في البعد الرابع، تتألق الشاعرة اللبنانية صونيا عامر، عبر ارتكاز روايتها على قاعدة جوهرية: هناك دائماً بداية ووسط ونهاية، ويبدو ان "الصدفة" تلعب دورا محوريا في البناء الدرامي لقصة البعد الرابع الشعرية، فالصدفة تتحكم في عقلنا، لتتخطى الراهن نحو المستقبل، الصدفة تجمعنا اللحظة، والصدفة في لحظة تهز تاريخنا، تفكك معالمنا. وكما الصدفة لحظة من العمر نحو الحب، والتعايش مع الآخر، والاستمتاع بلذة العمر، هي الصدفة: لحظة تجلي الكراهية، نقيض الحب. فالصدفة: الصدمة في البعد الرابع، ظهرت مع ماتسميه صونيا عامر: "مطموس المعالم" ذلك المجهول الذي يدفعنا للخيانة، او لظهور الصراع الدنيوي الابدي بين الذات والموضوع، ببين الخير والشر، بين الأنى والآخر، والمجهول المطموس المعالم قد يجد رمزيته بالفشل. هكذا تحولت الصدفة، لتكون عاملا مؤسسا للحب وللفرح في البعد الرابع، لكن المجهول "المطموس" الذي نخافه، انتشر بين الأنا السفلى والأنا العليا ليحول الحب نحو الكراهية. عندها تبدو الفرقة والتباعد، منطقية ومشروعة، وفي لحظة الذروة في البنية الدرامية للقصيدة تتجلى كراهية الآخر، ويتجلى في علاقة جدلية الأمل الذي يسكن عقل الانسان ووعيه نحو البقاء، الأمل الذي يحكم تصرفات الانسان وسلوكه، كما يحكمه عقله ومشاعره وغرائزه، ليأخذه نحو الخيار الرابع، او المستوى الرابع في البناء الدرامي، انه مرة أخرى "الصدفة" التي ننتظرها: صدفة ظهور نواة برعم جديد، أمل جديد، حب جديد: حلو الصفات