قال أبو العز الحريرى، القيادى اليسارى، والمرشح الرئاسي السابق، إنه يخشى من عودة نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة 25 يناير 2011 إلى صدارة المشهد مجددًا. وأضاف الحريري خلال ندوة بعنوان "الثورة من الهدم إلى البناء" مساء اليوم، على هامش معرض الإسكندرية للكتاب بمسرح عبد الوهاب "الثورة تقوم لكي تهدم ما هو فاسد وتبنى ما هو جديد أو لا تهدم الفساد كما حدث معنا على مر ثلاث سنوات لم يتغير شيء وأتخوف من إعادة نظام مبارك". وحذر من أن هذا السيناريو سيؤدي إلى "تورط الجيش، فالتغيير القادم محفوف بالخطر ما لم نسرع بالتخلص من الفساد وإعادة بناء الوطن وحل المشكلات، ولذلك فالثورة لم يبدأ مفعولها الحقيقي وما زالت معطلة ويجب أن يتلازم الهدم مع البناء". ورأى أن الإضرابات الفئوية التي تشهدها البلاد تمثل "شرارة الثورة"، واصفًا الوضع الراهن في مصر بأنه "مأزق غير عادى، فالثورة المصرية تريد أن تصحح مسارها". وأضاف الحريرى: "مصر تمر بلحظة فارقة هى تحرير العقل المصرى والعربى بشكل عام مما لحق به من تشويش وظلام، وكان آخره الاستغلال الدينى وارتكاب الجرائم باسم الدين". وأكد أن الثورة المصرية فى تجلياتها بدأت منذ تجنيد المصريين وتكوينهم للجيش المصرى فى عهد محمد علي، وفكرة التصنيع وأصبح هناك أعداد متزايدة من المصريين ارتبطوا بالوطن، واستشعر المصرى أنه فى وطنه وليس فى عهد المماليك". وتابع: "بعد الحرب العالمية الأولى انتفض المصريون لاستقلال الوطن ثم أول دستور مصرى والانتكاس بالدستور وعمل دستور مضاد، وتكونت اللجنة الوطنية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وحدث ارتباط بين الجيش المصرى والحركة الوطنية، وكل ذلك يوضح أن الثورة المصرية امتدت حلقاتها لزمن بعيد ولم تقم فى 25 يناير". وأشار الحريري إلى أن "تكليف الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر جاء من الشعب المصري وسيأتى تكليف مشابه له لكن أخشى أن يعود نظام مبارك مرة أخري، فنحن منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات فى حالة مقاومة وليست معارضة لأن المعارضة تفترض وجود الديمقراطية، وتلك المقاومة التى استمرت أكثر من أربعين سنة كان يجب أن تتجلى فى ثورة يناير".