الرئيس السوري يبحث مع رئيس المخابرات التركية المستجدات الإقليمية واتفاق قسد    أبراج السعودية تتوشح بعلمي المملكة وباكستان احتفاء باتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك    إعلام عبرى: "حكومة الدماء" تسعى لتحويل إسرائيل إلى أوتوقراطية دينية متطرفة    بريطانيا.. حفل خيري ضخم في ملعب ويمبلي دعما للفلسطينيين في غزة    التاريخ يكرر نفسه.. تورام يعيد ما فعله كريسبو منذ 23 عاما ويقود إنتر للتفوق على أياكس    مورينيو: من المدرب الذي سيقول لا لبنفيكا    محمود وفا حكما لمباراة الأهلي وسيراميكا.. وطارق مجدي للفيديو    تصريح بدفن جثة ربة منزل بعد ذبحها على يد زوجها بالعبور    وزير التعليم يعلن تفاصيل النظام الدراسي الجديد للصف الثالث الثانوي (العام البكالوريا) 2025 /2026    السيطرة على حريق شب داخل محل ألعاب أطفال بمدينة نصر    سعر الذهب اليوم الخميس 18-9-2025 بعد الارتفاع القياسي بالصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الخميس 18/9/2025 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    بعد تعرضه لوعكة صحية.. محافظ الإسماعيلية يزور رئيس مركز ومدينة القصاصين الجديدة    جمال شعبان ل إمام عاشور: الأعراض صعبة والاستجابة سريعة.. و«بطل أكل الشارع»    مقتل 3 ضباط شرطة وإصابة اثنين آخرين في إطلاق نار بجنوب بنسلفانيا    تصدرت التريند بعد أنباء زواجها بشاب، ماذا قالت إيناس الدغيدي عن الطلاق (فيديو)    وزارة العمل: 50 فرصة عمل لسائقين بمرتبات 10 آلاف جنيه    محافظ شمال سيناء يتفقد أعمال تطوير بوابة العريش وبفتتح مقراة الصالحين لتحفيظ القران الكريم (صور)    فائدة 100% للمرة الأولى.. أفضل شهادة إدخار بأعلى عائد تراكمي في البنوك اليوم بعد قرار المركزي    صراع شرس لحسم المرشحين والتحالفات| الأحزاب على خط النار استعدادًا ل«سباق البرلمان»    قبل أيام من انطلاق المدارس.. تحويلات الطلاب مهمة مستحيلة!    إصابة سيدة فى انهيار شرفة عقار بمنطقة مينا البصل في الإسكندرية    "أوبن إيه.آي" تتجه لإنتاج شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها.. ما القصة؟    أسامة فراج بعد محمد محسوب .. ساحل سليم تتصدر قائمة التصفية خارج إطار القانون من داخلية السيسي    مكافحة الإدمان: علاج 100 ألف مدمن خلال 8 أشهر    لأول مرة.. ترشيح طالب من جامعة المنيا لتمثيل شباب العالم بمنتدى اليونسكو 2025    محمد صلاح يتجاوز ميسي ومبابي ويكتب فصلًا جديدًا في تاريخ دوري الأبطال    أخبار × 24 ساعة.. الخارجية: لا بديل عن حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية    تكريم أمينة خليل.. تفاصيل حفل إطلاق النسخة السابعة من مهرجان ميدفست مصر (صور)    عمرو منسي: مهرجان الجونة مساحة أمل للمواهب وصناعة السينما    الشاعر الغنائي فلبينو عن تجربته مع أحمد سعد: "حبيت التجربة وهو بيحكيلي عليها"    أحمد سعد مداعبا المؤلف الغنائي محمد الشافعي: "بكلم مامته عشان يألف لي"    محمد عدوي يكتب: الخفافيش تعميهم أنوار الشمس    مصفاة "دانجوت" النيجيرية تصدر أول شحنة بنزين إلى الولايات المتحدة    "سندي وأمان أولادي".. أول تعليق من زوجة إمام عاشور بعد إصابته بفيروس A    90.