القبض على أكثر من 12 شخصا بتهمة تقديم رشاوي في سوهاج والفيوم والإسكندرية والبحيرة    الصندوق وفقراء مصر!    مؤسسة بنك مصر وبنك الطعام يوقعان بروتوكولا لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع «هنوصل ليها ونقويها»    البرلمان العربي يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في حمص السورية    وزير الدفاع السعودي يدعو الانفصاليين في اليمن إلى إنهاء التصعيد    مسؤول أمريكي سابق: تصريحات إيران بشأن المحادثات النووية قد لا تكون ذات أهمية حاسمة    تشكيل تشيلسي أمام أستون فيلا في البريميرليج    الهدف ال1000.. رونالدو يواصل رحلة البحث عن حلمه الأكبر    ثنائية رونالدو تمنح النصر التقدم على الأخدود في الشوط الأول    تأجيل محاكمة المتهمين في رشوة التموين ل 22 فبراير    مهرجان القاهرة السينمائي ينعى الراحل داوود عبد السيد    وزير الإسكان يتفقد مشروع "حدائق تلال الفسطاط" بمحافظة القاهرة    الجيش الملكي يعلن الاستئناف على عقوبات الكاف بعد مباراة الأهلي    خبراء: الاستيراد والتعاقدات طويلة الأجل ساهمت في استقرار أسعار القمح محليًا رغم الارتفاع العالمي    وزير الطاقة بجيبوتي: محطة الطاقة الشمسية في عرتا شهادة على عمق الشراكة مع مصر    ياسين منصور يسلط الضوء على دور العقارات والسياحة المتكاملة فى تعزيز الاقتصاد المصرى    وزير الرياضة ومحافظ القاهرة يشهدان ختام نهائي دوري القهاوي للطاولة والدومينو    شعبة المستوردين: المشروعات القومية تحقق الاكتفاء الذاتي من القمح والأرز في مصر    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فتي الدارك ويب ل 24 يناير    صادر له قرار هدم منذ 22 عاما.. النيابة تطلب تحريات تحطم سيارة إثر انهيار عقار بجمرك الإسكندرية    ألمانيا تغلق مطار هانوفر بعد رصد مسيرات في مجاله الجوي    ترامب يطالب بكشف "الملفات السوداء" لإبستين ويتهم الديمقراطيين بالتورط    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    علاج حرقة المعدة المستمرة بالمنزل، ومتى تتحول إلى مرض مزمن؟    يصيب بالجلطات ويُعرض القلب للخطر، جمال شعبان يحذر من التعرض للبرد الشديد    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يستخدم المدرعات والروبوتات المفخخة ويكثف قصفه شرق غزة    أمم إفريقيا - دوكو دودو ل في الجول: كنا نستحق نتيجة أفضل أمام الكونغو.. ونريد الوصول إلى أبعد نقطة    شوربة شوفان باللبن والخضار، بديل خفيف للعشاء المتأخر    الدكتور أحمد يحيى يشارك باحتفالية ميثاق التطوع ويؤكد: العمل الأهلى منظومة تنموية    عمومية الطائرة تعتمد بالإجماع تعديلات لائحة النظام الأساسي وفق قانون الرياضة الجديد    الأرصاد: السحب تتشكل على جنوب الوجه البحري وتتجه للقاهرة وتوقعات بسقوط أمطار    محافظ البحيرة تتفقد لجان انتخابات النواب.. وتؤكد على الحياد أمام جميع المرشحين    بعزيمته قبل خطواته.. العم بهي الدين يتحدى العجز ويشارك في الانتخابات البرلمانية بدشنا في قنا    اليوم.. العرض الخاص لفيلم "الملحد" ل أحمد حاتم    قرار وزاري من وزير العمل بشأن تحديد ساعات العمل في المنشآت الصناعية    مواعيد وضوابط التقييمات النهائية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    الرقابة المالية تصدر نموذج وثيقة تأمين سند الملكية العقارية في مصر    تطورات الحالة الصحية للفنان محمود حميدة    تعذر وصول رئيس اللجنة 40 بمركز إيتاي البارود لتعرضه لحادث    القبض على أجنبي لتحرشه بسيدة في عابدين    افتتاح مشروعات تعليمية وخدمية في جامعة بورسعيد بتكلفة 436 مليون جنيه    روسيا: تنفيذ ضربة مكثفة ضد البنية التحتية للطاقة والصناعة الدفاعية الأوكرانية    الغش ممنوع تماما.. 