كان المؤرخ المصري الكبير محمد شفيق غربال ، صاحب مدرسة بحثية متميزة في التفسير التاريخي للأحداث بصورة علمية دون التقيد بسرد الوقائع التاريخية بحسب الترتيب الزمني أو تدوين الأحداث يوما بيوم مما جعل كتاباته من أهم مصادر البحث التاريخي لحقبة التاريخ الحديث والمعاصر . عاش محمد شفيق غربال 67 سنة منذ مولده بالإسكندرية عام 1894 وحتى رحيله في أكتوبر من عام 1961 ، وما بين مولده ورحيله عاش شفيق غربال حياة حافلة في محراب التاريخ منذ حصوله على دبلوم مدرسة المعلمين العليا عام 1915 وسفره ضمن بعثة لجامعة ليفربول للتخصص في الدراسات التاريخية والحصول علي درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف عام 1919 قبل أن ينتقل إلى جامعة لندن عام1922 ويحصل على درجة الماجستير عن المسألة المصرية ومحمد علي علي يد عالم التاريخ الإنجليزي الشهير أرنولد توينبي ،ثم تم اختياره للتدريس في مدرسة المعلمين قبل أن يبدأ مشواره في الجامعة المصرية ليصبح عميدا لكلية الآداب مع بداية الثلاثينيات من القرن العشرين وأنهى حياته العملية وكيلا لوزارة المعارف عام 1954 حيث أحيل إلى المعاش ، وأنشأ الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وتفرغ للإشراف على الرسائل الجامعية وتقديم حديث تاريخي أسبوعيا بالإذاعة ، وفي عام 1957 عين مديرا لمعهد الدراسات العربية خلفا للأستاذ ساطع الحصري واختير عضوا بالمجمع اللغوي وعضوا في بعض لجان المجلس الأعلى الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية وتم تكريمه كثيرا من أكثر من هيئة علمية فاطلقت كلية الآداب بكلا من جامعة القاهرة وعين شمس اسمه على مدرج للطلاب وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عن كتابه حول المفاوضات البريطانية من الاحتلال حتى معاهدة 1936 ويعد كتابه منهاج مفصل لدراسة العوامل التاريخية في بناء الأمة العربية من أهم كتب مناهج البحث التاريخي التي يستفيد منها الباحثين حتى الآن.