خواطر بتتمخطر: إمرأة فى أيام- اليوم الأول

لقاءُ لم يكُن مُعداً لةُ، وبمحض الصُدفة البحتة، هىَّ إمرأةٌ لا أستطيع أن أُقيمها بعمر السنين، تكسوها ملامح الثقافة والتحضُر، تُجيد أكثر مِن لُغة، فنانة فقد تخرجت مِن كُلية الفنون، وتعلوها ملامح الفن من جمال ورشاقة وحُسن الطلة بصفاتٍ فطرية، وتِلكَ هِبةٌ من اللة، إمرأة ثرية مُنذُ لحظةِ ولادتها، لم تكُن المادة يوماً أحد إهتماماتها، بالقدر الذى تجدُ فيها الإنسان الذى يرافقُها رِحلة حياتِها، ولم يكُن اللقاء طويلاً، كان الحديث عابرٌ وسريع، وإمتدت يدُها إلى حقيبتُها الجلدية الفاخِرة، وأخرجت بعض الوريقات، قالت عنها، هذةِ هى حياتى، فى أيامٍ تُعد على أصابع اليد الواحدة، لم تكُن تتكلم ولا تُريد أن تتكلم، فبوادر الألم والآلام كانت تعترى وجهها ونبرات صوتِها.
تصفحتُ الأوراق على عجلةٍ منى، ورأيتُ إنةُ مِن الأفضل أن تتحدثُ هىَّ عن نفسِها، فأوراقِها المعدودات كُتِبت بإحساسِ فى غاية الرهافة، وإبداعُ وُرقاتِها أنَّ كُلٍ منها قد كُتِب فى وقتةِ، حتى انَّ أقدمُها كانَ مُهلهلاً وتحتاجُ عناية خاصة فى الإمساكُِ بها، وهذا هوَ اليوم الأول وقت أن كانت طالبة فى كُلية الفنون، وقتُ الحُب، والحُب الأول بحروفها وكلِماتِها، ومعانيها
اليوم الأول
شعور غريب وعميق ألمِسةُ فى أعماقى
كجناحى فراشة جميلة تُدغدغ جُدران قلبى
كيدٍ ناعمة حانية تحتضن أعماقُ روحى
أشعُر بشيئٍ خفى تسلل إلى اعماقَ نفسى
فجَّرَ برِفقٍ ينابيع إحساسى
ففاضت سيلُ حنانٍ طُبِعت عليةِ بصماتِ الزمانِ
سيلُ حنانٍ كانت تخنقَةُأسوارٌ فى نفسى
أسوار كِبرياءٍ ضنت بةِ على أى إنسانِ
وكأن الزمان إنتظر لحظة يتدفقُ السيلُ بلا حِسابِ
يتدفق ويملأ كئوسَ حُبٍ إنتظرت سنين وليالى
إدخرها الزمانُ ليشربها مُحِبٌ تنسابُ فى نفسِةِ أحاسيس ومعانِ
فها أنتَ يا حبيبى تُجسِدَ أمامى أحلامى
فيخضعُ قلبى خاشعاً ويهتزُ وجدانى
فبيدِكَ سوطَ الحُبِ الذى ألجمَ زِمامى
سوطٌ غزلةُ الزمان مِن رِقةٍ وحنانٍ
بيدِكَ أنتَ وحدك ولا غيركَ إنسانٍ
فنسيرُ بالحُبِ سوياً فى دروبِ الزمانِ
نبكى، نضحك، نسعد، نُعانق
نصعدُ درجَ الحياةِ مُفعمينَ بالآمالِ
نقفِزُ فوقَ المتاريسِ وبالصِعابِ لا نُبالى
نأمُلُ فى غَدٍ مُشرِقِ ونحلُم بالليالى
يومٌ يجمعُنا سوياً القادِرُ العالى
ربِ إحفظ لى حُبى وحقق أحلامى
واجعلنا روحاً واحدة تعيشُ فى جسدينِ
ربِ إهدنا صواباً فى طريقِ الإيمانِ
وأدِم حُبنا أبداً فإنةُ حقاً غالى
وإلى لقاء اليوم الثانى
atifelhady@yahoo.com