10 تعليمات صارمة من المديريات التعليمية لامتحانات الفصل الدراسي الأول    الداخلية: ضبط 866 كيلو مخدرات و157 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    إصلاح كسر خط مياه بشارع 17 بمدينة بنى سويف    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    انطلاق الدورة 37 لمؤتمر أدباء مصر بالعريش    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    الصحة: فحص 9 ملايين و759 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر وعلاج فقدان السمع لدى حديثي الولادة    عشرات الشباب يصطفون أمام لجان دائرة الرمل في أول أيام إعادة انتخابات النواب 2025    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة المصرية للاتصالات في كأس مصر    121 عامًا على ميلادها.. «كوكب الشرق» التي لا يعرفها صُناع «الست»    خبيرة تكشف سر رقم 1 وتأثيره القوي على أبراج 2026    زاهي حواس يرد على وسيم السيسي: كان من الممكن أتحرك قضائيا ضده    فلافيو: الفراعنة مرشحون للقب أفريقيا وشيكوبانزا يحتاج ثقة جمهور الزمالك    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    لماذا لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على السيدة خديجة طيلة 25 عامًا؟.. أحمد كريمة يُجيب    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ذكريات ما قبل الرحيل – قصة قصيرة
نشر في شموس يوم 13 - 05 - 2019

ذهبت لزيارة صديقي الحبيب المريض بالداء اللعين ..وكالعادة وجدت الفيلا تغص بالزائرين من الاطباء واساتذة الجامعة ونواب البرلمان ولكنه لم يسمح لاحد بالدخول عليه الا شخصي الضعيف ..كان لا يتناول الطعام الا من يدى ولاحظت ان حالته النفسية تتحسن اذا استغرق في حكايات الماضي وكنت استمتع بعرضه الشيق واسلوبه الفريد وقدرته علي استخراج الحكمة من رحم الاحداث .
سألته عن الطبيب المفكر الذي كان ملازما له في فترة التسعينيات …قال لي : لقد حكيت لك من قبل انه كان في زيارة لاحد اصدقائه من اساتذة كلية التجارة ولفت نظره دخول سيدة جميلة كان تنهي بعض الاوراق لدراسة الماجستير وسأل صديقه عنها فقال له انها سيدة محترمة مرت بتجربة زواج فاشلة مع شاب تافه لا يتحمل المسئولية وانفصلا بعد عام انجبت فيه طفلها الوحيد . طلب الطبيب رقم هاتفها وكلف صديقه بالسؤال عنها جيدا وتمت الامور كما ينبغي وتم الزواج بينهما بعد ان اكدت له ان فارق السن بينهما يمثل لها النضج والحكمة وانها سئمت تفاهة الشباب وميوعتهم وتخنثهم .
عاش صديقنا الدكتور مع زوجته السيدة (ف) اسعد ايامهما وانتقلت بالزواج من هذا النجم الساطع في سماء الطب والفكر والثراء الي الطبقة المخملية في المجتمع فاصبحت ترتدى اغلي الثياب والمجوهرات والسيارة الجميلة الخاصة بها
وفي الشقة الجميلة التى تقع في ارقي احياء مدينة طنطا كانت بينهما مساجلات فكرية بعد ان احضر لها مؤلفات اكبر الكتاب وكانت بدورها شغوفة بالقراءة ودارت مساجلاتهما في احقية احمد شوقي بلقب امير الشعراء وكانت تلاحظ نفور زوجها من شعر شوقي في الغزل لخلوه من اللوعة والاسي وحرارة العواطف والتهابها بين المحبين …قال لها يوما ان بيت الشعر الذي يقول فيه ابن زيدون:
ان كنت ابكى بعدك طول ليلي فكم بت اشكو قصر الليل معك
قال لها ان هذا البيت وحده يفوق شعر شوقي كله في الغزل
وتناقشا في اعمق القضايا مثل اليهودية والنازية لعبد الوهاب المسيرى والفتنة الكبري للعملاق طه حسين وعبقريات العقاد وغيرها ….كان الزوج غزير الثقافة مفكرا لا يداني وكانت هى بدورها شغوفة بالقراءة والتعلم .