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الأربعاء    نقيب المحامين يكرم400 طالب متفوق من أبناء محامي الإسكندرية    ب 3 طرق مش هتسود منك.. اكتشفي سر تخزين البامية ل عام كامل    هتتفاقم السنوات القادمة، الصحة تكشف أسباب أزمة نقص الأطباء    أسباب الإمساك عند الطفل الرضيع وطرق علاجه والوقاية منه    حكم مباراة الأهلي وسيراميكا كليوباترا في الدوري المصري    نتيجة وملخص أهداف مباراة ليفربول ضد أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا    موعد مباراة برشلونة ونيوكاسل يونايتد في دوري أبطال أوروبا والقناة الناقلة    "بعد هدف فان دايك".. 5 صور لمشادة سيميوني ومشجع ليفربول بعد نهاية المباراة    بهاء مجدي يحدد مفتاح الزمالك للفوز على الإسماعيلي    سعر الموز والتفاح والمانجو والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 18-9-2025    إنتاج 9 ملايين هاتف محمول محليًا.. وزير الاتصالات: سنبدأ التصدير بكميات كبيرة    استشهاد 99 فلسطينيًا في غارات الاحتلال على غزة خلال يوم    عاجل| "الشعاع الحديدي": إسرائيل تكشف عن جيل جديد من الدفاع الصاروخي بالليزر    بريطانيا: زيارة الدولة الأمريكية جلبت 150 مليار باوند استثمارات أجنبية    مواقف وطرائف ل"جلال علام" على نايل لايف في رمضان المقبل    رئيس جامعة طنطا يشهد حفل تخريج الدفعة ال30 من كلية الهندسة    «الأرصاد» تُطلق إنذارًا بحريًا بشأن حالة الطقس اليوم في 8 محافظات: «توخوا الحذر»    "أصحاحات متخصصة" (1).. "المحبة" سلسلة جديدة في اجتماع الأربعاء    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



علماء الأمة يطالبون بإلغاء مباراة مصر والجزائر

في الوقت الذي تتوجه فيه الأنظار اليوم صوب ملعب المريخ بالعاصمة السودانية الخرطوم الذي يستضيف مباراة مصر والجزائر لحسم بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بجنوب إفريقيا 2010، وسط مخاوف من تفجر أعمال عنف بين مشجعي البلدين، مع استمرار التطاحن الإعلامي والجماهيري الذي بلغ ذروته في أعقاب مباراة السبت الماضي، أبدى العديد من علماء الأمة استنكارهم لظاهرة الهوس الإعلامي والشعبي المصاحب للمباراة، متوجهين بدعوات إلى الشعبين المصري والجزائري أن "أطفئوا النار التي أوقدها الشيطان قبل أن تحرق الجميع"، مؤكدين أن "الرياضة إن كانت بمثل هذا التعصب حتى تراق فيها دماء المسلمين وتبذر الفتنة بينهم فهي حرام شرعًا ولا يجوز لأي مسلم المشاركة فيها أو الذهاب إلى ميادينها".
وفي رسالتين توجها بهما إلى الشعبين المصري والجزائري وأرسلا إلى "المصريون" نسختين منهما، حث الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والداعية الإسلامي الدكتور صفوت حجازي، الجماهير في كلا البلدين الشقيقين على وقف حملة التصعيد المتبادلة، والحفاظ على عرى الأخوة في العروبة والإسلام، مشددين على حرمة دم المسلم وأنها أعظم عند الله من حرمة الكعبة فكيف هانت لتكون أهون من حرمة لعب الكرة إن كان لها حرمة، محذرين من أن استمرار النار المشتعلة بين الطرفين لن تستثني أحدًا وستلتهم الأخضر واليابس، على ما أكدا في رسالتيهما.
وتوجه الشيخ القرضاوي في رسالته بنداء خاص إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة "الرجل الذي أعتز بصداقته" من أجل المبادرة لإطفاء هذه الفتنة التي أشعلها الشيطان بين الأخ وأخيه، وأن يستعين بالعقلاء من قومه لإطفائها، أيا كانت نتيجتها، فيكسب رضا الله، وثناء العقلاء من الخلق، ويجنّب قومه عواقب وخيمة لا يكسب منها غير أعداء العرب والمسلمين، مذكرًا بالتاريخ المشترك بين البلدين يوم قدَّم الجزائريُّون مليون شهيد في معركة الحرية، ووقف المصريون وراءهم عسكرياً وإعلامياً وسياسيًّا، ودور المصريين في تعريب التعليم والتحرير الفكري والتنوير الديني في الجزائر.
