قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك مساء اليوم، إن المرحلة الانتقالية في مصر ستنتهي في الربيع المقبل بإجراء انتخابات رئاسية، بعد أقل من عام على عزل محمد مرسي. وقال فهمي "أثمرت خريطة الطريق حتى الآن عن ترسيخ العدالة والحرية والديمقراطية كأساس للحكم على أَن يلي ذلك انتخاب مجلس النواب، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية، بحيث تنتهي المرحلة الانتقالية في الربيع القادم". وأشار، في ما قال إنه رسالة من الرئيس المؤقت عدلي منصور والشعب المصري، إلى أن المصريين خرجوا في 25 يناير 2011 ليعلنوا عزمهم على بناء دولة ديمقراطية حديثة، تحقق لأبنائها الحريةَ والكرامة والعدالة الاجتماعية. وأضاف أن تلك الوجهة هي التي صمم عليها ملايين المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو الماضي، الذي شهد مظاهرات حاشدة انتهت بعزل محمد مرسي. وأوضح فهمي "لدى المصريين رؤية مستقبلية طموحة... وتتطلب عملا منهجيا وفى إطار زمني منطقي... رؤية سيكتب لها النجاح بالانفتاح على كل التيارات السياسية السلمية... وتَتسق فى مبادئها وممارساتها مع القواعدِ الأساسية التى تحكم الحياة الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم... وأهمها سلمية الحوار ونبذ العنف وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان". وأشار وزير الخارجية إلى أن مصر تتعرض لموجة إرهابية "بائسة ويائسة" على حد قوله، تهدف لتقويض العملية الديمقراطية. وقامت قوات الجيش والشرطة في مصر خلال الصيف، بحملة عنيفة على المتشددين وأنصار الرئيس المعزول مرسي، خاصة في شبه جزيرة سيناء. وقتل مئات المصريين معظمهم من أنصار مرسي، ومن بينهم العشرات من رجال الشرطة في فض اعتصامين لأنصار مرسي في رابعة العدوية بشرق القاهرة وميدان النهضة بالجيزة يوم 14 أغسطس الماضي. وأضاف "وأؤكد أمامكم، بكل وضوح وثقة، أن الشعب المصري العظيم، الذي نجح في فرض إرادته، مصّر وقادر علي القضاء على الإرهاب في إطار سيادة القانون... وأَثق في أَن المجتمعَ الدولي بِأَسره، سيقف بحزم إلى جانب الشعب المصري". وقدم فهمي تعازي مصر في ضحايا هجمات قام بها متشددون الأسبوع الماضي في باكستان وكينيا. ورحب فهمي بالاتفاق الذي توصلت إليه الولاياتالمتحدة وروسيا بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، مشيرا إلى أن مصر تدين بشدة استخدام تلك الأسلحة. ودعا "إلى إنشاء سلطة انتقالية تضع حدا للاحتراب الأهلي... وللتدخلات الخارجية لتي طالما حذرنا من تداعياتها". وأعلنت مصر، في وقت سابق، عن رفضها لاستخدام القوة في حل الأزمة السورية التي اندلعت بمظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد في 2011. وقال فهمي إن مصر سوف تستمر فى دعم حق الشعب الفلسطيني فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدسالشرقية على كاملِ أراضى الضفة الغربيةوغزة. ودعا فهمي إسرائيل والمجتمع الدولي إلى تحمل المسئولية الوفاء باحتياجات سكان قطاع غزة، وأعرب عن استعداد مصر للتعاون لتوصيل المواد الأساسية للشعب الفلسطيني فى القطاع بطرق مشروعة وشفافة على حد وصفه. وتقوم القوات المسلحة المصرية بحملة مكثفة منذ عزل مرسي في يوليو الماضي لردم وإغراق مئات الأنفاق غير الشرعية، التي تربط سيناء بقطاع غزة، وتستخدم لتهريب السلع والمؤن.