أجريت اليوم واحدا من أهم وأصعب الحوارات الصحفية التي أجريتها طوال حياتي المهنية على الإطلاق ؛ فقد كنت أحاور المحاور .. جلست أمامه كتلميذة تقف بين يدي أستاذها في اختبار شفوي،ولا أستطيع أن أخفي كم كنت أرتعد من داخلي وكأنني في انتظار درجات أعمال السنة التي سوف يعطيني إياها تقييما لأدائي في هذا الاختبار. نعم ارتعدت لدرجة أن أدواتي التي كدت أظن أنني أصبحت أتملكها مع تكرار ممارستي للحوار الصحفي كالجرأة، والإقدام، والثقة بالنفس، والإحاطة بالأحداث الجارية وغيرها... تفلتت كلها من بين يدي وهو يزجرني بنبراته الحادة قائلا: "قولي السؤال علطول"، أو "مش هقولك أكتر من كده"، أو كلمته الشهيرة التي يُنهي بها معظم إجاباته عندما يقول: "فلوستوب" فلم أتمكن أمامه من الاستدراك أو الاستفهام عن المزيد من المعلومات، بل وجدت نفسي أمام هذه الأوامر الناهية عاجزة تماما على التفوه ببنت شفة!! وبالرغم من الأعراض الجانبية التي سببها لي هذا اللقاء من خيفة وتوجس، وجفاف في الحلق، وخفقان في القلب إلا أنني سعدت جدا بعد الانتهاء منه حين قال لي مشجعا : "أنت أحسنت الهوم وورك homework " أثناء الإعداد، فهي بحق شهادة تقدير لم أتوقع حصولي عليها منه .. وقبل أن أشرع في تفريغ الحوار للمجلة، وجدتني أكتب هذه الكلمات التي أعدها حقا من حقوقه التي يستحقها دون تجميل أو مجاملة ... أحمد الله على توفيقه لي وأشكر هذا العملاق الذي يعد رمزا من رموز الصحافة المصرية، على إتاحته تلك الفرصة الذهبية أمامي، والذي أعتقد أن سطوري أفصحت عنه منذ أن ذكرت عبارة رائد الحوار بل أنني أراه عميد الحوار الصحفي والتليفزيوني الإعلامي الكبير مفيد فوزي أطال الله لنا في عمره.