في المقابل، توجه الداعية الدكتور صفوت حجازي بنداء إلى الرئيس المصري حسني مبارك دعاه فيه إلى اتخاذ قرار "حكيم" بالانسحاب من مباراة اليوم حقنا لدماء المسلمين في مصر والجزائر والسودان، محملاً كل مسئول في يده اتخاذ قرار وكل إعلامي يزكي نار الفتنة والتعصب وكل مشجع يذهب إلى الاستاد مسئولية الدماء والخسائر والشحناء والبغضاء الناتجة عن هذه الملهاة والمهزلة، مشددًا على حرمة الدماء، محذرًا من أن وقوع أعمال عنف قد يترتب عليه إهدار دماء مسلم هو أمر يحرمه الإسلام أعظم من حرمة الكعبة.
وشاطره الرأي الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري، قائلا إنه الأولى أن تلغى المباراة بدلا من أن يتم فيها سفك دماء المسلمين، وإن كان لابد من اللعب، فيجب أن يكون ذلك في إطار من الأخلاق الإسلامية التي ترمى إلى التواد وروح المحبة، فهذا رسول الله يسابق السيدة عائشة وتسبقه هي مرة فلم يغضب، فلما سبقها المرة الثانية غضبت قال لها يا عائشة: "هذه بتلك"، وأقول للجزائريين انتم غلبتم ثم بعد ذلك غلبتم فهذه بتلك.
ووصف ما جرى بين الشعبين المصري والجزائري بأنه شيء محزن ومخز ويندى له الجبين، وقال إن هذا الأمر مخالف لتعاليم الإسلام؛ فالبلدان إسلاميان ونحن جميعا ندين بالإسلام والكرة ليست الشيء الذي نحرص عليه، لأنها لا تطعمنا ولا تسقينا ولا نتقدم بها، إنما هي مجرد لعبة تعصب وتأتي بالكثير من المشكلات، ونرى من يموتون إما صدمة فرحا بالنصر أو حزنا للهزيمة.
وحمل المسئولين في كلا البلدين المسئولية عن الدماء التي سالت، وأضاف: الدم الذي سال من الجانين يتعلق برقاب كل مسئول من كلا البلدين، لأنهم جميعا كانوا حريصين على هذا، معتبرا أن كل من اعتدى على دم مسلم وقع في إثم كبير، مدللا بقول رسول الله "صلى الله علية وسلم: "لزوال الدنيا عند الله أهون من سفك دم امرئ مسلم".
وحث الشعبين المصري والجزائري على ألا يقابلوا السوء بالسوء وأن يقابلوه بالعقل والحكمة والقول الصالح، مؤكدا أنه لا داعي لأهل الجزائر أن يقابلوا الهزيمة بهذه الخشونة إن كانوا حقا مسلمين ورياضيين، وأشار إلى أنه عاش في الجزائر وبلغ منهم السوء، "لأنني رأيت منهم تعصبا في أنفسهم، حتى أنني كدت أقتل في الجزائر بسبب دفاعي عن مصر بعد أن اتهموا المصريين بأنهم لا يرتقون إلى مستوى النساء بعد حرب أكتوبر، وبالتالي وقفت في مواجهه هذا الكلام وكدت اقتل وأنهيت إعارتي وعدت إلى مصر".
وفي الجزائر، انتقد الناشط الإسلامي الدكتور أحمد بن محمد، المرشح السابق لانتخابات الرئاسة الجزائر "التحريض" الإعلامي الذي رافق مباراة الجزائر ومصر في القاهرة مساء السبت الماضي، وأعرب عن أسفه لما آلت إليه العلاقات بين البلدين جراء هذا التحريض، وحمل مسئولية ذلك إلى النظامين الجزائري والمصري.
وقال في تصريحات لوكالة "قدس برس": "للأسف الإعلام بسوء نية أو بخطأ عبأ الشباب في البلدين، بحيث أبعد عنه احتمال الهزيمة في مباراة كروية فيها الخاسر والرابح، ولكم كان المنظر مؤلما بعد انتهاء المباراة في الشارع الجزائري، حيث ساد حزن عميق مختلف الأرجاء كما لو أننا فقدنا كم مليونا من الجزائريين، لذلك فإن الطينة الطيبة أسيء استخدامها، وكتب إعلاميون جزائريون من أجل الانتقام من مصر وكأننا دخلنا حربا معهم، وانساقوا وراء الجزء الأكبر من الإعلام المصري حتى أن شيخ الأزهر، وحاشى الأزهر من ذلك، دخل على الخط للدعاء للفريق المصري".
