سَخَرت الحكومة الخفية( الصهيو انجيلية) طاقاتها المادية والادبية منذ نشأتها الى اليوم من اجل نزع الهوية الاسلامية من بلاد الاسلام مهما كلفها ذلك الامر من مال وعتاد .. وتركز جل اهتمامها على ذروة سنام الاسلام( الجهاد) .. فكان الشغل الشاغل لهذه الحكومة العالمية العبث بهذا الامر فعملت الآلة الإعلامية العملاقة لهذا الأمر وألقت ما عاداه خلف ظهرها لتتفرغ تفرغاً تاماً لبث أدبياتها فى عقول الإسلاميين خاصة الشباب المتحمس ... أستولت قضية فلسطين على ادبيات العرب منذ أربعينيات القرن العشرين ، وصارت جا اهتمامهم بهذه النكبة التى حلت بفلسطين وما تبعها من ضياع القدس وامتلاك اليهود الأمر بمساعدة الغرب والشرق على حد سواء ..بل إن من العرب ذاتهم من خان وساعد على هذه النكبة .. ادركت الحكومة الخفية ( الصهيو أنجيلية) منذ سنوات أن هذا الحماس المتقد فى النفوس ضد أسرائيل قد يؤدى إلى استعادة المسلوب .. وعندها لن تجد تلك الحكومة مؤطئ قدم لها بالشرق الاوسط .. وحتما ستفقد هيبتها العالمية التى تقود بها العالم وإن كانت تظن انها من خلف الستار إلا انها باتت اليوم مكشوفة بدون مواربة... خلال سبعينيات القرن الماضى أنشات تلك الحكومة قطاراً جيداً على جانبيى الطريق أنشاؤا عدة نقاط لاستقبال هؤلاء المتقدة مشاعرهم بحماس الجهاد والدفاع عن بلاد الإسلام أينما كانت ... ولكنك خلال هذه الرحلة لا تجد محطة واحدة عليها لافته القدس ... فمصمم اللافتات لم يسهوا عن كتابتها بل فعل ذلك عن عمد لانها ليست من مخططات سادته ، الذين أنشاؤا تلك المحطات ... بعد التصميمات والتجهيزات اللازمة لإستقبال المجاهدين من شتى البقاع العربية والإسلامية ، بدأت مرحلة إدارة حروب متعددة بتلك المحطات ،واحدة تلو الآخرى ، يلازمها منذ بدايتها البث الأعلامى و بث التقارير والصور البشعة عما يدور هناك ، ألهبت الآلة الأعلامية الجهنمية الروح الحماسية لدى العامة من الشباب ، فى الوقت الذى كانت( الحكومة الصهيو انجيلية) ترسل الى عملائها الذين تم تدريبهم بالطرق المباشرة وغير المباشرة لبدء جولاتهم لتوزيع بطاقات السفر للمتقدة صدورهم بحماس الجهاد .. انتشر العملاء فى كل زاوية من الزوايا العربية مستخدمين الخطب الرنانة التى تدغدغ مشاعرالعامة وكانت رسالتهم الجهاد دفاعا عن المسلمين المستضعفين .. تحرك القطار يحمل المجاهدين من كل صوب وحدب، منطلقاً فى تدرج كانت محطة البوسنة ثم الشيشان ثم عرج الى الجزائر .. ثم انطلق صوب الشرق مرة أخرى حيث محطة البانيا.. ثم مالبث ان انطلق صوب أفغانستان لتتوقف عجلاته عن الدوران حيث ان كثرة السير اصابت القطار بعطب وجب أصلاحه وهذا امر يتطلب بعض الوقت.. هبط الركاب بافغانستان لتدور معارك طاحنة بينهم وبين الروس ، عملت قيادة القطار على سرعة اصلاحه كى يواكب التطورات ويتحرك لجلب المزيد من الحماسيين المجاهدين لنصرة الإسلام ودحر الشيوعية ، واقفت الآلة الإعلامية لحكومة الصهيو انجيلية امكانياتها وقدراتها على تشجيع المجاهدين وعمل عملائها على جمع المال والعتاد لنصرة الإسلام فى بلاد أفغانستان ومحو الشيوعية .. أستطاعت الآلة الإعلامية طمس فلسطين من ذاكرة المجاهدين وتركز جل الامر على محطات لا تلتقى مع محطة فلسطين المنسية فى لافتات المحطات ، المنزوعة من خريطة سائق القطار !! ما ان انتهت الحرب الافغانية الا وسيطرت امريكا بمساعدة الحكومة (الصهيوانجيلية) على افغانستان بعدما مهد لها المجاهدون الاشاوش الصناديد الصيد الذى يبغونه منذ زمن .. السيطرة على الثروات التى تتواجد بتلك البلاد وما حولها وأنهاء الدولة الروسية كعدو أول فى العلن صديق محبب فيما خلف الستار!! وصار اصدقاء الامس من المجاهدين اعداء اليوم .. لتغير الآلة الأعلامية من نبراتها وتفضح العملاء والأجراء من المجاهدين الصناديد!! ...