هذا الوطن مثله مثل اى كيان له رأس فلابد ان تقوم رأس الدولة ونحن الآن فى مأزق غير عادى الثورة المصرية تريد ان تصحح مسارها ، جاء ذلك خلال لقاء جمهور معرض الاسكندرية للكتاب، الذى تقيمه هيئة الكتاب برئاسة د.أحمد مجاهد على مسرح عبد الوهاب فى الفترة من 23 فبراير حتى 6 مارس ، بالسياسى ابو العز الحريرى وقد دار اللقاء حول الثورة من الهدم إلى البناء وأدارته د.سهير المصادفة وقالت : ابو العز الحريرى يمثل علامة من علامات السلام عندما يشير الى خطأ ما فى الطريق السياسى منذ عهد مبارك وهو صفحة مشرفة فى عمر الوطن ، ورأينا ان الثورة كانت مدهشة الى العالم ونريد ان نبنى مصر الغنية المعطلة منذ عهد بعيد ، واضافت : من حق الشباب الان ان يكونوا فى المشهد السياسى وهم الذين ضحوا بارواحهم ودمائهم وهل هم موجودون حقا فى المشهد السياسى الان . وتساءلت المصادفة كيف يساهم 60 % من جسم هذا الوطن فى بناء هذا الوطن ؟ وقال ابو العز الحريرى : مصر تمر بلحظة فارقة هى تحرير العقل المصرى والعربى بشكل عام مما لحق به من تشويش وظلام وكان اخره الاستغلال الدينى وارتكاب الجرائم باسم الدين ، والثورة المصرية فى تجلياتها بدأت منذ عهد محمد على منذ تجنيد المصريين وتكوينهم للجيش المصرى ، وفكرة التصنيع واصبح هناك اعداد متزايدة من المصريين ارتبطوا بالوطن واستشعر المصرى انه فى وطنه وليس فى عهد المماليك ، وبعد الحرب العالمية الاولى انتفض المصريون لاستقلال الوطن ثم اول دستور مصرى والانتكاس بالدستور وعمل دستور مضاد ، وتكونت اللجنة الوطنية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وحدث ارتباط بين الجيش المصرى والحرك الوطنية . وكل ذلك يوضح أن الثورة المصرية امتدت حلقاتها لزمن بعيد ولم تقم فى 25 يناير . تكليف عبد الناصر وسيأتى تكليف مشابه له لكن اخشى ان يستعيد نظام مبارك. و فى 77 الجمصى رفض ان ينزل الجيش الا بعد ان رفع السادات الاسعار .ونجد هنا الفكر الشعبى متشابه فى جميع العهود . ونحن منذ عهد السادات فنحن فى حالة مقاومة وليست معارضة لان المعارضة تفترض وجود الديمقراطية وتلك المقاومة التى استمرت اكثر من اربعين سنة كان يجب ان تتجلى قفى ثورة يناير . اهم سمات الطبقة الوسطى بعد 23 يوليو انها ذات طابع وطنى . الثورة تقوم لكى تهدم ما هو فاسد وتبنى ماهو جديد او لا تهدم الفساد كما حدث معنا على مر ثلاث سنوات لم يتغير شئ واتخوف من اعادة نظام مبارك وهنا يتورط الجيش ، فالتغيير القادم محفوف بالخطر ما لم نسرع بالتخلص من الفساد واعادة بناء الوطن وحل المشكلات ولذلك فالثورة لم تبدأ مفعولها الحقيقى وما زالت معطلة ويجب ان يتلازم الهدم مع البناء . وعن الاضرابات الفئوية قال الحريرى انها شرار الثورة عندما تتجمع تلك الاضرابات ، مجموع كبار الموظفين يحصلون على 42 مليار فى السنة وتمثل 4 اضعاف مرتبات صغار الموظفين وهنا يتساءل الحريرى هل هذا لا يكفى لتطبيق الحد الادنى والحد الاقصى ؟، والحكم ان تلم بكل الخطوط وترسم الطريق جيدا والامر الان متروك على الجيش المصرى اما ان تنتهج مسار ثورة يوليو 1952 اما سيتورط . وقال عادل ربيعة : الشباب صنع الكثير وقدم العديد من المشروعات ولم يتم تفعيلهم ووضعوا بالادراج كما كان فى السابق ، ولدينا مشروعات عديدة مثل "اطفال الشوارع "، والثانى "تحويل مراكز الشباب من مستهلكة الى منتجة" ، وهناك مشاريع زراعية وغيرها ..وكل هذا يؤدى لاحباط الشباب ويمكن ان يتحول من طاقة بناءة الى طاقة هدامة. وعقب ابو الحريرى : هل العصر الذى ننتمى اليه يتحمل هذا الاسلوب هل الصين تستخدم هذا الاسلوب فان لم يوجد لهذا الوطن عقل جماعى يقوده بمعنى الحكم والسلطة فلن تستقيم الامور وسيصبح الجهد فردى ومبادرات من الشباب والشباب يمكن ان يكون وقود الثورة ولكن ليس عقل الثورة واشكالي مصر الان ان المتحكمين فيها ليسوا على مستوى الادراك ولا المسئولية ، ولابد ان نقر ان هذا الوطن مثله مثل اى كيان له رأس فلابد ان تقوم رأس الدولة ، لدينا وقائع محددة وثابتة لا تقبل الجدل وانا لست من انصار الاراء فى السياسة ، ونحن الان فى مأزق غير عادى الثورة المصرية تريد ان تصحح مسارها . واهم لحظة للثورة هى تلك اللحظة التى نحن فيها سنتخلص من الارهاب ولكن هل سنهدم ركام مبارك ونصحح المسار ام لا. ويجب علاج كل المشكلات فى وقت واحد فهو بناء متكامل . ودارت المداخلات حول اعادة توزيع الثروات ، وكتابة خارطة الطريق وتوزيعها على الاعلام والاحزاب مع وضع مدة زمنية لتحقيقها ، واستغلال طاقات الشباب.