هناك قضايا لغموضها الشديد تحفظ لحين ظهور خيط يصل بأجهزة البحث لحلها وأحيانا تقيد ضد مجهول لحين ظهور هذا المجهول بالصدفة.. ولكن جريمة "أبو الفضل" البشعة حُلت، بعد شهرين من ارتكابها يعود الجاني الي مسرح الجريمة وكشف عن نفسه كما يعترف من خلف محبسه لحين تحقيق النيابة معه. كانت البداية عندما تم العثور علي جثة امرأه في الخامسة والعشرين مقطوعة العنق والرأس تماما.. كاملة الملابس ملقاة بجوار صندوق قمامة.. وبعرض الجثة علي أهالي منطقة البساتين لم يتعرف عليها أحد وبالبحث في محاضر الغياب لم يصل رجال الامن الي شخصية الجثة وأمرت النيابة بدفن الجثة بعد اسبوع من البحث وظل البحث مستمرا..بعد شهرين كما يقول المحضر وما فيه من معلومات، تلقت الشرطة بلاغا بحدوث مشاجرة بين رجل وامرأه في شقة بداخل عمارة في البساتين.. الرجل حضر من سوهاج يحاول استلام منقولات أرملة أخيه المتوفي..وتسليم الشقة لصاحب البيت، أثناء التسليم تدخلت جارة لهذه الأرملة ورفضت أن يتسلم الأثاث إلا بعد أن تحصل علي مستحقاتها من هذا الأثاث وذلك لأن جارتها "فتحية" كانت دخلت معها جمعية وقبضتها في الأول لشراء هذا الأثاث والجمعية مكونة من عشرة أشخاص وقيمة الجمعية عشرة آلاف جنيه،وأمام هذا الخلاف تشابكت الأيدي وكان لابد من تدخل الشرطة والتحفظ علي المنقولات وتعيين صاحبة الشقة عليها..وطلبت الشرطة من الرجل إحضار الأرملة فتحية وحل المشكلة، وبسؤاله: أين؟ هي فقال في سوهاج، أرسلت الشرطة في أثره أحد الضباط لكي يتحري عن فتحية وكانت المفاجأه ليست في القرية وأكد الجميع وأمها أنها تقيم في القاهرة، وقد رفضت بعد وفاة زوجها العودة الي الصعيد..بحثت الشرطة عن وثيقة الزواج لأخذ بصمة فتحية ومضاهاتها ببصمة القتيلة المجهولة، وحدثت المفاجأة، الجثة لفتحية الأرملة، وبدأ السؤال لماذا قتلت؟ ومن القاتل وما هي الدوافع؟! ولماذا شقيق زوجها أراد الحصول علي المنقولات وتسليم الشقة..تم القبض علي شقيق الزوج وهو ابن عمها ووالدهاوتم عرضهما علي الجيران فأكدوا ترددهما كثيرا علي القتيلة في الشقة وشاهدوا خناقات في كل مرة يحاولان إعادة فتحية الي القرية وهي ترفض بشدة.. أم القتيلة اعترفت بأن ابنتها قتلت علي يد شقيق زوجها ولكن ليس بسبب العرض أو الشرف بل بسبب محاولة الزواج منها بعد وفاة شقيقه والعودة بها الي سوهاج وان فتحية أصغر بناتها وعندما بلغت السابعة عشرة تقدم لها ابن عمها راضي وكانوا يعلمون أنه مريض وقد تنتهي حياته في أي لحظة وهي رفضت هذا الزواج لكن اباها اصر علي هذا الزواج،وعندما حاولت الام الوقوف مع ابنتها برفض هذا الزواج هددت بالطلاق وقال الاب ان بنات العائلات لا يرفضن الزواج من ولاد العم، وتم الزواج وسافرت مع زوجها، حيث يعمل في مكتب محام ومع زحمة الحياة استسلمت الام لغياب ابنتها وانقطاع اخبارها..مر عام وسمعت الام بمرض زوج ابنتها راضي واستغاثت الابنه بأسرتها لانقطاع زوجها عن العمل مما دفعها للعمل مع امراة في اعداد الأطعمة في احد المحلات "كافيتيريا" ونجحت لانها كانت تحمل دبلوم تجارة وتعرف القراءة والكتابة.. توفي الوزج وتذكرت الاسرة فتحية وحاولوا اعادتها الي القرية ومعها طفلتها، وتؤكد الام ان ابنتها رفضت العودة وبقيت في الشقة مع طفلتها والاستمرار في عملها بعد نجاحها فيه، وتؤكد انها لم تسمع عنها شيئا منذ عام، وتتساءل لماذا قتلت وأين طفلتها أمل؟ واندهشت لحضور الشرطة والبحث عنها..أبو الفضل القاتل وشقيق الزوج المتوفي اعترف بأنه احب فتحية بجنون منذ أعوام وقبل زواجها من شقيقه ولم يستطع الاعلان عن حبه لاحترامه لرغبة شقيقه في الزواج منها ،ولكن بعد وفاة الزوج تجدد الحب وسافر الي القاهرة للإفصاح عن حبه والزواج منها.. شعر عندما التقي بها بأنها انسانة أخري نجحت في عملها واصبحت أكثر نضجا وجمالا ورفضت الحوار معه بل أثارته عندما قالت في اصرار: عندما تفكر في الزواج تختار رجلا بعيدا عن قريتها بعد ان تخلي الجميع عنها أثناء مرض زوجها.. حاول معها ولكن طردته وأغلقت الباب في وجهه مهددة بإبلاغ الشرطة لو عاد مره ثانية.. شعر بالاهانة وعاد الي القرية وأخبر عمه بما فعلته وقرر العودة مره ثانية محاولا إرجاعها معه الي القرية..ذهب اليها وأخبرها أن أمها مريضه وتريد رؤيتها، حملت طفلتها والدمعة تسبقها وخرجت معه، أثناء سيرهما في شارع مظلم فاتحها في الزواج، قالت له "أنت بارد مبتفهمش" ورفضت بشدة لم يشعر بشيء غير أنه أخرج السكين من بين ملابسه وفصل رأسها عن جسدها بعد أن حمل الطفله ورأس القتيلة ووضعها في كيس زبالة عثر عليه بجوار صندوق قمامة لتضليل الشرطة وسافر الي طنطا وترك الطفلة لدي شقيقه وسافر الي القرية ودفن الرأس هناك، ولم يخبر الاسرة أو عمه بقتلها.. عاد بعد شهرين الي شقة فتحية القتيلة لأخذ المنقولات وتسليم الشقة ليبعد الشك في غيابها ولا يسأل عنها أحد ويقول نادما "سقطت في قبضة الشرطة لعودتي لمسرح الجريمة، حبي لها جعلني مجرما".