واعتبر أن لجوء الشباب الجزائري والمصري إلى الرياضة يعكس شعورا باليأس والإحباط من أي تغيير، وقال: "في البداية لا يسعني إلا أن أنوه بشباب الجزائر وبما يتميز به من مشاعر وطنية كان من المفروض استثمارها في أمور طيبة لا في إذكاء نار الحقد مع الأشقاء المصريين كما فعل النظام المصري والجزء الأكبر من الإعلام المصري، هذا الشباب التجأ إلى الكرة مثلما التجأ إلى المسجد مثلما التجأ إلى الانتحار مثلما التجأ إلى البحر، وأن يقتل بعضه بعضا للتعبير عن يأسه وإحباطه من كل شيء".
وحمل بن محمد مسئولية هذا التحريض الإعلامي إلى النظامين الجزائري والمصري، وقال: "المشكلة ليست في الشعبين الجزائري والمصري وإنما في النظامين الحاكمين، المشكلة في الجزء الأكبر من الإعلام المصري، الذي تطاول على الشعب الجزائري وثورته".
وفيما يلي نص بيان الدكتور يوسف القرضاوي:
نداء إلى الإخوة في مصر والجزائر
أطفئوا النار التي أوقدها الشيطان قبل أن تحرق الجميع
إخوتي الأحبة في مصر والجزائر
أكتب إليكم هذه الكلمات، وقلبي يتفطّر أسى، وكبدي يتمزّق حسرة.
لقد كنت في الأيام الماضية في رحلة إلى الصين، وكنت منقطعاً عن أحداث العالم العربي، فلا أشاهد قناة عربية، ولا أقرأ صحيفة عربية، ولمّا عدت اليوم وجدت آثار الحريق الذي حدث من أجل نتيجة المباراة بين الإخوة في البلدين الشقيقين مصر والجزائر، ومن تصعيد الإعلام للقضية تصعيداً غير منطقي ولا موضوعي، دخل فيه التهويل واستباحة الكذب، وهو لا يصبّ في مصلحة قومية ولا إسلامية، وإنما مهمّته أن يُشعل النار، وأن يضرم الفتنة، وأن يحيي العصبية الجاهلية، التي محتها عقيدة الإسلام وأخوة الإسلام، حتى قيل لي: إن المصريين في الجزائر غير آمنين على أنفسهم ولا أهليهم وأولادهم، وأمست الشركات تجمّد أعمالها، وتعيد موظفيها إلى مصر.
وإني لأستبعد على أبناء الشهداء، وأحفاد الأمير عبد القادر، وتلاميذ ابن باديس والبشير الإبراهيمي، أن يعتدوا على ضيوف في بلدهم، هم في الحقيقة إخوان لهم، وبعضهم لا يعير لعبة الكرة أي اهتمام.
ولا ندري ماذا يحدث غدا (اليوم) في الخرطوم إذا استمرت هذه الريح السموم المشبعة بالعداوة والبغضاء، والعصبية العمياء؟ هل عدنا إلى العصور الجاهلية التي كانت تقوم فيها الحروب الطويلة من أجل ناقة أو فرس، كحرب البسوس وحرب داحس والغبراء؟ والتي كان يقول فيها القائل:
وأحيانا على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا
يا إخوتنا في مصر وفي الجزائر! أين الروح العربية، وأين الروح الإسلامية؟ وأين الروح الرياضية؟
أين الروح العربية التي تجعل العربي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، بل يقدم أخاه على نفسه. كان الموقف الصحيح إذا انتصرت في المباراة الجزائر أو مصر: أن يقول الطرف المغلوب: الحمد لله أنها لم تخرج عن العرب.
إن العربي قديما قال وقد قتل قومه أخاه:
قومي همو قتلوا أميم أخي فإذا رميت يصيبني سهمي
فلئن عفوت لأعفونْ جللا ولئن سطوت لأُوهننْ عظمي !
ويقول الآخر:
إذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
ولا أحمل الحقد القديم عليهمو وليس كبير القوم من يحمل الحقدا
فهذه هي الروح العربية، وأقوى منها الروح الإسلامية، التي تربط بين الجميع بالعقيدة، وبأخوة الإسلام {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10]. المصري أخو الجزائري، والجزائري أخو المصري، ربطهم الإيمان، وجمعهم القرآن، وألّف بينهم الإسلام. كما قال تعالى: {فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران :103].
