عززت السلطات السودانية إجراءاتها الأمنية استعدادًا لمباراة مصر والجزائر اليوم بالخرطوم لحجز بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، وذلك مع توقع حضور الآلاف من مشجعي البلدين، حيث يخشى من اندلاع أعمال عنف بين الطرفين. وقال عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم إن 15 ألف رجل شرطة سيتم نشرهم في شوارع العاصمة السودانية كما سيتم تشديد إجراءات الأمن في الفندقين اللذين يقيم فيهما المنتخبان المصري والجزائري، وأكد الاستعداد لمواجهة أي طارئ. وأضاف أنه يتوقع وصول 48 طائرة تحمل مشجعين جزائريين و18 طائرة لمشجعين مصريين بالإضافة إلى أكثر من ألفي مصري يصلون بالحافلات. وسيحصل مشجعو كل فريق على تسعة آلاف تذكرة وستخصص 17 ألف تذكرة للجماهير السودانية. وكان آلاف المشجعين المصريين توافدوا على السودان خلال الأيام الماضية لتشجيع المنتخب المصري في مباراته الحاسمة، حيث خصص الحزب "الوطني" الحاكم عددًا من الطائرات لنقل المشجعين إلى الخرطوم. وأعلن الحزب "الوطني"، أن جمال مبارك الأمين العام المساعد أمين السياسات بالحزب يولي اهتمامًا كبيرًا بالاستعدادات للمباراة المرتقبة، وأنه يقوم بنفسه بمراجعة كافة الترتيبات أولا بأول وتذليل الصعوبات في عمليات تنظيم رحلات الطيران التي تحمل مشجعي مصر من كافة روابط مشجعي كرة القدم سواء الأهلي أو الزمالك أو غيرهم من الأندية مع الحرص على تحمل الحزب لتكلفة نفقات السفر الخاصة بهم. وصرح الدكتور على الدين هلال أمين الإعلام بالحزب أن الطائرات التي تغادر مصر متجهة إلى السودان تحمل على متنها كوادر وأعضاء وشباب وفتيات الحزب "الوطني" من كافة الأمانات الجماهيرية ومن كافة محافظات مصر مع عدد من الإعلاميين بالحزب وأيضا بصفة عامة شباب مصر بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية، وذلك تحقيقا للمساندة الحزبية الشعبية من حزب الأغلبية لجماهير مصر والمنتخب الوطني في مباراته التاريخية. وفي قرية ميت الديبة التابعة لمركز قلين بكفر الشيخ، تجمهر أكثر من 5 آلاف شخص من أهالي القرية أمام منزل جمال سعد الدين عضو مجلس الشعب عن دائرة قلين والمقيم بالقرية، وذلك لتقصي مصير أولادهم العاملين في الجزائر، بعد أعمال العنف التي طالت عددا من المصريين في أعقاب مباراة السبت الماضي. ويعمل أكثر من 200 فرد من أبناء هذه القرية بشركات "أوراسكوم" و"إيداكو" و"المقاولون العرب"، وقد طالب أهالي العاملين عضو مجلس الشعب لمطالبته الاتصال بوزارة الخارجية المصرية لتأمين أولادهم، ورد النائب مؤكدا أنه اتصل بوزير الخارجية أحمد أبو الغيط موضحا له أن جميع المصريين العاملين سوف يعودون إلى مصر خلال 48 ساعة على أقصى تقدير. وأكد أحد الأهالي ويدعى خيري رمضان أن ابنه سعد يعمل بشركة "إيداكو" منذ ثلاثة أشهر، وقد انقطعت الاتصالات معه منذ 10 أيام لكنه اتصل به أمس الأول وأكد له أنه جريح بعد إصابته بقطع الرأس بعد هجوم العمال الجزائريين عليه في موقع العمل، وأن الشرطة رحلته هو وجميع العمالة المصرية إلي فنادق بالعاصمة الجزائرية وسوف يصلون اليوم