وفي بعض الليالي كانا الصمت الجميل يخيم علي المكان كله حين تصدح ام كلثوم بروائعها .
وكم كان الدكتور الاديب يهيم في عالم اخر منفصلا عن دنياه حين تردد ام كلثوم
هواك هوه اللي خللي العمر غالي وبالثانية احسبه مش بالليالي
واخاف اسرح تفوتنى لمحة منك ومن الدنيا اللي اجمل من خيالي
هواك نسى الزمان طبعه وخد منه الامان لينا
تلك رائعة عبد الفتاح مصطفي ولحنها السنباطي فابدع كما لم يبدع من قبل
وكانت السيدة (ف) اذا ارادت الانتقال مع زوجها الي السحاب فانها لا تفعل اكثر من ادارة اسطوانات ام كلثوم .
ولم يكن ابدا من طبع الايام والليالي ان تكون دائما بلهنية وعسلا فذلك ضد طبيعة الدنيا وعكس غدر الايام فحدثت واقعة دكت بيتهما دكا فتركته قاعا صفصفا .
كانت السيدة ف تركب سيارتها الخاصة ومعها اختها وبناتهما في سن العاشرة او اكثر قليلا ومرت بجوارهما سيارة ( عبده بساريا ) الذي تربطه صلة قرابة بهما فتوقف وسلم عليهما ودعاهما الي مطعم شهير في مدينة طنطا ( فش هاوس) وارتكبت السيدة ف غلطة عمرها بأن وافقت علي الدعوة فورا بل وتركت سيارتها وركبت بجوار ( عبده بساريا ) وتناولوا العشاء وضحكوا وعادت معه في السيارة راكبة الي جواره .
كان عبده بساريا طفلا بليدا وصبيا فاشلا حصل علي دبلوم التجارة المتوسط بشق الانفس ..ولم يجد عملا في طنطا فسافر الي القاهرة ولم تكن لديه اية مؤهلات ترشحه لعمل محترم فاستقر به العمل عاملا في محل اسماك في منطقة شعبية وضيعة كان عمله تنظيف المحل وبعد ذلك يقف في الشارع وينادى البساريا ب 3 جنيه ويكرر النداء لجذب الزبائن .،كانت البساريا لرخص سعرها هى الطعام المفضل للفقراء من اهل المنطقة ..ويظل ينادى علي البساريا طوال اليوم حتي اصبح اسمه الذي اشتهر به طوال عمره ( عبده بساريا ) وبدأ عبده يدخر جنيهات قليلة حتي اصبح معه مبلغا زهيدا توجه به الي احد اقاربه ليخطب ابنته الانسة هناء ..كانت هناء فتاة جادة قوية الشخصية حادة الطباع ..وتمت الموافقة علي عبده بساريا .
بدات هناء فورا في التفكير في مستقبلهما فاقترحت ان تبيع الذهب الذي معها وتاخذ جزءا من المال من والدها وتبدأ في شراء محل صغير للسمك وفعلا وافق الجميع علي الاقتراح ثم بدأت في طهي الاسماك في المحل فاصبح المحل يبيع السمك بداخله مطعم صغير،
بدأت الاموال تتكاثر مع عبده بساريا وقامت زوجته بشراء سيارة بالتقسيط من البنك واصبح عبده يركب سيارته وينزل الي طنطا ويمر علي اقاربه جميعا ليريهم تغير اوضاعه.
ولكن عبده لم ينس دمامة وجهه وملامحه المنفرة ولم ينس بلادته وحصوله علي دبلوم التجارة بمشقة ولم ينس رائحة السمك العالقة في يديه دائما ..
