قال الشيخ نشأت زارع، خطيب مسجد سنفا بالدقهلية، إنه لابد أن يعرف الجميع أن إهمال الفقراء والجوعى والمعوزين هو أول مسمار في نعش المجتمع بأسره، لافتا إلى أن التاريخ حكى عن ثورات الجياع التي تهدم أي حضارة، وأن أحد أسباب سقوط الدولة العباسية عدم العدل بين الأغنياء والفقراء، حيث قام الزنوج بثورة في جنوب العراق قضت على أركان الدولة. وشدد زارع على أنه علينا أن نعتبر من التاريخ، وأن العدل الاجتماعي هو الحل، متسائلا: "أين تنفيذ الحد الأدنى والأقصى للأجور؟ ولماذا بعد الثورة ما زال هناك من يحصلون على ملايين وآخرون يتضورون جوعا؟"، لافتا إلى أنه لا زال يسمع عن مئات الموظفين رواتبهم ملايين الجنيهات في الشهر، بينما هناك من يأكلون من القمامة. وأكد أن الإسلام لم يعتبر الفقر قلة موارد أو إمكانات، بل سوء توزيع للثروة وظلم اجتماعي، مستشهدا بقول الإمام علي بن أبي طالب: "ما جاع فقير إلا بتخمة غني"، وبأن الحل جاء في القرآن الكريم: "ويَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ"، أي الفائض عن الحاجة. وأشار الشيخ إلى أنه آن الأوان كي نقول إن الحكومات الغربية حققت لشعوبها العدل الاجتماعي، ولذلك علينا أن نطبق روح الإسلام وليس الإسلام الشكلي، مدللا بقول الإمام ابن القيِّم: "أينما يكون العدل فثم شرع الله"، ومؤكدا أن من مقاصد الشريعة حفظ النفس والدين والعرض والمال والعقل. وقال إن الناس في الماضي كانوا يقولون إن أحدا لا يموت بسبب الجوع، لكنهم الآن يموتون موتا بطيئا بسبب سوء التغذية والمرض والجهل. وختم خطبة الجمعة بقوله: "هذا هو الإسلام يا من تنادون بالشريعة"، مطالبا بالقضاء على الفقر والمرض والجهل، ومشددا على أن "من يقضي على هذا الثالوث المدمر هو الذي يطبق شرع الله فينا".