الاغنياء فى مصر نموذج صارخ للنمط الاستهلاكى الغربى و الفقراء فى فى مصر نموذج بارز يؤكد بشدة فقره المتزايد عاما بعد عام ، مدى قوة التحالف القائم بين المال و السلطة ، و اصبح الدين وسيلة الأغنياء لاقناع الفقراء للرضا بما فى ايديهم من تراب و هواء ، وعدم النظر الى ما فى ايدى الاغنياء ، ووجد مجموعة من المستغلين الجدد !! عفوا الدعاة الجدد ، الطريق ممهدا امامهم الى قنوات فضائية ، ظهروا من خلالها على الناس بملابس غاية فى الاناقة تساير اخر ما وصلت اليه الموضة فى العالم ، و ماركات ساعات ، و احذية من اغلى و ارقى الماركات .. وكأنهم يستفزون هذا الشعب الفقير الذى لا يجد قوت يومه ، و يقاتل يوميا فى طوابير الخبز و انبوبة البوتاجاز و السولار ، و يسقط منه قتلى و جرحى و كأنه فى حرب يومية لا تنتهى ، كيف يفكر هؤلاء الدعاة و كيف لا يرتقى الى ذهنهم انه كيف سيقنعون الناس بما يقولونه ، و هم يتقاضون ملايين الجنيهات ، بل ان بعضهم دخل قائمة الأكثر ثرائا فى العالم حسب تصنيف مجلة فوربس الاقتصادية ، هل يعقل ان يتجه هؤلاء الدعاة الى قمة الهرم للدعوة ، و يتركون القاعدة العريضة فى الاماكن الغارقة فى الجهل و التخلف و الفقر بلا توجيه او مساعدة ، حتى اصبح وقوف السيارات الفارهة الحديثة منظرا مألوفا امام المساجد ، التى يتشدق فيها بعض الدعاة ببعض القصص التى يسلون بها الناس و التى لا يجيدون غيرها . اصبحت اموال الاغنياء تذهب الى شراء المصاحف و الكيبات الدينية و الاذكار و الادعية المطبوعة والسى ديهات بصوت هؤلاء الدعاة يوزعونها على ابواب المساجد و هم يتباهون ، ، بينما كان يمكن ان تذهب هذه الاموال الى انشاء مشاريع تعمل على ايجاد فرص عمل لهؤلاء الفقراء الذين يتضورون جوعا و احتياجا و مرضا . السلطة تحتاج الى الثروة لتدعم بها مركزها و تضفى عليها الرونق و الابهة و الاستمتاع بمباهج الحياة و تعويض ما انفق خلال مشوار الصعود الى اعلى و للصرف على من يتحومون حولها لحمايتها و حماية مصالحهم . و الثروة تحتاج الى السلطة لتضمن الحماية و تنعم بالامان فى ظلها و نعمل فى ظل ظروف تساعدها على النماء و الزيادة و تحميها من طمع الطامعين فيها و الطموحين ..