جميعا إلي القاهرة بعدما تم تصفية عملهم بالشركة. وقال إن ابنه حمادة قد غادر الجزائر منذ 15 يوم وكان يعمل بنفس الشركة وذلك بسبب اشتباك بينة وبين أحد العمال الجزائريين بسبب المباراة أيضا فرحلته الشركة و15 عاملا مصريا من نفس القرية. وظل المتجمهرون أمام منزل النائب حتى صباح أمس عندما اتصل بهم محمد إبراهيم سعيد أحد العمال المصرين ب "أوراسكوم بالجزائر" وأكد لهم أنهم بخير وسوف يأتون اليوم علي أقصى تقدير وبعدها انصرف الأهالي، وسافر النائب إلى القاهرة لتأمين سلامة العمال المرحلين من الجزائر وسط حشود من القرية ينتظرون وصول أبنائهم. إلى ذلك، دعا مجلس الشعب المصري وسائل الإعلام في مصر والجزائر إلى أن تسعى جاهدة ل"وأد الفتنة التي يحاول البعض إضرامها، وتكذيب الشائعات التي يحاول المغرضون بثها"، وناشد الجماهير العربية في البلدين أن "يكونوا على قلب رجل واحد، ويتمسكوا بروابطهم المقدسة، ويُعرضوا عن كل محاولات الفتنة والفرقة بينهم". جاء ذلك في بيان للجنة الشئون العربية تعليقا على حالة الاحتقان بين جماهير كرة القدم في مصر والجزائر، على خلفية المباراة، في ظل تصعيد إعلامي وشعبي في كلا البلدين. وأشار أن تلك المباراة "صاحبتها تداعيات بدأت قبل إقامتها وامتدت لما بعدها وطالت الجماهير في البلدين، مما ينذر ببوادر شقاق وتعصب مقيت نتيجة لما تبثه بعض وسائل الإعلام المقروء والمرئي في البلدين دون تقدير لمسئولية الإعلام الواعي في حشد الرأي العام نحو التضامن العربي وإعلاء الروح الرياضية، وما واكب ذلك من تناثر الشائعات هنا وهناك وتبادلها على مواقع الإنترنت بشكل غير مسبوق، وغير مقبول". وأوضح البيان أن نواب مجلس الشعب يؤكدون على "ضرورة التمسك بالتضامن العربي الذي يجمع الشعبين ووحدة التاريخ والمصير"، مشيرين أن "شعب الجزائر لم ينسَ لمصر مواقفها الإيجابية في مساندة الثورة الجزائرية، كما لن ينسى شعب مصر للجزائر مواقفه البطولية ومساندتها الإيجابية إبان حرب أكتوبر العظيمة، ولا يمكن أن نتناسى كل روابط التاريخ والدين واللغة والدم من أجل حدث عارض". وجاء في البيان الصادر عن لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب إن "الرياضة على مر التاريخ كانت ولا تزال وسيلة لتقريب الشعوب وتبادل الزيارات والاحتفالات وتجميع الشباب، ولم تكن يومًا وسيلة للفرقة والمشاحنات والتصادم بين الشعوب"، مؤكدًا أن "مصر والجزائر لم يجمع بينهما فقط أواصر العروبة والترابط والمحبة والمصاهرة، بل إن هناك العديد من المصالح الاقتصادية والاستثمارات المتبادلة بين البلدين من أجل تنمية ورخاء الشعبين". ولفت البيان إلى أن هناك أيضًا "روابط أفريقية تجمع البلدين باعتبارهما من أكبر البلاد الأفريقية، وتفرض عليهما وعلى شعبيهما مسئوليات قارية وإقليمية تحتاج إلى كل التكاتف والترابط، وتكون نموذجًا يحتذى لكل دول القارة السمراء". ونوه إلى أن "أي انتصار لمصر هو انتصار للجزائر، وكل انتصار للجزائريين هو انتصار لكل المصريين، وليكن ذلك شعارنا ولنتوحد جميعًا خلف من سيمثل العرب جميعًا في محفل المونديال بجنوب أفريقيا".