لتقع بعدها حوادث تشير الى انتقام المجاهدين من الصديق الذى كان بالأمس يعد الممول الاول لهم ، وإن كان انتقاماً غير ذى اهمية لدى الحكومة( الصهيوانجيلية) . كان لابد أمام الضغط الذى تواجهه الحكومة الخفية من المجاهدين من فتح معبر للقطار الى محطة جديدة كى تتجنب تحول هؤلاء الى المحطة التى خمدت جذوتها خلال سنوات مضت .. فكانت محطة العراق ليقدم المجاهدين اليها من كل صوب وحدب وتدور فيما بينهم حروب لم ولن تنتهى لا بوجودولابخروج المحتل الامريكى لانه فى كلتا الحالتين هوصراع مذهبى استطاعت الصهيو انجيلية من زرعة فى تلك المحطة .. لم تتوقف عجلات القطار عن الدوران لقذف بالمجاهدين الى السودان فتونس ثم الى مصر فليبيا .. ثم الى سوريا وهلم جرا..فلو ان القطار توقف عن المسير وايصال المجاهدين الى محطات بعيدة عن محطة فلسطين لكان الامر وبالا لا يحتمل على تلك الحكومة الخفية ( الصهيو انجيلية).. منذ أن انشأ العرب الافغان بمساعدة الغرب ما سمى بالجهاد ضد الروس وتحوله فيما بعد الى ( تنظيم القاعدة ) سيطرت الصهيو انجيلية على مقدرات هذا التنظيم سياسيا وأعلامياومالياً ..بل انها ذهبت الى ابعد من ذلك با حيدت فكرة الجهاد وتنظيم القاعدة عن ذكر اليهود وحلفائهم او الأقتراب من القدس .. فخلال سنوات من سبعينيات القرن الماضى الى اليوم لا تجد فى ادبيات القاعدة ولو تلميحاً عن القدس فذكرها ياتى مرور الكرام .. ويتبادر الى الذهن سؤال هام: لماذا تحارب القاعدة الجميع ما عدا اسرائيل ؟ مرت القاعدة بحروب كثيرة ومرت على محطات عدة وعبر افرادها طرق وعرة تحت راية الجهاد.. من البوسنة الى البانيا الى الشيشان فافغانستان وصولا الى الجزائر مروراً بتونس فليبيا ثم مصر حيث لا يفصلهم عن اسرائيل سوى سلك شائك .. وسوريا التى لا يفصلهم عنها شئ يذكر .. خلال تلك الرحلة الطويلة لحروب القاعدة والمجاهدين من أجل نصرة الإسلام ..لم يكن بعقولهم فلسطين على الاطلاق .. وتذرع قادة المجاهدين الصناديد انهم من اجل تحرير القدس لابد من " تحرير البلاد المحيطة بفلسطين اولا"!!!! من السهل على تلك الحكومة الخفية التى تحكم العالم ان تجعل لها جيوشا تحارب بالوكالة عنها، وصناعة مقاتلين يكون لهم باع طويل فى الجهاد والقتال دون الاقتراب ولو بفكر تجاه فلسطين .. وتكوين هذه الجيوش جاءت فى سن الشباب حيث الحماس المتقد فاستطاعت بعملائها من السيطرة عليهم وتوجيههم حيث ارادت هى لا هم.. عملت تلك الحكومة الصهيو انجيلية على امتصاص الغضب العارم من جراء ما ترتكبه اسرائيل فى حق الشعب الفلسطينى فعملت جاهدة لتحويل هذا الغضب نحو محطات اخرى بعيدة .. فهل حققت الحكومة الخفية مآربها ؟ لا شك انها حققت مآربها واكثر مما كانت تخطط له..فما تراه العين اليوم من تناحر فى شتى المحطات الا محطة واحدة هى لب الصراع العربى الإسلامى( فلسطين) فالباحث للامر يدرك ان جميع الفصائل بمصر(سيناء) او سوريا او ليبيا لا تضع فى اعتباراتها قضية القدس على الاطلاق وتلك من المثالب التى آثرتها الصهيو انجيلية ونجحت فيها نجاحاً باهراً .. أما ما يبث عبر الإعلام من قادة المجاهدين عن حربهم ضد إسرائيل فهذا لذر الرماد فى العيون ليس الا... حققت الصهيوانجيلية مآربها فى حماية إسرائيل من جذوة شباب متحمس للقتال والجهاد.. وخلقت جيلا متناحراً مذهبياً .. مشتت الفكر ممسوخ الهوية.. الا من هوية الجهاد المفرغ من مضمونه الصحيح.