أسيوط : ياسر الدرديري : انتهت وزارة الدولة للأسرة والسكان من إجراء دراسة حول صحة المراهقين فى محافظة أسيوط .... بهدف التعرف على أهم المشكلات الصحية والاجتماعية التى يعانى منها المراهقون وأهم الخدمات المتاحة لهم لممارسة الأنشطة المختلفة فى المحافظة حيث شملت عينة مكونة من 1080 أسرة معيشية وتم فيها مقابلة 1077 شابا وفتاة تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 سنة لمعرفة آرائهم واتجاهاتهم حول الصحة الإنجابية. وترجع أهمية هذه الدراسة إلى أن فترة المراهقة تعد مرحلة حيوية فى نمو الإنسان حيث تتشكل فيها صحة الفرد المستقبلية وتكوينه الثقافى ونضجه البيولوجى وتطوره النفسى والاجتماعى . ويشكل المراهقون 20% تقريبا من سكان العالم، أى أن هناك مراهقا لكل 5 أفراد من سكان العالم، ويعيش حوالى 85% من هؤلاء المراهقين فى الدول النامية . ويواجه الكثير من المراهقين مشكلات صحية واجتماعية قد تعرقل تطورهم وتقدمهم، بما فى ذلك الفقر وانعدام فرص الحصول على الخدمات الصحية بالصورة المطلوبة وعدم توافر الخدمات الاجتماعية أو الرياضية أو الثقافية فى البيئة التى يعيشون فيها، ويمكن أن تسهم التداخلات الرامية إلى تلبية احتياجاتهم فى إنقاذ حياة العديد منهم وتهيئة جيل جديد من البالغين من ذوى القدرات الإنتاجية القادرين على مساعدة مجتمعاتهم المحلية على التقدم والازدهار. وأكد المراهقون ، خلال الدراسة ، على أهمية دور الجهات الحكومية فى مواجهة زواج الأطفال وضرورة إصدار قوانين أكثر شدة للحد من هذه الظاهرة، بالإضافة إلى تبنى وسائل الإعلام المرئية لحملة توعية بأضرار زواج الأطفال وأن يكون هناك دور لرجال الدين فى هذا الصدد حيث أظهرت النتائج أن التليفزيون له الدور الأكبر للحصول على معلومات عن صحة المراهقين يليه الجامعة والمدرسة والأقارب والجيران . وأشارت الدراسة التى تتحدث عن صحة المراهقين فى محافظة أسيوط إلى أن وجود مكتبات قراءة للجميع فى المحافظة شجع المراهقين على التردد عليها ، وذلك بنسبة تكاد تكون متساوية تقريبا بين الذكور والإناث وانخفاض نسبة المراهقين الذين سبق لهم استخدام الإنترنت حيث أن 1 من بين كل 10 مراهقين فى محافظة أسيوط سبق له استخدام هذه الشبكة . وكانت من أهم المشكلات التى تعرض إليها المراهقون نتيجة للاستخدام غير الآمن هى التعرض لكلمات أو صور غير لائقة أو فاضحة . وأعربت الفتيات (فى العمر 12 - 18) المشاركات فى الدراسة عن شكواهن بشأن عدم وجود أماكن خاصة بهن لممارسة الأنشطة والهوايات فى مراكز الشباب الموجودة بقراهن، كما اشتكت من عدم وجود مراكز ثقافية أو مراكز تعليم الكمبيوتر ، فيما اشتكى الشباب من ضعف الإمكانيات الموجودة بمراكز الشباب، ومن عدم توافر مكتبات قراهم . وأوضحت الدراسة أن من المشكلات الصحية والاجتماعية التى يتعرض لها المراهقون مشكلة فقر الدم، والضعف العام والهزال وأن أهم مشكلة اجتماعية تواجههم هى المشكلة المادية، تليها مشكلة عدم القدرة على التفاهم مع الكبار، ثم مشكلة وجود وقت فراغ كبير بالإضافة إلى المشاكل الأسرية والمشاكل مع الأصدقاء ومشكلات خاصة بالتعليم وعدم توافر فرص عمل وعدم اهتمام الآباء برعايتهم . أما مشكلات الفتيات فدارت حول عدم توافر مدارس للبنات بالمراحل الثانوية بقراهن وعدم وجود أماكن مناسبة لتنمية مهاراتهن ، وعدم أخذ الأهالى لرأيهن فى زواجهن .