كيف ابدأ رسالتي إلى دمشق الحبيبة ...دمشق الحب ..دمشق التاريخ ...دمشق الفرح ....دمشق النصر على مرّ العصور دمشق التاريخ ..دمشق العلم ..دمشق الحضارة ...انهار من الحزن تجرفني ..تدفعني ...وتلغي ما تبقى من الفرح ... من يحمل رسالتي إليها ، وقد علا وجهها الحزن وتقطعت أوصالها ، من يحمل رسالتي إليها وقد صار الدم عنوانا لها .... من يحمل إليه ا البريد وقد طار الحمام عن مآذنها ... ما للعواصم العربية ، قد أصابها الألم ..ونزفت دماؤها ، وقتلت أطفالها ، ورملّت نساءها ، هل للحزن من نهاية .... هل للألم من شفاء .... هل للصراخ من توقف .... هل للفجر من بزوغ .... دمشق تغسل وجهها بمياه بردى فآلامها أصبحت لا تُطاق ودمها غسل شوارعها الجميلة ، وقاسيون أصابه الحزن من النظر إليها ... كيف ابدأُ رسالتي إلى دمشق الحبيبة ...وقد خلت شوارعها وأزقتها القديمة من الفرح والسرور ...وغابت ابتسامتها ...فليس على وجهها إلا الحبور ... هي دمشق تشتاق لها النفسُ كلما غابت عنها ، كلما مرت نسمة حلوة ..قلنا هي الشام ...كلما تلمظت أفواهنا من أكلة طيبة قلنا هي الشام ، كلما غرد طيرٌ وطربنا قلنا هي الشام ...كلما ارتدينا ثوبا جميلا ..قلنا هي الشام .. هي دمشق تشتاق لها النفس كلما رحلت عنها ...تشتاق لسوقها القديم ، وحماماتها ، ومسجدها الأموي الذي ما زالت خيول النصر والعزة تصهل في جنباته كلما عادت من فتح أو نصر جديد تشتاق لمرجتها ، وقد انتصبت مشانق العز والنصر فيها تدحر ... الفرنسيين... الغاصبين ..المستعمرين... وتسطر أساطير الخلود ...والنصر المبين .. من أيّ أبوابك..يا سيدة المدن العربية ندخل إليك...من توماء ...من باب الجابية ...باب كيسان...باب السلام ...أم من باب الفرج ندعو الله أن يكون فرجاً قريبا ...على اهلك وناسك ... أحياء دمشق وشوارعها تمد يديها ..وتدعو بالرحمة والفرج ... حي الميدان ..القنوات...العمارة ...الشاغور...ترفع الأكف وتحي الصلوات ...وتحفر يداها القبور لدفن الابتسام والضحكات ..فما عاد في دمشق ما يحمل المرء على الابتسام ، هو الموت قد فرد أجنحته وجلل المدينة بالسواد ، لك الله يا دمشق الحبيبة العزيزة ، لك الله .....لك الله