إن الإخوان المسلمين عندما قاموا بالاعتصام في رابعة العدوية لرفضهم عزل الدكتور مرسي كان ذلك بهدف إيجاد حالة من عدم الاستقرار بمصر وبالتالي كانوا دائما يقوموا بافتعال الأزمات على سبيل المثال، ما حدث عند الحرس الجمهوري وفي نفس الوقت كان هناك إصرار من جانبهم على التعنت والإصرار على عدم الحوار من أجل التوصل إلى حلول سياسية يرضى عنها جميع الأطراف وذلك لأنهم جماعة ليس لها مستقبل وكانت محرومة بالأمس من ممارسة النشاط السياسي وكان يُطلق عليها الجماعة المحظورة. لم يكن لهذه الجماعة التي مارست السياسة من خلال حزب الحرية والعدالة ووصلت إلى سُدة الحكم بعد إجراء أول انتخابات رئاسية بعد ثورة 25 يناير أن تتخلى عن الحكم بسهولة خاصة أنها فشلت وبجدارة في توفير البيئة الديمقراطية والمناخ القانوني للعمل السياسي خاصة الدستور المعيب الذي أثار جدلا كبيرا حينها هذا بالإضافة إلى الجنوح للعنف وتحقيق المآرب السياسية ولم يكن هذا العنف وليد اللحظة لكنه كان وسيلة تهديد من أول يوم قررت فيه الجماعة أن تدخل في سباق الرئاسة حيث كان دائما هناك حديث عن حرق مصر في حال خسارة الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية وظل هذا التهديد قائما حتى بعد وصولهم الحكم لأنه لم يكن هناك احتراما للعبة السياسية بأي شكل من الأشكال. إلى أن تم عزل الدكتور محمد مرسي وبالتالي عادت نغمة التهديد والوعيد والتكفير واستباحة الدم وذلك كان من خلال الخطب الرنانة التي كانت تُلقي من منصة رابعة العدوية ولم يتم الاكتفاء بذلك بل قاموا بالسب والتحريض على الشعب والجيش المصري وهذا ما كان يذاع من خلال وسائل الإعلام التي كانت تعمل معهم وأشهرها قناة الجزيرة وتصورهم للمجتمع الدولي على أنهم الضحية عن طريق تزييف الحقائق، بالطبع لا يمكن لجزيرة ترعاها قناة تدعى الجزيرة أيضا أن تقرر إعلان الحرب على المحيط المصري وتتوقع أن تنتصر في هذه الحرب الدنيئة التي شنتها. وهذا كان في نفس الوقت الذي كانت تتم فيه عمليات إرهابية ممنهجة في سيناء ضد الجيش والمؤسسات الشرطية بهدف إضعاف الجيش والشرطة وإيجاد حالة من عدم الاستقرار خاصة وأن أثناء فترة حكم الدكتور محمد مرسي قام بالإفراج عن الكثير من الإرهابيين وبالتالي هم من يتم استخدامهم كوسيلة للضغط وما أكد ذلك تصريحات الدكتور البلتاجي الذي صرح أن "ما يحدث في سيناء ردا على عزل مرسي سيتوقف لحظة رجوعه" مما يدل على أن أكبر عدو لهذه الجماعات هو الجيش المصري وليس إسرائيل كما كانوا يدّعون "على القدس رايحيين شهداء بالملايين". استمر اعتصامي رابعة العدوية والنهضة قرابة 46 يوما وكان كلا الاعتصامين أشبه بكابوس مزعج على سكان هذه المناطق الأصليين والمناطق المحيطة بهم لما كانوا يقوموا به من قطع طرق والخروج في مسيرات والقيام بأعمال شغب والاستيلاء على المدارس المحيطة بالمنطقة وتحويل مسجد رابعة إلى ساحة للاعتصام والتعدي على حديقة الأورمان وإلحاق الخسائر بها، لذا كان لابد أن يتم التعامل مع مثل هذه الاعتصامات التي كانت وقرا للإرهاب وأخذت تتوغل في المنطقة بشكل كبير وتزحف نحو المناطق الأخرى. إن فض الاعتصام فى النهضة ورابعة العدوية كان بشكل سلمى، لأن قوات الأمن قامت باستخدام قنابل مسيلة للدموع أما ردة فعل الإخوان كانت أعنف بكثير من الفعل نفسه، حيث كان يوجد مجرمين حامليين للسلاح وكان لابد لمؤسسات الدولة الأمنية أن تتعامل معهم فقد استخدموا جميع أنواع الأسلحة حتى الثقيلة منها لذا كان من الصعب فض الاعتصام بلباقة لكنهم التزموا بأقصى درجات ضبط النفس في مواجهة هذه المجموعة التي لجأت للعنف بينما أخذت تناشد السلميين منهم بالخروج وبالفعل خرجوا بشكل آمن. للأسف قيادة هذه الجماعة هم من اختاروا سيناريو الصدام مع الدولة بتسليح الاعتصام وبرفض الخروج السلمي وبرفض قبول الأمر الواقع الذي فرضه إرادة المصريين أجمعين كما رفضوا أيضا الانخراط في المجتمع من جديد والمشاركة في الحياة السياسية مرة أخرى خاصة وأنه سيتم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أصرت هذه الجماعة على اللجوء للعنف تحت مسمى الجهاد ووقت الجد اختبئت القيادات وراء النساء والأطفال ودفعوا بمؤيديهم ممن أقنعوهم بأن هذا يعتبر جهادا في سبيل الله وسلحوهم ليكونوا في مواجهه مع الجيش والشرطة المصرية متمنيين أكبر قدر من الخسائر في الأرواح لإثارة الرأي العام الدولي وفتح باب التدخلات الخارجية في شأن مصر. ولم يتم الاكتفاء بذلك بل قاموا بنشر وباء العنف بدون مراعاة أي أداب دينية أو حتى إنسانية وذلك بحرقهم للكنائس والمساجد وسعيهم وراء مهاجمة بعض مؤسسات الدولة الهامة والمؤسسات الشرطية وقتل الضباط والتمثيل بجثثثهم وحرق الممتلكات الخاصة والسيارات حتى يتسبب ذلك في حدوث توتر بالدولة فهؤلاء لا يريدوا الخير لمصر كما كانوا يتشدقون بشعار "نحمل الخير لمصر" في الواقع أنهم أتوا بالخراب لمصر. لم يكن من المعقول أبدا أن تنوي جزيرة أن تشن الحرب على المحيط لمجرد أن سكان هذه الجزيرة يريدون أن يحكموا هذا المحيط رغما عن أنف الجميع وبالتالي أخذوا يصنعون الإرهاب ويستخدمون العنف لكسب تعاطف العالم وتصوير أنفسهم أنهم "مجني عليهم" وذلك من أجل تحقيق أهدافهم السياسية.