قبل حركة 1952 كان يتم تعيين العُمد فى البلاد بقرارات ملكية، يعنى شؤن البلاد فى أرجاء المملكة المصرية كانت تُدار بسلطة ملكية، بس الإختيار الملكى كات إختيار حُر ونزية، لأنة كان إختيار رجال من أصحاب القيم والأخلاق والمبادئ، والعُمدة فى ذاك الوقت ، لم يكُن يهاب السلطة التنفيذية والمُمثلة فى البوليس، لأن الوضع كان مُختلفاً فالعُمدة ليس أجيراً لدى الحكومة، لا يتقاضى منها شيئاً، بل كان يقوم بالصرف من جيبة الخاص على أعمال العُمدية، لإنهاء مصالح الأهل والعشيرة وكُل من يتبع حدود العُمدية. كانت الناس تخاف العُمدة وتخشى بأسُة، وكانت تُفضل الذهاب إلى المركز لو حدث معها شيئ، لأن المركز كان أرحم من العُمدة، لكن المركز بطبيعة الحال لا يستطيع أن يأخُذ قرار فى حالة وصلت إلية دون الرجوع إلى العُمدة الذى تقع الحالة تحت إختصاصة جُغرافياً [email protected] العُمدة كان قوياً فى كلمة الحق، والحق لدية لاتوجد فية وساطة، وكان يملك سلطة العقاب، والعقاب الفورى لأنة كان يستند على الحق بمعاونة مجلس عُرفى فى إتخاذ القرار، وفى الحق لا يخشى لومة لائم والعُمدة الذى أتحدث عنة فى أحد ضواحى محافظة الشرقية، كان لدية شجرة جُميزة ضخمة، والعقاب عندة كان نوعان، حسب مُقتضيات الجريمة، فإما أن يُحجز فى مكان خاص لذلك ، أو أن يُعاقب بالجلد بكُرباج سودانى بعد ربطة بشجرة الجُميزة وقد جاءتةُ إمرأة ذات يوم تشكوأ إبنها العاق والذى أحال حياتها إلى جحيم فقالت لةُ بعد أن قصة على العُمدة حكايتها أرجوك ياعُمدة هاتُة عندك وقولُة كلمتين من كلامك البايخ غضب العُمدة من كلام المرأة ونهرها وطلب منها مُغادرة المكان لكن العُمدة لم يهدأ، لأن الإبن العاق وجب عقابُة ووجب التنوية هُنا أنّ العمدة كانت أُمُةُ تُركية، فقد رضع منها الكثير من العصبية، وحدة الطباع، حتى كان يُطلق علية أنّ بةِ شعرة من أسد جاءوا بالإبن العاق والضال إلى حضرة العُمدة العُمدة لا يتحدث كثيراً، لأن أعمالُة بالخير تتحدث عنُ قال العُمدة للإبن العاق، لقد إشتكتك أُمُك، ولو جاءت مرة ثانية تشكوك ليس عندى سوى ربطك بشجرة الجُميز وجلدك، والخيار لك كلمات حادة وقاطعة ولا تقبل التجزئة عندما يكون لدينا غش وتزوير فنحنُ فى حاجة إلى شجرة الجُميز عندما يكون لدينا فساد فنحنُ فى حاجة إلى شجرة الجُميز عندما تفسد أخلاقياتُنا فنحنُ فى حاجة إلى شجرة الجُميز عندما نُحمل الفُقراء والمساكين خطايا الوطن فنحنُ فى حاجة إلى شجرة الجُميز إننى أدعوكُم لزراعة شجرة الجُميز، واصبروا ولا تتعجلوا