تعرضت مصر عبر تاريخها الطويل للعديد من الاوبئة وبخاصة الطاعون والكوليرا والذين حصدا ارواحا كثيرة لسببين اولهما : بيئة مصر الفيضية : فما ان قل منسوب مياه نهر النيل، حدثت المجاعات وانتشرت الامراض والاوبئة ثانيهما : فيتمثل في السفن التي تأتي من بعض الدول التي تنتشر بها الأمراض حيث كانت تحمل مأكولات تشتم رائحتها الفئران وعند اقتراب السفينة من الشاطئ تقفز إليه لتكون عاملا اساسيا في نشر الامراض في مصر . ….. وبدأت فكرة العزل الصحى عندما ادخل نابليون هذه الفكرة لاول مرة في مصر بعزل البيت المصاب وتطهيره ثم تبخير أهل البيت المصابين بأبخرة نباتات طبية . للحيولة دون انتشار الوباء، الذى نقله جنودها من بلاد الشام بعد اصابتهم به وبخاصة بعد ان تركوا الجثث في الشوارع لتتحلل ناقلين معهم الموت والخراب للمصريين فكان يتم ……….. وعندما تولى محمد علي باشا ولاية مصر تطلع الى تكوين جيش قوي من المصريين واضع نصب عينيه وباء الطاعون مما دفعه إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من خطورتة توصل الباشا لفكرة العزل الصحي متخذا من منطقة “الأزاريطة” بالإسكندرية، موقعا للحجر الصحي بشكل علمي، لتكون تلك المنطقة هي الأولى التي يتم عمل حجر صحي بها خارج المدينة، وهذا الأسلوب أتى بثماره وقلل نسب الإصابة في المدن والأقاليم. في عام 1812 وبظهور الطاعون في إسطنبول، فرض الباشا حجرا صحيا بحريا على السفن التركية،.وللتعامل مع مشكلة الأفراد والبضائع القادمة من موانئ الشرق الموبوءة بالطاعون، قام بتأسيس مستشفى للأمراض المعدية، ومخزن بدمياط. فلم يدخل الطاعون مصر. عام 1834، هاجم الطاعون مصر مرة اخرى من ناحية الاسكندرية بسبب السفن الاجنبية الناقلة للمرض مما دفع الباشا الى فرض كردونا صحيا على الإسكندرية لدخول الطاعون الموانئ المصرية الواقعة على البحر المتوسط ومع انتشار الطاعون، استخدم محمد علي تدبيرات مشددة ومنها : تكليف الشرطة والجيش بتجميع أسر الطبقات الفقيرة بالكامل المشتبه في إصابة أحد أفرادها بالطاعون ليلا ونقلهم إلى مراكز الحجر الصحي في حافة المدينة. وحبسهم في مستشفيات الأمراض المعدية، وحرق متعلقاتهم الشخصية. كما امر بإطلاق الرصاص على الفور على أرباب الأسر الذين لم يقوموا بالإبلاغ عن موت أحد أفراد الأسرة بالطاعون.مما تسبب في ترويع الاهالى في المناطق المحيطة . وعلى الرغم من ذلك اقامت بعض الأسر باتخاذ تدابير خاصة بها، حيث قاموا سرا أثناء الليل بحفر حفر لموتاهم بفعل الطاعون في ساحة الدار، أو ترك الجثة في أحد الشوارع البعيدة بحيث لا يمكن التعرف عليها، وبذلك يجنبون الأسرة العقاب. ولهذا لم يأت العزل الصحى بالنتائج المرجوة. فقد انتشر الوباء بين الفئران والبراغيث والسكان في جميع الأنحاء من الإسكندرية إلى الأقصر وتوفي ما يقرب من 75 ألف قاهري، و125 ألف مصري آخرين. فكان مجموع الوفيات مساويا لحجم الجيش كله، الذي كان يبلغ حوالي 7% من سكان مصر. فى عام 1839 وعلى الرغم من اعتراض بريطانيا على اجراءات الحجر الصحي على المراكب، ووضعهم العراقيل لمنع اجراءات محمد على الصحية التى اعتبروها اهانه لهم والتقليل من شأنهم لا ان البشا فى عام 1841 وعندما ضرب الطاعون شمال مصر أخذ الباشا بزمام المواجهة هذه المرة بشمولية غاية في القسوة. ففي أية قرية مشتبه فيها يتم احاطة القرية بأكملها بكردون صحي يحرسه جنود وكتائب من الجنود تصاحب أطباء الطاعون الأجانب أعطوا أوامر بإطلاق النار على كل من يعترض . اما في داخل القرية، كانت تحرق ملابس ومتعلقات المتوفى بالطاعون. مع ترحيل جميع الفلاحين الآخرين، ويفصلون بحسب الجنس في انتهاك عنيف لأفكار المسلمين حول عدم لياقة العري العام، الذي كان يتم في حمام في حضور الأطباء (ومن هناك كانت الحاجة إلى طبيبات من النساء للإشراف على غسل النساء عند الانتهاء من الحمام (تقدم للفلاحين ملابس نظيفة ويظلون لعدة أيام تحت الإشراف الطبي. على الرغم من ذلك فقد تكرر السيناريو الذى قام به اهالى مصر من قبل : ففي محافظة الغربية بالدلتا، قابل ثلاثمائة شيخ من شيوخ القرى حاكم المحافظة في فبراير 1841، وأكدوا له أن فلاحيهم التابعين لهم غير مصابين بالطاعون. وقد كان هذا كذبا واضحا، فبعد عدة أيام قليلة عُلم أن ستمائة وخمسين شخصا، نصف سكان إحدى هذه القرى تقريبا قد ماتوا بالفعل بسبب المرض. وفي قرية أخرى اكتسحها الطاعون، قتل من نجا منهم الجنود الذين أرسلهم محمد علي، ولعدة ساعات منعوا القوات المعززة حتى من استرداد جثثهم. ومع ذلك، ففي مناطق أخرى، نجحت القوات المخصصة لدعم “مفهوم النظام” في الحفاظ على السلطة. ولكن في النهايه نجحت تدابير محمد علي بتأثير مدهش. فقد تناقض الطاعون الى ان انتهى تماما في عام 1844) . وبعد ذلك أصبحت مصر خالية من الطاعون، وربما استمرت على ذلك طوال ثلاثة أجيال متتابعة …… كم انت عظيم يا باشا فلنرفع لك القبعة اعجابا واحتراما وسلمت بلادى اميمه حسين .