الميزان هل نقيم الوزن بالقسط ؟ هل نزن الناس بميزان واحد ؟ هل اذا سرق الكبير أقمنا عليه الحد ؟ ألم نقرأ جميعا صرخة مدوية من محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم والله ( لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ) . نحن رسمنا العدالة معصوبة العينين تمسك بيدها ميزان العدل والحق لا تري من يقف أمام قاضيها ولا يهمها أن تعرف ابن من و لا ما هي صنعته لا تفرق بين سيد ومسود أو بين حاكم ومحكوم لا تكبل واحدا بالأغلال و تترك الأخر يرفل في ثياب عز مغصوب أخذه بغير حق وغرور سلطة كلفه بها شعبه و نزعها منه نزعا لخيانتة الأمانة و قد صبر عليه صبر سيدنا أيوب عليه السلام علي ابتلاءاته . وفي التربية وهي دائما محور حديثنا نعلم أبناءنا الميزان والتوازن تلميحا وتصريحا فالمعادلة الرياضية في أبسط معانيها طرفاها كأنها كفتيي ميزان و لحل أية معادلة يجب أن تحافظ على توازن طرفيها بمعنى أنك إذا ضربت أحد طرفيها في عدد يجب أن تضرب طرفها الأخر في نفس العدد. وإلا إختل ميزان المعادلة وحصلت على جواب خاطئ كذلك الفيزياء والكيمياء والاقتصاد لها معادلاتها ففي الكيمياء التجربة الكيمائية لا تنجح ألا إذا كانت الأحماض والعناصر المستخدمة موزونة بقدر . كذلك فى الاقتصاد هناك الميزانية وهى عملية موازنة بين الدخل والمنصرف . و أنظر معي إلى معصية أدم لربه نسى فتاب عليه إنه لم يتعد على ميزان السماء انه نسي ولكن معصية إبليس عصى ربه أبى وأستكبر ووضع لنفسه ميزان يزن به نفسه فهو خير من الإنسان لأنه من نار والإنسان من طين فلم يسجد لأدم عندئذ طرد من رحمه ربه التي وسعت كل شئ وخرج من الجنة ملعونا من ملائكة السماء و الأرض . ومسك الختام قول الحق (السماء رفعها ووضع الميزان) سورة الرحمن . [email protected]