إن الذي يخوض المباراة معك ليس شارون ولا باراك، بل هو أخ لك يتّجه معك إلى القبلة، ويؤمن معك بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً.
إن الإسلام يبرأ من هذه العصبية العمياء. وقد قال الرسول الكريم" ليس منّا من دعا إلى عصبية، وليس منّا من قاتل على عصبية، وليس منّا من مات على عصبية".
ولو تركنا العروبة والإسلام، فإن الروح الرياضية التي تعلّم الرياضي الحق أن يصافح غريمه غالبا كان أو مغلوبا؛ لأن هذه طبيعة اللعبة. من غلب اليوم يمكن أن يغلب غداً. ولا بدّ من الكفاح أبداً.
إني آسف على قومي أن يضخّموا هذا الأمر البسيط وكأنه قضية مصيرية!! وأن يصبحوا مضحكة للإسرائيليين في صحفهم وإعلامهم، فقد باتوا يسخرون منهم، ويشمتون بهم، ويقولون: هاهم العرب الموحَّدون. ويقول أحدهم: انظروا إلى غفلة العرب، بدل أن يشغّلوا العاطلين، ويطعموا الجائعين، يرسلونهم إلى الملاعب! وهذه هي الأمة العربية التي تواجه إسرائيل.
ومما يؤسفني أشدّ الأسف: أن بعض المسؤولين تأثروا بالمشاعر الغاضبة للجماهير، فانساقوا إلى أقوال لا ينبغي أن تسمع، وإلي أعمال لا يجوز أن تصدر. وأصبحنا نعيش حالة التهييج. كل يصبّ الزيت على النار حتى لا ينطفئ. وهذه لا تأكل أحد الفريقين وحده، بل ستأكل الجميع، وتلتهم الأخضر واليابس، ولن ينتصر في الحقيقة الجزائر ولا مصر، بل المنتصر الحقيقي إنما هو إسرائيل، التي تتفرج علينا، وتقول: ما أجملها من معركة يأكل العرب فيها بعضهم بعضا.
وإني أنادي الرجل الذي اعتز بصداقته، الرئيس الشجاع، والقائد المصلح عبد العزيز بوتفليقة أن يبادر فيتدارك الأمر بحكمته، ويعمل على إطفاء هذه الفتنة، التي أوقدها الشيطان بين الأخ وأخيه، وأن يستعين بالعقلاء من قومه لإطفائها، أيا كانت نتيجتها، فيكسب رضا الله، وثناء العقلاء من الخلق، ويجنّب قومه عواقب وخيمة لا يكسب منها غير أعداء العرب والمسلمين.
يا إخوتي في مصر وفي الجزائر: إنها ليست معركة بدر، ولا معركة حطّين، ولا معركة عين جالوت.
إنها مباراة توصل إلى بداية السُّلَّم في كأس العالم، وهيهات أن نصل إلى نهايته، أو إلى القرب من نهايته، كما شاهدنا خلال الدورات والسنين الطويلة.
وهب أنّنا وصلنا إلى كأس العالم، وحصلنا عليه فعلا، هل سيُدخلنا ذلك الجنَّة؟ ويُزحزحنا عن النَّار؟
والله لو كانت هذه نتيجة المباراة، ما جاز لنا في سبيلها أن نتخاصم وأن نتقاتل.
بل هل الحصول على كأس العالم، يحقّق أهداف البلد الغالب، ويحل مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية؟ لا والله.
إنَّها تهاويل صُنعت لشغل الناس بعضهم ببعض.
يا إخوتي في الجزائر ومصر!
إن بينكم تاريخاً مشتركًا وقفتم فيه صفًّا واحدًا، ضد عدوّ مشترك، يوم قدَّم الجزائريُّون مليون شهيد في معركة الحرية، ووقف المصريون وراءهم بكل ما يستطيعون: عسكرياً وإعلامياً وسياسيًّا.
ويوم أرادت الجزائر أن تكمل استقلالها بتعريب التعليم، كان المصريون هم جيش التعريب في الجزائر.
