لا تحدقي " قانا " في وجه الناي والكمان ولا تحتفي بأنشودة الضمائر المهاجرة كأسراب الريح والغربان نحو سماءٍ جديدة بنتها أيادي الطغيان بل هللّي لدمع نيسان وارقصي على أنغام شقائق النعمان كي تنحني هامات السرو والشربين والسنديان أمام مواكب ترفع على أكتفاها ملائكة سقطت كالزنابق غدراً من ميدان الحياة إرقصي قانا فالرقص ممتع فوق الجراح يهدي الموت حكمة ووقار والشهداء سبعة الإنتصار ويهب أحلام الأعداء والعدوان مقابراً من جحيم لا تفتح أبوابها للنسيان إرقصي .. تمختري على ضفاف الريحان غني أوجاعكِ للسماء بفخامة دموع الأمهات وفظاعة فجوع الأحزان زلزلري الأرض تحت أقدامكِ من الظلم والظلام والطغيان وانفجري كالبركان كالغضب الثائر في عيون نيسان تفيائي ظلال السكون واتكئي ذكريات الشجون بإيمان أمنا العذراء مريم بقيامة ابنها يسوع بمعجزة الماء في عرسكِ وضحكة الخمر في الدنانِ ألا .. لوحي فخراً بوشاح الشهداء الأبرار وزغردي أكثر لتسمعكِ كل أبواب العدو فتتحطم نوافذهم الجبانة فجيعةِ وخذلاناً وتصدح مآذن القدس فرحاً وأجراس الكنائسِ و الجيرانِ بسرّ عظيم في يوم القيامة المجيدة يدوّن أسطورة مجد للتاريخ عن كرامة وطن وإيمان شعب تعهد مقاومة الموت بالحياةً ......... في حب الأرض فلورا قازان إن كنت غائب عن الإيمان فأنت ميتٌ حتى الآن أشكرك ربي وإلهي لأن بموتك وهبتنا الحياة مساؤكم نور ونعم السماء