رغم أن الشخير فى العصور البائدة .. كان وسيله من وسائل الإنسان لإبعاد الحيوانات المفترسات عنه وهو نائم .. إلا انه فى عصورنا ألحديثه .. أصبح من العادات القميئة .. لذا كلحن مزعج بدا غطيط سالم أبو العجل .. فبعد أن أدى سالم صلاة ألجمعه .. دخل مخدعه للقيلولة المعتادة .. وسالم أبو العجل - وهذا لقبه - طيب القلب على سجاياه .. يخرج الكلام بلا تحفظ مما يجعل أهل القرية يتندرون بكلامه.. ويتضاحكون .. راحت حميدة ابنته الكبرى .. تدق عليه باب غرفته من الخارج بشده.. دون أن تجرؤا على الدخول لتوقظه.. فمن عاداته أيضا عند نومه ألا يوقظه احد.. حتى يصحو فزعا ضاربا من يوقظه مهما كان حتى يهدئ تماما لذلك كان أولاد الحلال .. يزقون عليه من يجهل فيه تلك العادة.. وهو نائم بالغيط ..ليضحكوا .. وكان من تلك المرات .. أنهم جعلوا العمدة يوقظه ذات مره.. وكاد يحدث ما لا يحمد عقباه .. وبما أن الأمر مهم.. ما جازفت حميدة لتقطع وصلت شخيره اللحني.. فقد كانت الجاموسة ممدده أمام الطواله فى الحوش .. لا تحرك ساكنا .. وحميدة غير معتادة على دخول الحوش فى مثل هذا الوقت .. ولكن ساقها القدر .. لان قناوي ابن أبو العتر الدكر .. ألقى لها ورقه ملتهبة بمشاعر حبه المتاججه .. فدخلت الحوش خلسة من الجميع لتقرءا منفردة ما سكبه قلب قناوي من حب لها ..ولما لا .. حميدة كالفلقة القمر.. محط أنظار شباب البلد .. حتى أن كبار السن من الشيوخ يتحسرون على شبابهم الذى ولى .. عندما تمر حميدة من أمامهم.. مما دفع احدهم ذات يوم لطلب يدها.. وأصبح من يومها مدعاة لسخرية أهالي البلد.. وأطلقوا عليه الشيخ أبو حميدة.. حتى أن خضر أبو العمدة .. حدث أباه فى أمر زواجه منها .. ولكن العمدة نهره وهو يتذكر ضربا سالما له عندما أيقظه. :- مابقاش غير العبيط ده .. اللي عايزنى أحط ايدى فى أيده يا سى خضر رغم أن حميدة حلم للقلوب كبيرة السن والصغيرة.. إلا أن حلم قلبها ألواد قناوي ابن أبو العتر الدكر .. فقد استطاع وحده أن يجعل قلبها ذاك المهر الجامح.. أن يرق ويلين له .. ويدق كلما مر من أمام منزلها متنحنحا .. وهى تجلس بجوار أمها لتتعلم وهى بنت المدارس طريقه خض ألقربه العتيقة .. :- بصراحه يابا سالم ألجاموسه تعبانه قوى .. وان حيت للحق بيعها أحسن تموت حداك.. اقله تستفيد بتمنها أحسن هكذا تحدث ألواد ابن عبد الظاهر تمرجي الوحدة البيطرية .. وهو ينزع الحقنة من كفل الجاموسة.. وسالم يقدر كلام ألواد ابن عبد الظاهر.. خاصة وهو وشاطر فى ضرب الحقن للبهايم والبني ادمين كمان .. فسخلان الحاج عبد القوى التي كانت تحتاج الى فنطاس محلول جفاف .. أصبحت بحقنه منه فشر الكلب هول . والواد محرس بن بخيت النشاشقى .. لولا حقنه.. كانت ألحمه قصفت اجله.. ولو علم أن بالجاموسة خير.. ماكان قال له ما قال .. لذا عزم سالم على بيع الجاموسة فى سوق السبت . :- وهتبيعا ليه بقى ياحاج انطلق سالم بالاجابه .. كأنه قد أعدها من قبل ويحفظها عن ظهر قلب. :- عيانه .. وخفت تموت حداي .. قلت أبيعها .. استفيد بتمنها أحسن يقطع المشترى فور سماعه ذلك .. دورانه المتفرس حول الجاموسة .. ويفر كمن ينفلت من بين أنياب ذئب .. هنالك قرب صلاة العصر انفض السوق .. فما كان من سالم سوى أن يجر جاموسته من رسنها عائدا بها الى بيته حزينا .. على باب الدار داهشه .. استقبلته زوجته مستفسرة .. فقص ما كان معه بالسوق .. فزفرت قائله . :- والله لو قاعدت سنه بحالها على كدة فى السوق .. مش هتبيعها . تنهد سالما وهو يمرر كف يده على رقبة الجاموسة.. التي أشاحت برأسها بعيده عنه. :- وليه بقى يا أم العريف بغيظ حانق أخذت حبلا الرسن من يده :- اللي يبيع حاجه الزمن ده .. ما يقولشى على عيبها .. والمفروض تحلى البعه .. يعنى كنت تقول للمشترى منك.. حنكها طايب .. فيها بق لبن .. وعشر خمسه .. ولولا العذر مش هتفرط فيها . وبالفعل لم يستغرق بيع الجاموسة أكثر من نصف ساعة.. وبمبلغ لم يحلم به بعد أن رددا بالحرف كلام زوجته.. وبعد صلاة المغرب فى ذلك اليوم السعيد .. كان .. سالم يحتفي بضيوفه فى المندوه .. فقد جاء قناوي وأبوه وعمه لطلب يد حميدة .. وبعد ما احتسى العتر الشاي .. راح يمدح فى ابنه قناوي .. طالبا يد حميدة له .. ضاحكا وهو يميل الى الخلف ناظرا من طرف عينه لابنه قناوي .. الذي بدا عليه الاضطراب والخجل.. فاركا كفيه بقلق .. فى اللحظة التي وضع فيها عمه كوب الشاي فى الصينية .. بعدما انتهى من رشفه .. تنحنح عتر لدكر . :- وعلى كده يا سالم .. بتك بتعرف تعجن و تخبز عوج سالم أبو العجل الطاقية اللبدان ليدارى حاجبه الأيسر متعجبا .. بعدما ناي بجانبه بعيدا عن العتر .. ماصا بقوة بوصة الجوزه أم برطمان قزاز .. لتصدر كركرة عظيمه .. يرفع بعدها سالم رأسه الى أعلى .. ليخرج الدخان من جيبي انفه .. كاوبور سكه حديد قديم .. تنحنحا وهو يبدل الجوزه من يد ليد متفاخرا . :- آمال يا أبو قناوي .. دى مش بتعجن وتخبز بس .. لأ .. دى كمان حنكها طايب .. وفيها بق لبن .. وعشر خمسه كمان.