وهل ينسى الجزائريون دور الشيوخ المصريين، الذين كان لهم دور في التحرير الفكري والتنوير الديني في الجزائر، مثل: الشيخ الشعراوي، والشيخ الغزالي؟
يا إخوتي في مصر والجزائر:
إن لعبة الكرة ليست من الضروريَّات، ولا من الحاجات التي تقوم بها الأمم، إنما هي من التحسينات والتكميلات، وحسبنا أن اسمها (لعبة)، وأنها تقام في (ملعب)، فإذا ترتّب عليها أن تضيّع الضرورات، وتُهدم الوحدة القومية، وتُحطَّم الأُخُوَّة الإسلامية، وتُستباح بسببها المحرّمات، فأغلقوا أندية الكرة، وابقوا إخوانًا متّحدين.
ثم أين أنتم يا حكماء الأمة، ويا علماء الإسلام؟ هل توافقون على هذه المأساة أو هذه المهزلة؟ كما فعل بعضهم! يا للخزي والعار، ويا للحماقة والغباء: أن يسير العلماء وراء العوام، ويشاركوا في الفتنة، وكان علماؤنا يقولون: اللهم قنا شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
يا إخوتي في البلدين الشقيقين: إني أناديكم باسمي واسم علماء المسلمين في العالم ألاّ تشمتوا بنا عدوّا، ولا تنسوا أنكم مسلمون، إلهكم الله وحده، الذي أمركم أن تعبدوه، فلا تجعلوا الكرة وثنا يعبد من دون الله. وابقوا على أخوتكم وعلى أنفسكم، واذكروا قول ربكم: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:18].
ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد
يوسف القرضاوي
-----------
نص بيان الدكتور صفوت حجازي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمين وعلى آله وصبه أجمعين .
فإنه تجاه ما ابتليت به أمة الإسلام من أحداث مباراة كرة القدم بين فريقي مصر والجزائر وما سيحدث يوم الأربعاء من دماء ستسيل وأرواح قد تزهق وخسائر ستقع فأقول :
أن تشجيع كرة القدم إن كان بهذه الطريقة فهو حرام بل ' وأن أي خسائر مادية أو أدبية وأي إيذاء بدني أو نفسي يقع على أي إنسان من جراء هذا التشجيع فإن كل المشجعين بالاستاد يشتركون في هذه الدماء وفى هذا الإيذاء من شارك منهم ومن لم يشارك مادام متواجدا في مكان هذه الفتنة حيث أن الأصل في الإسلام حقن دماء المسلمين وأن هذه الدماء أغلى عند الله عز وجل وأعظم حرمة من الكعبة المشرفة وأن دماء المسلمين لا تراق إلا في سبيل الله ' فهل هذه المباراة في سبيل الله وهذه الدماء في سبيل الله وأن دماءنا وأعراضنا وأموالنا علينا حرام كحرمة يوم النحر في شهر الله الحرام ذي الحجة في بلد الله الحرام مكة المكرمة
ولا يمكن أن تكون الوطنية والانتماء هكذا ' انتماءا جاهليا عصبيا ' ورسولنا صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نترك هذه الجاهلية النتنة ( دعوها إنها نتنة )
وعليه فإني أناشد السيد الرئيس محمد حسني مبارك اتخاذ قرار حكيم بالانسحاب من هذه المباراة حقنا لدماء المسلمين في مصر والجزائر والسودان وترك الفرصة لإخواننا في الجزائر بالذهاب إلى الجنة ( عفوا أقصد الذهاب إلى كأس العالم ) وليهنئوا بما يريدون فنصرهم نصر لنا وعزهم عز لنا إن كان في هذا نصر أو عز ' سيادة الرئيس هكذا يكون الإخوة الكبار وهكذا يأمرنا نبينا ( إن عز أخوك فهن ) وإني أحمل كل مسئول في يده اتخاذ قرار وكل إعلامي يزكى نار الفتنة والتعصب وكل مشجع يذهب إلى الاستاد أحملهم جميعا مسئولية الدماء والخسائر والشحناء والبغضاء الناتجة عن هذه الملهاة والمهزلة
ما هكذا تكون الرياضة وما هكذا يكون الانتماء ولا الأخلاق الرياضية وأولا وأخيرا ليس هذا ديننا ليس هذا إسلامنا هل سيرضى عنا ربنا في هذا التشجيع وهذا التعصب الأسود هل سيفرح بنا نبينا صلى الله عليه وسلم وهو يشاهدنا ونحن نشجع ونتقاتل على كرة تسيل فيها دماؤنا وتزهق أرواحنا.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر
د . صفوت حجازي
مسلم مصري يحب الجزائر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.