لاحظ عبده ان السيارة لم تجلب له الاحترام الذي كان يتمناه ..وجاءته الفرصة حين شاهد السيدة ف في سيارتها وكان لا يخفي انبهاره بتلك الهالة التى تحيط بها من الأبهة والفخامة والرقي وانها سيدة مجتمع من الطراز الاول وزوجة النجم الساطع في سماء الطب والفكر في طنطا
لبت السيدة ف الدعوة بسهولة مذهلة رغم علمها بغيرة زوجها الشديدة وان هذا الفعل من الكبائر في دستور اسرتها مع زوجها الطبيب
بعد يومين احست الطفلة ذات الاثنى عشر ربيعا ان ما حدث امر فيه نكارة وغرابة فانتحت جانبا بالطبيب وحكت له عن ليلة العزومة كاملة.،
اصيب الدكتور بذهول وغضب مجنون وتظاهر بالهدوء ثم سحب زوجته بعيدا عن ابنها وسالها : اين كنت بالامس؟ فادركت ان كل شيئ قد تهاوي فاعترفت بالامر كله ..وهنا انقض عليها زوجها ضربا وشتما وطلقها في الحال قال لها ان الامور المتعلقة بالطلاق لابد ان تنتهى باسرع ما يمكن .
علم عبده بساريا بالطلاق فاصيب بالهلع ولكنه تمالك نفسه واندفع بغبائه غير مقدر للعواقب وذهب الي بيت السيدة ف وقابل والدتها التي استقبلته بالترحاب
كانت والدة السيدة ف تحب المال حبا جما واورثت ابنتها هذه الخصلة الذميمة
وشعرت الام ان امامها بغلا استراليا يحمل اموالا كثيرة تفوح منها رائحة السمك فسال لعابها للمال وليس للسمك وعلي الفور طلب عبده بساريا الزواج من السيدة ف …كان الزواج غير متكافئ تماما فالسيدة ف تحمل شهادة الماجستير من كلية التجارة بينما عبده يحمل دبلوم التجارة والسيدة ف علي قدر من الجمال بينما عبده دميم الخلقة والسيدة ف تنتمى الي وسط الاطباء والادباء والمفكرين بينما عبده ينتمى الي طائفة تجار السمك وعمال المقاهي ولكن الام وافقت فورا ووافقت ابنتها وكانت كلمة السر …فلوس عبده
ولكن عبده اشترط شرطا متعسفا وهو ان يظل الزواج سرا حتي لاتعلم السيدة هناء لانها ستقلب حياتهما جحيما ولن تتورع عن طردهما خارج القاهرة
تم الزواج بعد انقضاء العدة وذهبت السيدة ف مع ابنها ذي العشرة اعوام الي القاهرة وحزن الفتي كثيرا لفراق ابيه ..كان ينادى الطبيب زوج السيدة ف بكلمة بابا لانه راي طوال تلك الاعوام الدكتور فقط وكان معه نعم الاب فقد كان حنونا عطوفا عليه وكان الفتي ينتظر رجوع ابيه من عمله لكي يستمتع بهدايا والده وكان لعبهما معا يشعل نار الحب في قلب الفتى ..
في الليلة الاولي ذهب العروسان الي القاهرة ودخلوا الي الشقة عند منتصف الليل ورغم ذلك اصر عبده علي النزول حيث ذهب لاصدقائه الذين اعطوه البرشام وكثيرا من الاقراص ودخن معهم البانجو ثم رجع الي زوجته وما ان رآها حتى حملها الي حجرة النوم بدون كلمة واحدة وحاولت ان تلفت نظره الي الفتي ولكنه لم يعطها الفرصة لكلمة واحدة والقي بها علي السرير و هبط فوقها كما يهبط الثور فوق البهيمة وظل يعلو ويهبط وماهي الا لحظات قليلة حتى ارتمي بجانبها يلهث لهاث الكلاب و نهجان صدره عنيف وازيز الدخان في صدره
افاقت السيدة ف علي هول ما حدث غير مصدقة تلك اللحظات من الاداء الحيواني وجلست وقد وضعت راسها بين يديها وافاقت علي قوله : انا جوعان قومي جهزي العشاء
اغتسلت السيدة ف ورفض هو ان يغتسل فسألته : كيف لا تغتسل من الجنابة..فقال لها انا حر فسألته : والصلاة ؟؟!! فرد عليها : ربنا غفور رحيم
ولم تجد مناصا من الصمت وذهبت تجهز العشاء ففوجئت عندما جلسوا لتناول الطعام برائحة جيفة فظلت تبحث عن مصدر الرائحة فاكتشفت انها من جورب عبده فطلبت منه بادب ان يخلع جوربه فرفض .. فذهبت الي الحمام وافرغت ما في جوفها ..وبعد ان ازدرد الطعام ازدرادا قام مسرعا وقال لها لابد ان امشي حتي لا تشك هناء في شيئ وخرج مسرعا بينما دخلت هى تبحث عن ابنها فوجدته في غرفة يبكى ويسألها عن والده ويقول لها انه يكره القاهرة ويكره عم عبده ولا يطيق النظر اليه وان عبده لم يكلمه كلمة واحدة طوال الطريق او في الشقة
جلست السيدة ف تبكى بكاء مريرا تعددت اسبابه واخذت ابنها في حضنها ومسحت دموعه بينما دموعها تنهمر كالفيضان .
