استضافة قطر لمكتب طالبان لاجراء محادثات سلام مع الولاياتالمتحدة هي الأحدث في سلسلة مقامرات على مدى عشر سنوات بعضها كان جهود وساطة في السلام لكن البعض الاخر تضمن دعما مسلحا -لاسيما في ليبيا وسوريا. وكان من المتوقع أن يجتمع مسؤولون أمريكيون مع مندوبين من الجماعة الأفغانية المتمردة في العاصمة القطرية الدوحة يوم الخميس في محاولة لدفع جهود السلام في أفغانستان حيث حاربت الولاياتالمتحدة المتمردين على مدى 12 عاما. وبينما لا تضطلع قطر بدور محوري في عملية السلام الأفغانية إلإ أنه ينظر إليها كطرف من المحتمل أن يكون محايدا يمكنه تقديم استضافة ملائمة لمباحثات حساسة وهي تحظى على الأقل بثقة بعض قطاعات طالبان. قال نيل بارتريك وهو خبير في أمن الخليج له مساهمات في برنامج دراسات الخليج في كلية لندن للاقتصاد إن تدخل قطر في أفغانستان يحركه الحاجة إلى الأمن والنفوذ والمكانة. وتابع قائلا "غياب الأمن في وسط وجنوب آسيا ليس من مصلحة أي من دول الخليج. ويروق للدوحة أن تلعب في نادي الكبار سياسيا أو اقتصاديا أو في مجال الرياضة." ومن بين الأزمات السياسية والحروب التي تعاملت معها قطر اليمن والصومال ولبنان ودارفور والأراضي الفلسطينية حيث تستضيف كثيرا محادثات السلام على أراضيها في محاولة لأن تثبت أنها قادرة على استثمار ثقلها في مجال الدبلوماسية الدولية. ومن المقومات التي تتمتع بها قطر قدرتها على الاحتفاظ بعلاقات ودية مع مجموعة واسعة من البلدان من بينها الولاياتالمتحدة وإيران وقدرتها على أن ترعى تحالفات مع مستهلكين متعطشين لصادراتها من الغاز في الأمريكتين وأوروبا وآسيا. لكن تغييرا محتملا في القيادة أشار إليه دبلوماسيون عرب وغربيون - قد ينتهي إلى تخلي الأمير المتحالف مع الولاياتالمتحدة عن السلطة لابنه - أثار تكهنات بأن حيويتها في المجال الخارجي قد تهدأ لالتقاط الأنفاس في عهد الزعيم الجديد. ويقول الدبلوماسيون إنه من المتوقع أن يبدأ انتقال السلطة المدفوع برغبة في تسليم سلسل للسلطة إلى جيل أصغر بأن يتنحى رئيس الوزراء الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية عن مناصبه الوزارية. يتبع