عندما استمع لواحدة من الأغاني القديمة التي تدعو إلى توحيد الصف العربي أصبحت اشعر بمزيج غريب من السخرية والإحباط والفشل معا وكأنها واحدة من مونولوجات أيام زمان نذكرها أحيانا بنوع من الفكاهة والترويح عن النفس ، فالبناء عندما نحطم أثاثاته يصعب علينا بناءه من جديد ، إلا بنوع من الإرادة بالطبع ، فالغريب في الأمر أننا حطمنا أثاثاتنا بأيدينا ، كنا نرفض الوحدة ، نأبى أن نكون في جسد واحد ، كنا مقتنعون أن لكل منا مصلحته الخاصة التي لن يتنازل عن تحقيقها .علقنا مشاكلنا على شماعة الغرب ، هم من يريدوا لنا الفشل ، هم من يريدوا لنا الفرقة ، وعندما تأتى فرصة التجمع في حضن واحد لا نلتفت حتى إليها . شماعة الغرب دائما تشعرنا بنوع من راحة الضمير ، فهم من يخططوا وينفذوا ونحن لا حول لنا ولا قوة، وكأننا خلقنا بعقول مختلفة تنظر للعقول الغربية بنوع من الانبهار والإعجاب وكأنهم أناس من الفضاء الخارجي يستطيعوا فعل كل شئ واى شئ ونحن نلعب دائما دور المشاهدين . كلنا الآن على يقين تام أننا في عصر من عصور الانهيار التام –في كل شئ للأسف- وأنا لا أنكر بالطبع أن للغرب مصلحة في ذلك ، وأنهم يبذلوا كل جهدهم كي يوصلونا لهذه المرحلة ولكننا للأسف نفعل في أنفسنا ما هو أسوء مما يريده الغرب لنا ، نستخدم الوساطة في كل شئ ثم نشتكى أننا نعيش في مجتمع يملئه الفساد ، نتنافس فيما بيننا في أمور النصب والفهلوة ثم نستنكر أخلاق مجتمعاتنا المتدنية ، فالشكوى ثم الشكوى هي طريقتنا الوحيدة لراحة الضمير ، فالكل مخطئ أما أنا فلا ادخل في دائرة الخطأ أبدا ، إنسان معصوم من الخطأ . والنتيجة النهائية والطبيعية أيضا ، أصبحنا نعيش في مجتمع هش ، محطم الجذور والأثاث ، معبئ بالفرقة والعنصرية ، فهذا ليس من ديننا وذاك لا يتفق مع ثقافتنا ومعتقداتنا ، لذا عندما تنفجر الأحداث وسط المجتمع تظهر الحقيقة المره أننا لا نتفق على شئ ولا نجتمع على هدف ، ثم نرجع مره أخرى ونرمى بالتهم على شماعتنا المعتادة ، فيا ليتنا نتفهم ما نحن فيه وندرك حقيقة الأمور.