في اليوم التالي لم يحضر عبده وارسل بعض الطعام وفي اليوم الثالث لم يحضر ايضا وارسل بعض الطعام
لاحظت هناء ان عبده يختلي بالولد (سمكة) وينتحي جانبا ثم يختفي الولد فترة من الزمن …كان غباء عبده حالكا حين تصور ان هناء لن تلتفت الي الامر
بعد ان حضر سمكة من الخارج امرت هناء عبده ان يذهب لقضاء بعض الامور ثم نادت علي الولد سمكة ووعدته بمكافأة مجزية ان صدقها القول وتوعدته بالطرد ان كذب .ولم يكن الولد في حاجة للضفط عليه لكي يخبرها فهو يعلم موازين
ااس القوى في المطعم واخبرها ان المعلم عبده له زوجة اخري وارشد عن العنوان بالضبط.فطلبت من عامل اخر مراقبة المعلم عبدة اذا خرج من المطعم وان يتصل بها فورا اذا علم انه بشقة السيدة ف .
وتم ما ارادت هناء فقد اتصل بها العامل بعد دخول عبده الي الشقة
وجاءت هناء ومعها اثنان من البلطجية وامرتهم بفسخ باب الشقة ودخلت علي السيدة ف واوسعتها ضربا موجعا ثم جرتها من شعرها علي الارض وظلت تسحبها علي السلم واحست السيدة ف بانها ستلفظ انفاسها فاستغاثت وقالت : ساموت ياعبده انقذني وجهي يرتطم بالسلالم وتدخل عبده لفض الاشتباك فظلت هناء ممسكة بشعر ف بيدها اليسري بينما هوت بيدها اليمني علي وجه عبده وكانت لطمة عنيفة ارتد علي اثرها للوراء وكلما استغاثت ( ف) لا يتحرك عبده
خرج الجيران علي وقع ما يحدث وتمكنوا من انقاذ السيدة ف من ايدي هناء وبصوت عال نادت هناء يا عبده يا كلب : تعال . فذهب اليها منكس الراس فصفعته مرة أخري وقالت له طلق الخنزيرة خطافة الرجالة فقال عبده للسيدة ف انت طالق وامرته بان يكررها ثلاثا
كل ذلك تم امام الفتي البائس المنكوب ابن السيدة ف ..واحضر الجيران ملابس للسيدة ف ضمدوا جروحها واعطوها الماء مع بعض الحبوب المسكنة ولكن وجها كان متورما تماما بحيث اختفت ملامحها
اصرت السيدة ف علي النزول رغم الحاح الجيران عليها بالبقاء معهم ولكنها نزلت وحين وصلت الي الشارع لم تعرف الي اين تتجه ولم تفكر في الاتصال بأمها ابدا واتصلت بزوجها السابق لانها اكثر من يعرف حنانه ورقة قلبه ورد عليها فحكت له موجزا عما حدث فسألها عن مكانها فقالت له انها اما فندق سميراميس فطلب متها ان تدخل الفندق وتحجز غرفة مزدوجة باسمها واسم الدكتور لان بطاقتها مازالت تحمل اسم الدكتور كزوج لها واخبرها انه سيكون عندها بعد ساعتين وبالفعل وصل اليها ومعه صديق جراح وصديق متخصص في الانف والاذن وتم عمل الاشعات اللازمة واوصوا بالعلاج لانها رفضت دخول المستشفي وانصرف صديقا الدكتور وبقي الدكتور بجانبها يمرضهاويعطيها السوائل حتي خلدت الي النوم ونام هو علي السرير المقابل واصر الفتي علي النوم في حضن والده
اجري الدكتور بعض الاتصالات بمعارفه في طنطا وطلب منهم تجهيز شقة ايجار وشراء الضروري من الاثاث ….فعل الدكتور ذلك لانها اصرت علي عدم الذهاب لوالدتها.
