خاصه سائقي الأجره والنقل الثقيل والمتوسط من مدمني المخدرات ولا يتعاملون مع الطريق الا بعد التعاطي !!!! ضف إلي ذلك النسبه التي لا يستهان بها من المسجلين خطر في جرائم متنوعه ,, والسؤال هنا إلي متي تستمر مهزله السائقين علي الطريق المصريه والتعامل مع المواطنين سواء عابري الطرق أو الراكبين معهم أو سائقي السيارات الملاكي مستخدمي الطرق معهم ؟؟؟ وأين رقابه وإشراف الدوله اليومي علي ذلك ؟ وهل هناك تواطؤ بين بعض العناصر الفاسده في وزاره الداخليه تحديدا من أمناء الشرطه وبين هؤلاء من خلال الرشاوي وخلافه لتسهيل الأمور بل والإحتماء أحيانا ؟؟ وما هي علاقه بعض الفسده من وزاره الداخليه ببعض المسجلين خطر وحقيقه إستخدامهم لهم في مقابل الحمايه وإستمرار أعمالهم القذره ؟؟ ليست إتهامات لأحد بل أسئله أطرحها وتبحث عن الإجابه الشافيه الحقيقيه ,, فقد هرمنا وأحترقت قلوبنا من الأخبار المتتاليه لحوادث الطرق وآخرها حادث البحيره أمس ..علي الجانب الآخر من منا لم يري مشاكل الطرق وبعض الكباري وخاصه في الطرق الرئيسيه والسريعه والمحاور المركزيه ؟ ومن منا لم يلاحظ تصميمها وتخطيطها وكوارثها المسماه بالمطبات الصناعيه ؟؟ هذا الملف يحتاج لمعالجه سريعه بقرارات فوريه لأنه من غير المقبول ولا المنطقي إنتظار الكارثه ثم التحرك لمعالجتها فأين الإجراءات الإستباقيه لمنع حدوثها من الأساس ؟؟ هو فشل لابد من الإعتراف به من كافه المسئولين عن هذا الملف ويجب فتح المحاسبه معهم لأنهم بشكل أو بآخر كانوا من المتسببين في إزهاق هذه الأرواح البرئيه وحرق قلوبنا عليهم ..الملاحظه القويه هنا هي أن الجميع لا ينظر إلي نفسه أو يفكر في محاسبتها بل يفكر فقط في كيفيه التخلص من المسئوليه وإلقائها علي غيره , في نوع نادر من إنعدام الأخلاق والضمير والإنسانيه , والسؤال لهم هنا إذا نجحتم في الهروب من حساب الدنيا والقاء التهم علي غيركم فماذا أنتم فاعلون في حساب رب الأرض والسماء المطلع علي الحقائق كلها وماذا أنتم قائلون له عند السؤال ؟؟ هنا ومع هذه النماذج المحسوبه علي البشر لا أجد الا المطالبه بتغليظ العقوبه ومراقبه الدوله تعويضا لإفتقاد الضمير الإنساني ,, إذن نحن أمام مشكلتين واضحتين هما الإهمال وإنعدام الضمير ,, وعدم كفايه أو تفعيل القوانين ,, والنتيجه كوارث يوميه علي الطرق المصريه ,, اللهم ألطف بمصر ممن فسدت قلوبهم وعميت أبصارهم وأصبحوا هما ثقيلا عليها ,,,, للحديث بقيه , د.هبه الأخضر