تمر الايام , والسنين ولا ينسى المرء منا احلى ايام عمره عاشها وقضاها بين احضان والديه , وتلك الاحلام البسيطة الجميلة التي كانت تراوده في يقظته في مرحلة المراهقة مرورا بمرحلة ريعان الشباب , ما يشغلني الآن احلام وآمال احيانا أراها بين أمل واهي وخيال وأحيانا أراها بين أوهام وأطياف المنى , واحيانا تنحصر بين ماضي من الزمان وبين واقع مبنيا على أرض خصبة لا ينقصها سوى ماء عذب. لا شك أننا جميعا نأمل ونطمح ونحلم ونطمع أن يكون وطننا العزيز يسوده الأمن والاستقرار , وان يتوفر فيه الحياة الراقية والمعيشة الكريمة وان يكفل ويحقق لكل مواطن جميع الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكن أنى يتوفر هذا أو ذاك دون المقومات والركائز والعوامل وتضافر المجهودات وتماسك وتلاحم ابناء الوطن الواحد لتحقيق تلك الآمال والطموحات تلك القوى والمقومات والمجهودات هي الماء العذب الذي يروي به الارض الخصبة ولنتذكر قول الرسول الكريم كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته , وحتى يتحقق صفات وخواص الماء العذب في أبناء الوطن الواحد عليهم أولا : صدق واخلاص النية لله وليتذكروا تقوى الله , وحسن المعاملة لان الدين المعاملة . ثانيا : المضي الى الأمام وعدم الالتفاف الى الوراء والانشغال بماضي تولى والقضاء على حالة الانشقاق والصراع السياسي ولم شمل الأمة والتوحد حول هدف البناء . ثالثا : المصارحة والمواجهة ويتبعها المصالحة الوطنية الشاملة دون تمييز أو تهميش أو اقصاء أي فصيل أو تيار عن المشهد السياسي ولكن بقيود ومواثيق متفق عليها تراعي فيها الشفافية ومغالبة الصالح العام . رابعا : تضافر المجهودات والقوى على التقدم والازدهار في جميع النواحي الحياتية والمبني على بوصلة الاقتصاد وترمومتر السياسية و محراب المعاملات الانسانية والاجتماعية بين افراد الشعب . خامسا : صنع فرص واستثمارات تنموية حقيقية , دون اللجوء الى ضخ القروض الى قلب الاقتصاد المصاب بجلطات متلاحقة والمتسببة في حالة التدهور والخسائر الرأسمالية والبشرية وفقدان مهارة الايدي العاملة , وزيادة الاستثمارات , وبالتالي ايجاد وتوفير فرص العمل . سادسا : الاهتمام بالقارة الافريقية واعادة العلاقات الدبلوماسية لا سيما بدول حوض النيل . سابعا : تنوع مصادر التسليح وعدم الاعتماد على مصدر واحد بعينه , والمعني هنا اعادة فتح الملف الروسي باتزان وبالتوازي مع الملف الامريكي . في مخيلتي اذا توفرت هذه القوى وتلك المقومات ستصبح بلدنا الحبيب من ارقى البلاد ومصرنا العزيز صدقا ويقينا تستحق ذلك ....