بقلم الفنان والباحث التشكيلي السوري عبد القاادر الخليل بوابة شموس نيوز – خاص قال عذال الفن؟ ان الفنان Velázquez لم يرسم سوى وجوه الانسان, والفنان Zurbarán لم يُجسد سوى رجال الدين. ليس جديد إذا اشرت ان فن الواقعية والبورتريه بحث عنه الانسان منذ التاريخ, وهو الاسلوب الذي وقف له الفنان والمتلقي لأجل الجمال. فرأينا فنانين ونحاتين الماضي تركوا لنا منجزات لا تُحصى. والواقعية تجذب خيالنا ولو اننا نقف امام جميع ما أنجز فيها لوحة تلوى الاخرى. وهكذا استطعنا ان نتعرف على رجال ونساء الماضي في منجزات الفن , وإستطعنا ان نشاهد الجمال ومعجزاته في الاشكال الانسانية في مختلف اختصاصهم الحضاري. وفنانين التاريخ من رجال ونساء تركوا لنا دروسا طويلة في الفن التشكيلي لكن تجاهل المؤرخون عن ذكر اسماء الفنانات. ولم تخص هبة الفن للرجال فقط ؟ بل جاءت مع الانسانية. نساء من قدوة الفن العالمي تميزن في التصميم الفني وفي مختلف الاساليب الفنية منذ القرون الوسطى حتى هذا اليوم, اي منذ ان بدأنا في تسجيل العمل مع رب العمل. ولم يصل الى عامة الناس تصميم النساء المبدعات , من امثال ارتيميسيا جينتيليسكي في عهد النهضة , ماري كاسات, و موريسوت في عهد الانطباعية, فنانات صمموا البورتريه من امثال كوربه وفيلاثكيث, وصمموا الطبيهة كما رأينا في منجزات سيزان وكورت. وكما نراه اليوم في منجزات فنانات العالم من امثال الفنانة اللبنانية ريما عوام. الاحظ في منجزات الفنانة ريما عوام عشقها للواقعية. وتُجسد عملها من عمق الفؤاد وتقف في عملها من داخل روح الانسان الذي ترسمه, لا تُهمل نظرتها الرومنسية وتُظهر في اللوحة احساسات ذاتية مشحونة بلمسات من الحنين. تجمع بين اناقة Digas ومعجزات Vermeer الروحية والاضاءة الصامتة. وتأخذ من الرومنسية نبضات سار عليها الفنان Delacroix وتُحملها مزايا فلسفة الفنان جبران خليل جبران. لقد قالوا إن الفنان فيلاثكيث لم يرسم سوى الوجوه, وان الفنان زورباران لم يرسم سوى رجال الدين, لكن لم يشاهدو منجزات الفنانة ريما عوام التي رسمت الوجوه والطبيعة والحيوان, التي رسمت رجال الدين من الديانات المختلفة, وجسدت الافراد الهامة في المجتمع من نساء ورجال. . من واجبي ان اشير الى المجتمعات في يومنا هذا ان لا نرتكب نفس الاخطاء التي صادمت فنانات الماضي, ولابد من ان اسأل ؟ لماذا لم يكتب اي ناقد عن منجزات الفنانات في قرن الثامن عشر والتاسع عشر وفيما قبل, ليس هناك من مقالة تخص المرأءة الفنانة, بل كل ماظهر هو عن الرجال. وكان في تلك العصور اختصاصت اسلوبية عند النساء وإحتصاص الموضوعية في الداخل وفي الهواء الطلق. نتمنى ان لايعود الظلام , لكن ليس ظلام الليل الذي يهمنا بل ظلام القوب. رأينا عدد من الفنانين استخدموا زوجاتهم لتجسيد اجسامهم, وكانوا من كبار الفنانين, Rubens , Renoir, Rodin. , وغيرهم لكن اهتم المؤرخون بذكر هذا ولم يهتموا بذكر زوجاتهم الفنانات, اكثر تماثيل الفنان رودان كانت من تصميم مشترك بينها وبين زوجها رودان, وبعض منجزاتها الخاصة اضيفت الى اسم زوجها وليست من تصميمه. هذا الذي يجعلني ان اقف عند فنانت اليوم كي لاينسى التاريخ واجبه. وليس مبالغة في الوصف, إن العمل الجميل يراه اي متلقي والناقد يرى الضعف اذا وجد في العمل الفني, لكن بعض الاخطاء في تصميم اي فنان ليس هوالفاصل بين ان نذكر الفنان ام نتجاهله. الفنانة ريما عوام حالها كأي فنان ذو مسؤولية, وهذه المسؤلية ايضا تجعل الفنان ان يرتكب بعض الاخطاء, من تأثير عميق , او من ضعف ملاحظ. يجب ان اذكر هنا ان الفنان سيزان كان لديه ضعف في تجسيد الوجوه كما كان الفنان فان جوج. , وشاهدنا ان الفنان هنري روسوا لم يرسم شيء في حياته قبل سن الاربعين وهؤلاء الفنانين هم زعماء اساليب مختلفة, ايضا اسسوا انفسهم بذاتهم. ارى ان الفنانة ريما عوام متأثرة في مزايا الواقعية التي عرفناها في عهد النهضة في ايام كارافاجيو كما انها تجيد ميزات الواقعية في عهد الاضاءة التي جاء بها الفنان كوربيه. , الفنانة ريما تحافظ على تضامن الجمال في تناسب المواد المبلورة وهذا يشرح عن معرفة عميقة في تأليف اللون المناسب والذي يُعطي في اللوحة الاضاء المحتاجة , وتستخدم حتى الالوان الخرساء التي كان يستخدمها الفنان الايطالي Tiziano . وتستخدم احيانا الوان من الازرق لتبعث في النفس انواع الطمأنينة والهدوء والاستراحة. وفي مواضيع اخرى تستخدم الالوان الحارة لتنعش النفس وتبرز الحساسية, وفي نفس التيار تجعل المتلقي ان يعيش هذه الاحساسات. كي لا يبقى نوعع يمكن ان يغوص به العذال فأقول, هناك كثير من كبار الفنانين انتسبوا الى الاكاديميات لكن لم يعتمدوا على التهذيب الكاديمي, اي انهم اسسسوا نفسهم حيث كانت الهبة الفنية في الولادة. ومنهم كوربيه زعيم الواقعية, ريمبراند وفان ديك زعماء حركة الباروك الدينية, وهكذا سالفادور دالي زعيم السيريالية. الفنانة ريما عوام لاتحتاج لمقالتي هذه ولا تحتاج لاي مقالة تعريفية, منجزاتها الفنية هي افضل مقالة. لا تحتاج الا لعيون نظيفه تنظر العمل بما يعني, بما يُعبر عن احساسات روحية. الفنانة ريما تطل على لبنان من مرتفعات عالية وتطل على الفن بافكار حديثة, وتطل على قلمي من حيث بحثي عن كل فنانة وفنان يعمل ويستحق ان يذكره التاريخ . من اسبانيا كتب لكم . الفنان والباحث التشكيلي السوري. Abdul Kader Al Khalil