أكد الشيخ نشأت زارع, إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر, أن إهمال الفقراء والجوعى والمعوزين, هو مسمار فى نعش المجتمع بأكمله، والتاريخ يحكى لنا عن ثورات الجياع التى تهدم أى حضارة، وكان من أسباب سقوط الدولة العباسية عدم العدل بين الأغنياء والفقراء، فقام الزنوج بثورة فى جنوب العراق قضت على أركان الدولة. وأشار زارع إلى أن العدل الاجتماعى هو الحل, ولكنه اختفى من حياتنا، بدءًا من عدم تنفيذ الحدين الأدنى والأقصى، متسائلا "لماذا بعد ثورة 25 يناير مازال من يحصل على ملايين يحصل وآخرون يتضورون جوعا؟". وأشار زارع إلى أن القضاء على الفقر والجوع هو تطبيق الإسلام العملى، وقد قالها الإمام بن القيم: (أينما يكون العدل فثم شرع الله). وقال:عندما أسمع عن موظف راتبه إلى الآن 5 ملايين جنيه فى الشهر وهناك مئات مازالت مرتباتهم تتعدى المليون، وآخرون يأكلون من القمامة فنقول ما قاله سيدنا على: "ما جاع فقير إلا بتخمة غنى". وأضاف أن الإسلام يرى الفقر خطرًا على العقيدة وعلى الأخلاق والفكر والأسرة والمجتمع بأسره. وذكر زارع قصة الإمام أبو حنيفة, عندما قالت له الخادمة ذات مرة: "لقد نفذ الدقيق"، فقال لها متأثراً: "لقد طار من رأسى 40 مسألة" فهو خطر على الفكر والأخلاق, فكم من امرأة انحرفت تحت ضغط الفقر, وخطر على المجتمع، لأن المجتمع لا يكون فى أمان وفيه طبقة الجوعى والفقراء، مذكراً أن عمر بن العزيز قيل له اصرف لنا مالاً لكسوة الكعبة قال إنى أرى أن أضعها فى أكباد جائعة أولى من كسوة الكعبة، وطلبوا منه أن يصرف مالاً لبناء سور للمدينة، قال وماذا تنفع الأسوار "حصن مدينتك بالعدل ونق طريقها من الظلم". وأشار زارع إلى أن الإسلام لم يعتبر الفقر قلة موارد أو إمكانيات, وإنما اعتبره سوء توزيع للثروة، واعتبره ظلمًا اجتماعيًا، وأن الإمام على كرم الله وجهه قال: (ما جاع فقير إلا بتخمة غنى)، وأن القرآن حلها فى الآية (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) موضحًا: أى الفائض عن حاجتك وهذه هى مشكلتنا الآن أيضا مشكلة الظلم الاجتماعى.