كوردةٍ بين الحقول تنثرُ عطرَها كنحلةٍ بين الورود تمتصّ الرحيق ركضَتْ بياضُ الثلج حافيةَ القدمين فتشوّشَ الفكر وصاح سندريلا! تقولُ متعبٌ فأتعب، تشعر بتحسُّنٍ فأتحسّن أحبّ العاصفة، حين تنثُر ريحها العاتية، الورد والياسمين، لكَ في العشق طعمٌ، ليس كالّذي طرِبتْ له الأذهان، بريق سحرٍ زادهُ الشوق واللهفة أشكالاً من الحبّ، ألوانا ترسمُ الكلماتِ بحبّات اللؤلؤ باهيةً، بتيه الغنَج عنوانا، لصفاء قلبٍ ملؤه العطاء والصُّفح والغفران. بين قهوتِكَ المرّة وقهوتي المرّة وبين قهوتهم الحلوة نخبّئ سرّ السكّر لقد استغرقتْني رحلةُ البحث عنك مئةَ عامٍ وعام، تسألني لعبة البحث من جديد! بيني وبينك وبيننا وبين الضوء متسرّبا من بين أصابعنا مُسرعا كلمح البصر، لقاؤنا اليومَ مختلف، فأنا على عجَلٍ وأنتَ على عجَل ودولابُ الحياةِ أسرعُ من كِلينا، لا بلْ لا ينتظر اليومَ، حين انتظرتُكَ على المُفترق، كان شعوري مختلفا عن يومَ قرّرتُ فيه ألّا أنتظرَ، اليومَ كان مذاقُ القهوةِ مختلفا، حين ارتشفتُه على عجَل فأمامي سكّةُ سفرٍ، هناك قطارٌ وهناك محطّاتٌ كثُر، تسألُني ماذا تعني لكِ الأشياءُ، ماذا أساوي أنا لديكِ، وماذا لحياتي ولمماتي من فَرقٍ عندك؟ وأجيبُك أنتَ حياتي، ومماتي، وأنّك كلّ ما عندي، لا أريدُ أحدا سواك ولا أفكّر بشيءٍ غيرِ أشيائكَ، لا بل أشيائنا الصغيرةِ وتفاصيلِنا الصغيرةِ ودنيانا وحدَنا أنتَ وأنا. لقد قفزتْ روحي قابَ قوسينِ وباع وقفز قلبي من أوّل الدائرة إلى مركز النقاط في البيكار، لمجرّد رؤيتي لنقطةٍ سوداءَ قد تلوحُ بالأفقِ البعيدِ أمِ القريبِ أمِ الوسَط، عادتْ روحي إلى مركز الانطلاق وعاد قلبي من مرحلةِ الوسطِ لمرحلةِ البدء، مرحلةِ البعثِ الأولى لمجرّد رؤية روحِكَ بالأفُق القريبِ أمِ البعيدِ أمِ الأفُق الوسَط، يا روحيَ القريبةَ والبعيدةَ والوسَط، ويا قلبيَ المبعوثَ من قبلٍ إلى بَعد، ومن آخرِ البعثِ لأوّلِه أمْ لوسَطِهِ أمْ حتّى لأصلِ البعثِ، أمْ لأوّلِ دائرةِ البيكارِ بنقاطِه السودِ راسمةً الدائرةَ المقفلةَ على روحَينا مزيجا من آخِرٍ وأوّلٍ ومنتهى ومن ثمّ بدءٍ ثمّ بدءٍ ثمّ بدء قهوة لكن تركي (قصيدة 1) من ضجَري قرأتُ فنجاني طرُقٌ طرُقٌ ونوافذُ مفتوحةٌ غيرُ المُقفلةِ وعيونُ الحسَدِ في أرضِ البيت، في جوانبِ الفنجانِ على حوافِّ الفنجانِ فيضٌ من قهوةٍ فيضٌ من فكرٍ مشغولٍ وفيضٌ من وقتٍ مقتولٍ أشكو ضيقَ الوقتِ أنا أشكو اتّساعَ الأفُق للحُلمِ الجميلِ وأشكو فنجاني لمْ أرتوِ فلونُ البنِّ باهتٌ لا هالٌ فيهِ لا قهوةٌ طلبتُ فنجانا آخرَ وطلبتُ النادلَ لأعلّمَهُ إتقانَ صُنعِ التُّركيِّ المضبوطِ