ليست أم حسن هى فقط من دعا لها عدوية بالسلامة م العين وم الحسد .. انما هى كل أم لشهيد أريق دمه لأجل كرامة مصر وعزّة المصريين ليست أم حسن ياسادة فقط هى من ألهبت المشاعر حين غنى لها عدوية ورقصت باسمها من خلفه كل راقصة ماجنة انما هى كل ام رأت دماء وليدها ينزف أمام عينيها ويلتاع قلبها لأجل فقدانه لكنها احتسبته لله والوطن والمصريين ليست أم حسن فقط هى من تقارعت الكئوس الساكرة بذكر اسمها .. انما هى من تلقت التعازى فى شهيدها ووليدها .. اننا نناشدكم بالله ألّا تنسوا السؤال عن سلامتها أم حسن كان هذا هو المفتتح ومن ورائه هموم وألام وأوجاع هى ملء قلوب المصريين دم هناك ورقص هنا .. دموع هناك ومعازف هنا .. ألام هناك وضحكات هنا .. لم يامصر تبيعين دماء المخلصين عند أول محطة لوصول قطارك .. لم يامصر تنسى الدم بمرور الزمن فنتقارع كئوس الخيبة تحت لفظة سلام عقيمة ليغيب الثأر فنعاود لنغنى لأم حسن سائلين الله سلامتها م العين وم الحسد.... وليتها كانت أم حسن الدم والثورة بل أم حسن النظام وعدوية .. ان الدم ياسادة ليس كالنبيذ مذاقا ولا تأثيرا وان تشابها لونا ..فان كان الأخير يغيب به العقل فتُشحذ الأول به الهمم وتستنهض به الكرامات .. ان الأنظمة ياسادة - كل الأنظمة - تعمد الى تسويق أم حسن كفكرة الهاء لبنيها من بعد الثورات أو المعارك الوطنية بقصد تغييبهم .. فتمحوا الأغانى الوطنية من وسائل الاعلام لتأتى محلها بعدويات وشعبانيات وتامريّات وديابيّات وغيرها لتحل ثقافة(انا بأكره اسرائيل) محل ثقافة (حى على الفلاح) وكأننا قد اكتفينا بالكراهية ثأرا لدماء شهدائنا وقد فرّطنا فى الدعوة بالثورة لدمائهم ... انها ثقافة مغايرة لثقافة المصريين بل هى ثقافة أنظمة .. فنرى ابن الشهيد بأرض الفيروز مرابطا بينما عيناه فترى عرايا الأبدان والأوساخ من قتلة أبيه على أرضه فتلتهب مشاعره ويدير وجهه وعينيه عن الرمال حرجا منها ومن دماء ابيه .. ماذا سيقول لأبيه يوم ان يلقاه .. جلست أراقب عرايا قاتليك فأصفق لهم .. أم كنت أعمل نديما فأقدم اليهم كئووس السكر بفنادقه وقراه السياحية .. أم يقول : مددت يدى مصافحا يد قاتلك أو ماتت بدمائى النخوة وتملكنى الخوف لأن يُراق دمى .. واذا به يعاود قائلا لنفسه .. لا ليس دمك هو أطهر من دم أبيك وليست أنفاسك هى أثمن من أنفاسه .. بينما أم حسن الثورة فراحت تواصل اللوعة على زوجها وعلى ابنها حسن مشروع الشهادة المرتقب ظلّت أم حسن الأولى تتمايل بذكرها الأبدان على معازف الألحان بينما أم حسن الثانية فراحت تعلم وليدها منذ تركه أبوه رضيعا ليكون شهيدا لوطنه كيف كان أبوه وكم نزف من دم ومن هم القتلة ومن هم الأعداء .. بينما أم حسن الأولى فظلّت صامتة لاتتكلم مكتفية بالتحيّات والسلامات من معجبى عدوية وراقصيه .. ظنّ النظام أن الأولى ستظل هكذا لتموت بها ضمائر الأمة وينسى الشعب دماء شهدائه لكنه نسى أن أم حسن فى الحالتين قد أنجبتا شابين مصريين أسمرين يحملان فصيلة دماء واحدة يدافعان عن حقوق أم واحدة وكرامة رحم واحد .. فأم حسن ياسادة لم تختار أحدا لأن يغنى باسمها لكنهم غنّوا دون موافقتها .. أم حسن ياسادة هى كل ولّادة على أرض مصر عانت مخاض ولادة ثوارها وقد أرضعت أبناءها كيف يكونون شهداء للعزّة والكرامة.. وكيف يصنعون من دمائهم أسطورة شعب يكره الظلم وينتصر على الاستعباد .. لذلك أناشدكم بالله أن تسألوا عن سلامتها أم حسن ...