مازال هناك أناس غائبون عن الوعي في مصر ، لم يصل إليهم أن شباب مصر الشرفاء نجحوا في إسقاط رأس النظام ، مازال بيننا أناس يظنون أن رئيس الجمهورية هو حسنى مبارك ، ولا يعلمون أننا نعيش في عهد جديد ، وأن مبارك وجمال وعلاء وسوزان رحلوا بلا رجعة ، ولا يعلمون أن رؤوس الفساد يحاكمون، ويجلسون على البرش في سجن المزرعة ، أشفق كثيراً على هؤلاء ، فهم مرضى نفسيون ، يعانون من عقد لا علاج لها . هم ضحية نظام فاسد نفخ فيهم من فساده ، وأوحى لهم أنهم أسياد هذه البلد وكل من فيها عبيد عندهم يساقون بالعصا، وساعدهم بقانون الطوارئ على تصديق هذا الوحي الكاذب ، فأدمنوا الفساد ، وتمتعوا بإرهاب الناس ، وظلمهم . إن ما حدث من مدير أمن البحيرة أمر طبيعي من شخص تربى على ظلم الناس ، يظلم ، ويقهر ، ويروع ، وتحميه وزارة الداخلية فماذا ننتظر منه ، هو واحد من المغيبين ، ممن يظنون أن زمن الخوف الذي زرعوه فينا مازال موجوداً ، ممن يظنون أننا ما زلنا نخاف من البدلة الميري ، ممن يظنون أننا لن نثور مرة أخرى .. أفق يا لواء بلا ( سيادة ) التي تعودت أن تسبق أسمك ، أنت واحد من الذين فروا ، من الذين بحثوا لأنفسهم عن جحر يختبئون فيه ، أنسيت أنك وضباطك تركتم مديرية الأمن ورحلتم وأنتم تغطون وجوهكم حتى لا يتعرف عليكم الناس ، أنسيت أنت وضباطك أنكم خلعتم من على أبواب شققكم اللوحات التي تحمل ضابط شرطة خوفاً ممن تقول أنهم عبيد، أنسيت أنكم خلعتم النسر الذي طالما تباهيتم به من على لوحات سياراتكم .. العبودية لله وحدة يا أيها اللواء بلا سيادة .. ولو كان هناك سادة وعبيد فأنت العبد ، أُنفق عليك في كلية الشرطة من مال الشعب ، راتبك المتضخم من مال الشعب ، السيارة التي تتنقل بها من مال الشعب ، وسيارة المدام من مال الشعب ، والسائق الخاص يدفع الشعب راتبه ، وأولادك المتعجرفون نمت لحومهم بمال الشعب .. اتق الله يا أيها اللواء المتعجرف ، وخذ عظة من وزير داخليتك الأسبق ، خذ عظة من نومه على البرش في سجن المزرعة ، خذ عظة من مبارك الذي رحل ، أنت لست في قوة وجبروت ومال حبيب العدلي ، ولست في قوة أحمد عز ، ولست في قوة أنس الفقي . أفق أيها الرجل ، وزراء العهد الغاشم في سجن المزرعة ، وأنت لست بعيداً عنه ، مليون تهمة من الممكن أن تلصق بك في لحظة ، ومليون توقيع صادق على مليون دعوى ضدك من الممكن أن توجه للنائب العام في لحظة فما أكثر من ظلمتهم أنت وضباطك .. خليك مدّاري ، وكل عيش ، وربّي عيلك ، هذا ليس زمانكم ، هذا زمن الحرية ، والعدالة ، أفق أيها الرجل انتهى عهد مبارك ، انتهى زمن تزوير الانتخابات الذي شاركت فيه بكل قوتك ، أفق أيها الرجل حدثت في مصر ثورة ، أفق أيها الرجل خطابك هذا ليس خطاب المرحلة، أفق أيها الرجل فما أنت إلا موظف في الدولة ، أفق أيها الرجل مصر كلها تنادي بعودة الألفة بين الشعب والشرطة ، وأنت بغبائك تزيد طين بلة . بالله عليك أفق ففي جهاز الشرطة الذي تنتمى إليه شرفاء يرفضون كلامك وسيقفون ضدك ، بالله عليك أفق لم تعد وزارة الداخلية قادرة على حمايتك ؛ فالعهد غير العهد ن والزمن غير الزمن ، بالله عليك أفق من غيك فالعبودية للمصريين شرف ، وخدمتهم وسام على الصدر ، بالله عليك أفق ولا تكن نموذجاً شاذاً لجهاز به شرفاء ، وتب توبة نصوحة ، وإياك أن تمثل دور الوطني المحب لبلدة .