كانَ قطار العمر مسرعاً مسرعاً جدا لم أعلم أنه سيسرقُ أمِّي مني ، وكم اجتهدتُ أن أسمِّرهُ هناك أمام باب منزلي الجبلي طويلا ، حيث كانت السماءُ سماءً أخرى والهموم الكبيرة تذوبُ ككراتِ ثلج أمام وهج الشمس آن أمِّي تزورني و نبعُ الحبُّ يتدفقُ بين يديها . صبراً ياقلب ، غداًسأمرُّ على أول صنوبرةٍ كانت تحتفي بأمِّي حين تتنسم عطر جمالها من بعيد ، و أسألها هل أخبرتها أنها ستزورني قريباً ، وهل حدثتها عن عصافيرها الصغارٍ ، وأغاني الحصاد وغداً سأرسلُ خابيةَ شوقٍ وعقدَ حنينٍ لعينيها السماويتين ، و أنتظرها عند أول منعطفٍ لدارتنا الكبيرة فلا شكَ أنَّها ستمرُّ ، وتكحلُ وجنتيَّ بالقبل و تزين جبيني بالغار أمِّي رفقاً بقلبي الحزين ، مرِّي بحقولي ، إنَّ مراكب الأمان ابتعدت عن شطآني مذ غادرتِ إلى الأخدار السماوية . ——— مرام عطية