وبعد تحسن احوال السيدة ف انتقلوا جميعا الي شقة طنطا وكان بها كثير من الطعام وبعد قليل استاذن الدكتور في الانصراف فبكى الفتى لفراق ابيه وعند باب الشقة حاولت السيدة ف ان تقبل الدكتور قبلة الشكر فوضع يده علي فمها وقال لها : هذا ليس من حقنا فنحن الآن غرباء .
وبعد ثلاثة شهور قالت السيدة ف للدكتور : لقد مرت ثلاثة شهور ففهم الدكتور مرادها ولكنه تظاهر بعدم الفهم وسألها ماذا تقصدين …فقالت: اقصد ان العدة قد انتهت بعد طلاقي من عبده الزفت ..فسألها مرة أخري : وماذا يعني ذلك
فردت بتلقائية وسهولة : هذا يعني ان يتم زواجنا الان …..فسألها: هل وعدتك بالزواج فصعقت وقالت له : وما معني الذى تفعله معي منذ شهور ..فقال لها : ما فعلته معك وفاء للايام الخوالي التى كانت بيننا واخلاصا لقصة حب بدأت رائعة وانتهت بكارثة ،،،ما فعلته معك لان قلبي لم يحتمل رؤيتك في هذه الاوضاع الحزينة اما الزواج فلم يدر بخلدى لان جرح كرامتى وشرفي الذي طعنتيه في مطعم فش هاوس لم يندمل بعد
فسألته بعصبية : ومتى يندمل اذن ؟ هنا ثارت ثائرته وصاح باعلي صوته : لابد ان تلتزمي الادب وانت تتحدثين معي …جرح الكرامة يا ربة الصون والعفاف لايندمل ابدا فانا لم اسامحك علي الركوب بجوار جربوع ثم تناول العشاء معه ثم الرجوع في سيارته بجواره …،.فقالت له: انت تعلم ان اختي وبناتنا كن معي
فرد عليها : هؤلاء كلهم كومبارس لكي يكتمل المشهد اما العزومة فانت المقصودة بها وانت تعرفين ذلك جيدا
فقالت له ولكنك مازلت تحبني فرد عليها: لايكفي ذلك لبناء اسرة
ثم ردد كانما يحدث نفسه : طوبي للشرفاء وسحقا سحقا للخونة والخائنات
فردت عليه : لم تكن خيانة ولكنها تصرف غبي صدر عني ولم اقصد ابدا خيانتك او الطعن في شرفك
رد عليها : لكل امة دستور ولكل اسرة دستور ودستورنا في اول مادة فيه ان تصرفات اقل من ذلك الاف المرات محظور عليك عملها
لا تشغلي بالك بالزواج فذلك لن يحدث ولكن لو اردت شيئا منى فاطلبي ما تشائين فبكت بكاء عنيفا و قالت له بنشيج يفتت القلوب : لا تتركنى فقد ضعت وضاع ابنى من بعدك اصبحت حياتي ضياعا وجحيما بعد ان خلعت اسمك عنى
انتقلت من طبقة راقية الى امراة مهيضة الجناح
لم اعرف قدرك جيدا الا بعد ان ارتبطت بالخنزير عبده
كان كل اقاربي يحسدونني فاصبحت الآن في نظرهم استحق الشفقة
كنت سيدة مجتمع من الطراز الاول فاصبحت امرأة مغلوبة علي امرها لا يعيرهامن بجوارها اهتماما
مسح الدكتور دموعها وجلس بجوارها واعطاها كوبا من الماء ..ثم نهض واقفا لكي يحسم الامر مسرعا وسلم عليها بسرعة وقبل ابنها واحتضنه ثم خرج وردد بيت الشعر الذي يعني انتهاء كل شيئ
وألقت عصاها واستقر بها النوى كما قر عينا بالاياب المسافر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.