تحل علينا ذكرى وعد بلفور المشئوم والساحة العربية مليئة بالشعارات النارية والصاروخية ، التي تطالب دولة الإحتلال بوقف العدوان والإستيطان والقتل والتشريد لشعبنا الفلسطيني الأعزل ، هذه الشعارات التي بدأت بالإنطلاق منذ اليوم الأول لنكبة فلسطين الأولى عام 1948م ، واستمرت لما بعد نكسة العام 1967م واشتعلت مع اقتراب هدم المسجد الأقصى بعد أن تم إحراقه مرة واستهدافه مرات ولازال يُستهدف حتى يومنا هذا . ومع أن إسرائيل ظلت طوال هذه السنوات مستمرة بعدوانها وسياساتها التصعيدية التي حملت لون الدوم والخراب إلا أن الشعارات العربية لم تتغير وظل التهديد والوعيد مستمر ، لذكرنا بحواديت العجائز عن حكايا أبو الدبعي هذا الشخص الذي عُرف عنه حب الشهرة من خلال مواقف لم يكن مسئولاً وأعتقد أن معظم أبناء شعبنا يعلم قصة أبو الدبعي . إن المواقف العربية الهزيلة ، والتي تثبت يوماً بعد يوم أنها لا تشكل في قاموس إسرائيل أي صفة ، ولا أعتقد أن إسرائيل مستعدة لسماع مثل هذه المواقف لإدراكها بأن العرب لا يستطيعون فعل أي شيء سوى الإستنكار والشجب والتهديد بإجراءات لا يمكن أن تتحقق لأكثر من سبب . تحل علينا ذكرى بلفور ، والقضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها ، حيث تتعرض للمساومة من قبل دول التآمر مع إسرائيل ، وتتعرض للنسيان بفضل مواقف العرب التي لا تضع القضية الفلسطينية كأولوية مع مصادر القرار في العالم ، وتتعرض للإهانة بسبب الإنقسام الفلسطيني الذي أضر بالقضية الوطنية كقضية صراع أولى مع الاحتلال الإسرائيلي . لقد سمع شعبنا الكثير من الشعارات مؤخراً ، فمن إقامة دولة من طرف واحد ، إلى التوجه لمجلس الأمن ، إلى اقتراحات جامعة الدول العربية العديدة والتي بالمناسبة لا يُنفذ منها شيئ ، فهل هناك إمكانية لأن يضع العرب أياديهم مجدداً خلف قرار يعطي القضية الفلسطينية حقها من الإهتمام ؟ هذا هو السؤال ؟ فالقدس في خطر ، والأرض تتعرض للنهب والسرقة ، والشعب الفلسطيني يموت ويُهجر كُل يوم . هل نرى يوماً قريباً يستطيع فيه العرب أن يكون فيهم بلفور عربي ، يعطي للشعب الفلسطيني حقه بالعيش على أرضه بحرية واستقلال ، فقد سئم شعبنا الشعارات والقرارات والإستنكارات وهو يعيش أطول معركة في هذا التاريخ مع أجرم احتلال عرفته البشرية . &&&&&&&& إعلامي وكاتب فلسطيني [email protected]